بوتين العاطفي.. أزمة أوكرانيا تفتح عليه النار
أفادت صحيفة لوموند الفرنسية، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يديرالأزمة الأوكرانية المتصاعدة بين بلاده والغرب، وفق رؤيته الشخصية ودبلوماسية عاطفية.
ولفتت لومدند في تقريرها الذي طالعته الديار الى أنه رغم قبول موسكو اقتراح حلف شمال الأطلسي (ناتو) عقد اجتماع في 12 ينايرالمقبل فإن موسكو تُبدي تركيزا واضحا على أوكرانيا.وتشير لوموند إلى أنه على مستوى رمزي، يعكس هوس الرئيس فلاديمير بوتين ورؤيته.
العامل الشخصي العاطفي
ونقل التقرير عن عالم السياسة ألكسندر باونوف قوله إن هذا العامل الشخصي العاطفي هو الذي يفسر التصعيد الأخير في التوترات، إذ لم يقرر فلاديمير بوتين ما إذا كان سيغادر الرئاسة في 2024 لكنه يريد ترك إرثه نظيفًا بما يتفق مع ما يعتبره مهمته التاريخية، وأن الملف الأوكراني يقع عند مفترق طرق القضايا الأمنية ويطرح المزيد من الأسئلة العاطفية عن الهوية.
ووفق الصحيفة الفرنسية تحمل رؤية بوتين لأوكرانيا تصورا مخالفا لما يعتقده المؤرخون، وأنه في 23 ديسمبرالجاري عندما سئل الرئيس الروسي في مؤتمره الصحفي السنوي حول آفاق الحرب دخل على الفور في الموضوع الأوكراني، وعاد بالزمن إلى إنشاء أول رئيس للاتحاد السوفييتي لينين، لهذا البلد على الأراضي التاريخية للروس.
وقالت لوموند يتمتع فلاديمير بوتين بنظرة روسية فريدة تجاه أوكرانيا، لقد تحدث وكتب عنها مرات عدة، ويمكن تلخيص موقفه بطريقة بسيطة، الروس والأوكرانيون، هم سلف الدول السلافية الحديثة وهم الشعب نفسه، وهذا ما كتبه بوتين مرة أخرى في مقال نظري طويل بعنوان (حول الوحدة التاريخية للروس والأوكرانيين) نُشر في يوليو الماضي في موقع الكرملين على الإنترنت.
القوة السوفييتية
وأضافت أن العديد من المؤرخين يعارض هذا الطرح الذي يتجاهل التاريخ الطويل للمعارضة بين الكيانين وخياراتهما السياسية المختلفة، لكن بالنسبة للرئيس الروسي فإن القوة السوفييتية منحت الدولة الأوكرانية هدايا إقليمية لا داعي لها على حساب روسيا
وختمت لوموند تقريرها بالقول إن هذا الموقف ليس جديدا، ففي 2013 وقبل ضم شبه جزيرة القرم قدم بوتين هذه الأطروحات في مقابلة تلفزيونية، وذكر أنه ، هذه المواقف تجد صدى قويا في الرأي العام، لقد تم استخدام الملف الأوكراني بشكل متكرر كأداة لتعبئة الشعب الروسي، ويبدو أن ذلك يمثل تجسيما لمقولة الدبلوماسي الأمريكي زبيغنيو بريجنسكي إن روسيا يمكن أن تكون إمبراطورية أو ديمقراطية، ولكن ليس كلاهما.