سياسي سوداني يكشف لـ«الديار»
ماذا وراء أنباء استقالة رئيس الوزراء السوداني؟
ذكرت تقارير صحفية أن عبد الله حمدوك، رئيس الوزراء السوداني، يعتزم الاستقالة من منصبه، وذلك بعد نحو شهر على اتفاق مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان على تشكيل حكومة جديدة.
ومثلت هذه الأنباء نقطة خلاف بين السياسيين السودانيين، إذ رأى بعضهم أن خروج هذه الأنباء في هذا الوقت ربما يكون بمنزلة جس نبض للرأي العام والشارع السوادني، في حين رأى البعض الآخر أن استقالة عبد الله حمدوك، رئيس الوزراء السوداني، مسألة وقت في ظل الاحتجاجات الشعبية والسياسية المتصاعدة، وأنها تؤكد مدى الخلاف العميق بين العسكريين والمدنيين حول تقرير مصير ومستقبل البلاد.
ماذا وراء أنباء استقالة حمدوك؟
وفي هذه الإطار، قال حسن شايب دنقس، مدير مركز العاصمة للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن أنباء استقالة رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك تدل على انسداد الأفق السياسي داخل الدولة السودانية؛ إذ إنه اجتهد في طرح مبادرات مثل: الطريق للأمام والأزمة الوطنية وقضايا الانتقال، إلا أن كلتا هاتين المبادرتين أجهضتا بسبب تمترس النخب السياسية حول مواقف تتمثل في إبعاد العسكريين عن المشهد السياسي وإدخال وتعديل قوانين تتوافق مع طبيعة المرحلة من غير أن تكون هنالك آلية متفق عليها.
صراعات سياسية سودانية
وأكد المتخصص في الشأن السوداني، في تصريح خاص لـ«الديار»، أن رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك ربما أراد بهذه الاستقالة أن يمارس ضغطًا كبيرًا على المكونين المدني والعسكري بضرورة المضي قدمًا في عملية الانتقال الديمقراطي في ظل الصراعات التي تشهدها الساحة السياسية التي تقود السودان إلى مآلات خطيرة؛ إما أن يصبح السودان دولة قوية وقانعة وإما أن يكون تابعًا لحلف أو دولة؛ وبالتالي يفقد رمزيته وسيادته؛ وإما أن يكون دولة فاشلة، وفقًا لمعايير ومقاييس الدول الفاشلة.
وشدد السياسي السوادني على كل عناصر الدولة الفاشلة متوفرة في السودان، إلا أن السيناريو الثاني هو الأقرب نسبة للنفوذ والصراع الإقليمي والدولي في المنطقة، مؤكدًا أن الشارع السوداني منقسم حيال أمر استقالة حمدوك منهم من يقول إن حمدوك ليس بوسعه أن يقدم أكثر من ذلك ومنهم من يقول أكثر من ذلك، مثل: على حمدوك وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان مغادرة سدة الحكم وإفساح المجال لغيرهما.
الشاهد في ذلك أن الشخصية السودانية ألفت وربطت نفسها والبلاد بأفراد، وهذه من الأخطاء الكبيرة التي ارتكبها الساسة في السودان، لذلك آن الأوان بأن يكون مركز صنع القرار هو من يقود البلاد وهذا يحتاج لعمل وجهد مضني للوصول لهذه المرحلة، وفق قول حسن شايب دنقس، مدير مركز العاصمة للدراسات السياسية والاستراتيجية.
اضطرابات سياسية سوادنية
ومنذ إعلان البرهان في 25 أكتوبر الماضي حالة الطوارئ في البلاد، وحل مجلسي السيادة والوزراء، يشهد السودان اضطرابات سياسية وحركة احتجاجات شعبية كبيرة، وبعد توقيعه على الاتفاق مع البرهان، تعرض حمدوك لضغوط كبيرة من الشارع السوداني.
وخلال الأيام الماضية، خرج السودانيون في مسيرات احتجاجية عدة وسط اعتراض من قولت الأمن السودانية في ظل حالة من الترقب والحذر الشديدين إقليميًا ودوليًا.