جريدة الديار
الجمعة 22 نوفمبر 2024 05:22 مـ 21 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

«ستراتفور» يرصد مآلات الحرب الأهلية الإثيوبية

عناصر من الجيش الفيدرالي الاثيوبي
عناصر من الجيش الفيدرالي الاثيوبي

تناول مركز "ستراتفور" البحثي الأمريكي للدراسات الأمنية والاستخباراتية الحرب الأهلية القائمة في إثيوبيا.

وقال المركز إنه من غير المرجح أن تؤدي استعادة الحكومة الإثيوبية للسيطرة على المدن الرئيسية إلى وضع نهاية قريبة للحرب المستمرة منذ قرابة العام، لأن طرفي الصراع غير مستعدين للتفاوض.

وأعلنت الحكومة الفيدرالية في 6 ديسمبر الجاري أنها استعادت كومبولتشا وديسي، وذلك بعد شهر من استيلاء جبهة تحرير شعب تيجراي على المدينتين الاستراتيجيتين الواقعتين على طول الطريق السريع إيه 2 الذي يربط إقليم تيجراي بالعاصمة أديس أبابا.

وبحسب المركز، المقرب من ال سي آي إيه، أن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد اعتبر أن المكاسب الأخيرة دليل على أن قوات الفيدرالية انتصرت في الحرب ضد قوات تيجراي.

ومن الناحية الأخرى، أكد المتحدث باسم جبهة تحرير تيجراي جيتاتشو رضا أن الجماعة المتمردة غادرت ديسي وكومبولتشا، مشيرا إلى أن الانسحاب كان إعادة تمركز.

وأشار المركز إلى إنه يجب التعامل مع البيانات الصادرة عن كلا الجانبين بنوع من التشكيك، حيث أن التعتيم الإعلامي المستمر في إثيوبيا جعل من الصعب للغاية على الصحافيين الإبلاغ عما يحدث.

ويضيف المركز أن انسحاب جبهة تحرير شعب تيجراي من ديسي وكومبولتشا بعد فترة وجيزة من الاستيلاء عليهما يشير إلى أن الجماعة المتمردة ربما تكون قد شعرت بأن خطوط الإمداد الخاصة أصبحت مهددة بعد التوغل أكثر في أمهرة.

ويتابع: إنه أمام حماس القوات الفيدرالية وسط مخاوف من أن المتمردين كانوا يخططون لشن هجوم على أديس أبابا، ربما لم يكن أمام قوات تيجراي خيار سوى التخلي عن المدن الاستراتيجية.

ومع استمرار الصراع، ستحد خسارة قوات تيجراي لديسي وكومبولتشا بشدة من قدرتها على غزو أديس أبابا، حيث تقع المدينتان على طول الطريق السريع الذي يربط العاصمة الإقليمية لتيجراي بالعاصمة الفيدرالية الإثيوبية.

ولفت المركز إلى أن جبهة تحرير شعب تيجراي لا تزال تسيطر على مدينة ولدايا، وهي بلدة أخرى ذات أهمية استراتيجية على طول الطريق السريع إيه 2، وإذا خسرت جبهة تحرير شعب تيجراي ولدايا أيضا، التي تقع على بعد نحو 119 كيلومترا شمال ديسي، سيضعف ذلك بشكل كبير موقع قوات تيجراي في ساحة المعركة.

وإذا كانت القوات الإثيوبية قادرة أيضا على استعادة هذه البلدة، فيمكن أن تفكر جبهة تحرير شعب تيجراي في إجراء مفاوضات مع حكومة آبي أحمد.

القوات الحكومية

وأوضح المركز، إنه في ظل الوضع الحالي، تظل المواجهة المطولة هي النتيجة الأكثر ترجيحا للصراع، مع بقاء الجزء الأكبر من القتال في الشمال.

وما لم تتمكن قوات تيجراي من إعادة تجميع صفوفها واستعادة ديسي وكومبولتشا، فمن المرجح أن يظل القتال بينها وبين القوات الحكومية مقصورا على منطقتي أمهرة وتيغراي الشمالية.

وفي حين أن هذا يزيد من نفوذ الحكومة الإثيوبية في محادثات السلام المحتملة، فمن غير المرجح أن يؤدي استمرار القتال في الشمال إلى خسائر من شأنها أن تجلب جبهة تحرير شعب تيجراي إلى طاولة المفاوضات في المستقبل القريب.