سيناريوهات محتملة على الساحة السودانية أخطرها.. الإنزلاق نحو الفوضى
وفقا لما يحدث على الساحة السودانية ولما يعاني منه الشعب السوداني من حالة اقتصادية خانقة، إضافة إلى عدم توافق القوى السياسية المدنية، بسبب رفض البعض اتفاق البرهان وحمدوك، وعزم الأخير على تقديم استقالته، بسبب عدم توافق القوى السياسية المدنية، يرى المراقبون أن هناك عدة سيناريوهات قد تحدث.
*سيناريو الانزلاق نحو الفوضى
انزلاق البلاد إلى أتون الفوضى والانفلات الأمني والحرب الأهلية، الانتخابات المبكرة، والتوافق على مشروع وطني للخروج من الأزمة.
وهو الذي يتجنبه الجميع وهو أسوأ السيناريوهات المحتملة، إلا أن كثيراً من الأمور و المعطيات الراهنة تعزز فرص حدوث سيناريو الفوضى والانزلاق والتفلت الأمني والحرب الأهلية وهو كالآتي:
*إذا استمرت حالة الغلاء والضائقة المعيشية ومعاناة الأسر في الحصول على الخدمات الضرورية، مع استمرار فشل الحكومة في حل الأزمة، سيؤدي ذلك إلى دفع الكثيرين نحو الفوضى وتجاوز القانون.
* التغاضي عن حالات التفلت الأمني، وتقصير قبضة الدولة الأمنية، فيما يتصل بحماية المواطنين في الطرقات والأسواق ومنازلهم فضلا عن غياب هيبة الدولة والقانون خاصة في مناطق النزاع القبلي الذي مازال يحصد أرواح العشرات مع استمرار النظرة الانتهازية لهذا النزاع.
هناك من يستخدم الصراعات القبلية لتنفيذ أجندة سياسية وتوظيفها كـ(ورقة) ضغط في مواجهة الخصوم السياسيين إضافة إلى ذلك
استمرار اتساع الفجوة بين المواطنين والمؤسسة العسكرية، وفقدان الثقة بين الطرفين.
*سيناريو الانتخابات المبكرة
يطرح سيناريو الانتخابات المبكرة يوميا على الساحة السودانية، ويطرح دائماً من جانب بعض القادة السياسيين والعسكريين على حد السواء كونه حلا و مخرجاً من الأزمة المستفحلة إذا ازداد تعقيدا سيكون هو الحل بين مكونات المسرح السياسي السوداني، وكان من أول من لوح بهذا الخيار الراحل الإمام الصادق المهدي بقولته المشهورة : (أي كاني ماني طوالي الناس تدخل الانتخابات المبكرة) بمعني إذا لم تتوافق القوى السياسية على حل سياسي للخلافات سيكون سيناريو الانتخابات المبكرة هو أحد خيارات حزب الأمة القومي، والمكون العسكري وبعض الشخصيات القومية وكبار الإعلاميين والأكاديميين، وبدورها لجأت الأمم المتحدة خلال الفترة الماضية عبر مبعوثها الخاص إلى التلويح بهذا الخيار إذا فشل أهل السودان في التوافق.
سيناريو التوافق بين القوى السياسية على مشروع وطني
وهذا السيناريو ، هو المطلوب بإلحاح لدى الشارع السوداني العريض الذي تعلقت به نفوس السودانيين كونه الطريق الآمن لإخراج البلاد إلى بر الأمان، وهو جسر العبور الذي يفضله اكثرية الأعظم من الشعب السوداني، لكنه يواجه الكثير من الصعاب والتحديات من أبرزها على الإطلاق تصاعد الخلافات والصراع السياسي بين قوى الثورة والجنوح إلى المحاصصات وانفجار الخصومات السياسية وانعدام الثقة بين مكونات المسرح السياسي بسبب التخوين الذي بات إطلاقه اسهل ما يكون بين الساسة عموماً وشركاء الحكومة الانتقالية خصوصاً وبناء عليه فإن فكرة حدوث مشروع وطني صعبة لصعوبة التوافق بين القوى السياسية، إلا أن هناك بارقة أمل من الممكن أن تجعل التوافق بين القوى السياسية على برنامج وطني أمراً محتمل الحدوث.