رغم عقوبته القانونية ومنعه من الاستخدام... «البودریت» كارثة تهدد المحاصيل والأراضى الزراعية بالإسماعيلية
متخصصون: البلطى یسبب الفشل الكلوى ولابد من جرمه ووضع قانون عقوبة لمن یستخدمه
مزارعین: نضع البودریت لمعالجة میاه الري المختلطة بالصرف ولذیادة الإنتاج ولیس امامنا بديل
مواطنين: إرحمونا من توريده للمزارعين .. ما بقاش للفراولة طعم.. وعیالنا بنعالجهم بسبب بلاوي البودریت
يعتبر سماد "البودريت" هو أحد أسمدة المواد العضوية التي تخرج نتيجة معالجة محطات الصرف الصحي، فتحمل فضلات المراحيض وسوائلها إلى أحواض مكشوفة تخلط فيها بشيء من التراب لامتصاص السوائل، ويضاف اليها الجبس الناعم أو حامض الكبريتيك المخفف، وذلك لتثبيت ما بالمواد المذكورة من النشادر وتترك الرواسب لتجف، ثم تكشط وتعرض سمادًا طيني اللون ويطلق عليه مسميات أخرى مثل سماد المجاري أو قذر البالوعات، وذلك لاحتوائه على نتروجين البول الذائب في الماء والسريع الصلاحية لتغذية النبات، وتصل سعر الحمولة 4 آلاف جنيهاً أو ما يزيد.
وقد أكدت جميع الأبحاث التي أجريت على هذا السماد إنه يتسبب في إصابة الإنسان بأمراض خطيرة مثل الالتهاب الكبدي الوبائي، والفشل كلوى، وأيضًا السرطان فضلاً عن أنه ينذر بهلاك التربة الزراعية.
لذا تجولت جريدة الديار بين الأراضي الزراعية، لترصد لكم رأى المزارعين والمواطنين من تضررهم من تلك السماد، الذي أصبح كارثة تهدد حياة المواطنين..
ففي البداية يقول محمد دیاب معلم خبیر بالتربیة والتعلیم " البودریت یحتوى على مواد ضارة وخطیرة على حیاة الإنسان مثل مخلفات المستشفیات والتى تحمل الأمراض، وكذلك صرف المصانع والتى تحتوى على نسب من الرصاص وكذا براز الأدمیین ومخلفاتهم التى تحتوى على العدید من الأمراض والمعروف أنها تنتقل إلى الإنسان بطریقة مباشرة، وذلك باللمس المباشر للثمار أو طریق غیر مباشر عن طریق التسمید كما أن نسبة الرصاص الموجودة تعمل على تدمیر التربة الزراعیة الخصبة خلال سنوات ولذا یقوم المزارعون بردم الأراضى فى كل عام بالتربة الصفراء لتعویض التربة المضارة من اثر إستخدام هذا السماد، نتج عن ذلك تلوث المحاصیل من خضر وفاكهة ونلحظ بالعین المجردة أن الثمار المنزرعة على هذا السماد یتغیر لونها خلال ساعات من جمعها إلى اللون الأسود كما أن بعض الثمار ینتشر بها الدیدان رأى العین أما بخصوص بعض الثمار ذوات الروائح الزكیة فتنعدم الرائحة منها كما ینعدم الطعم، ویعتبر محصول الفراولة تصل المساحات به إلى 95 %من مساحة الأراضى المزروعة على هذا السماد.
المهندس محمد حسن معالي "مواطن،" أن "البلطي" أحد أخطر الأسمدة التي تستخدم للمحاصيل الزراعية وهى الناتجة من نواتج، حيث یعتبر سماد البودریت او ما یطلق علیه علمیا الصرف الصحى ومخلفات الإنسان والذى یستخدمه المزارعون وتوفره الدولة دون أدنى عقوبة تجاه من یستخدمه ، فقد أصبح الإسراف في الأسمدة الكيماوية خطرا یهدد حیاة المواطنين ویصیبهم بالأمراض الخطیرة كالسرطان وغیرها، بعدما كانت الأسمدة أحد أهم العوامل التى ساعدت فى زیادة وتطور الإنتاج الزراعى بعد بناء السد العالى الذى حرم الأراضى المصریة من تجدید تربتها بالطمى، لكن الإستخدام العشوائى لها من قبل الفلاحین، نتج أثارا سلبية.
قال عبد العزيز الحمطري "معلم خبير بالتربية والتعليم"، أن سماد البودريت يعتبر كارثة تضر بصحة الإنسان والحيوان والتربة والبيئة وكل من قدر الله له العيش علي هذه الأرض لما له من أضرار جمة لا حصر لها خصوصاً في محافظة الإسماعيلية، مشيراً إلى أنه لا يستطيع أي شخص مجرد المرور بأغلب المناطق الزراعية والقرى والنجوع التي يتم استخدام البودريت فيها بسبب الرائحة الكريهة التي تزكم الأنوف وتضيق بها الصدور وتسبب إزعاج شديد للمواطنين من مجرد الرائحة فما بالنا بمن يتناول المنتجات التي تنمو بها وعليها، خصوصاً الأيام التي تواكب زراعة محصول الفراولة وهو ما يصاحبه الإقبال الكبير من أغلب الفلاحين على استخدام سماد "البودريت" المحظور استخدامه، حسب تصريحات مسئولي وزارة الزراعة، وهى الظاهرة التي تهدد حياة المزارع الذي لا يتقي الله والمستهلك والرقعة الزراعية على حدا سواء.
"أتركوا المزارعين وحاسبوا المسئولين"..
وأختلف الحاج عبد الحميد سلمي.. في رأيه بخصوص للهجوم على المزارع لاستخدامه اسمده عضويه سماد البودريت- البلطي، مسبباً اولاً قدرة الله في تحويل النبات للمخلفات الحيوانية والإنسانية لعناصر مفيدة ماعدا العناصر الثقيلة مثل الرصاص، ثانياً الدولة تبيع مخلفات محطات المجاري بمزاد علني وكان من الممكن حظر دخوله المحافظة خاصه انه لا توجد مزارع خشبيه بنطاق المحافظة، لماذا مركز القصاصين دون غيره، ثالثاً جميع الأسمدة عند خلطها بالتربة والمياه تتحلل وينتج روائح لا يمكن التفرقة بين نوع السماد الا بالتحليل، رابعاً هجوم المواقع قد تضر بمواطن برئ استخدم سماد السير او الكتكوت او المعالف، ويجب منعه من المصدر او عدم دخوله مركز القصاصين وليس محاسبة الفلاح "المطحون" مجرد وجهة نظر وذنب البريء عندكم يوم الحساب.
وقال حسن عبد الله "مزارع" أن هذه المیاه التى نستخدمها للرى الأراضى وبعد صرف میاه الصرف الصحى وهى مخلفات الإنسان خلاف الأدویة والملوثات الأخرى التى تلقى فى هذه المیاه فقد أصبحت نسبة ملوحة هذه المیاه مرتفعة جدا جدا فنحن نقوم بإستخدام سماد البلطى مجبرین لعلاج ملوحة المیاه التى تتلف جودة الزرعة والمحصول والأرض بهذا الشكل مرتفعة جدا بسبب شدة الملوحة ونحن لا نسخدم هذا السماد والمقصود به ضرر الغیر فقبل أن یضر غیرنا فنحن أولى الناس الذین ینتضرر منه ولكن الزراعة وإنتاج المحصول والمیاه جمیعهم یجبرونا على إستخدام هذا المحصول بخلاف أنه لا یوجد أى بدیل قد وفرته الدولة لتمنع هذاالضرر او تجرمه على من یستخدمه.
الجانب الدينى في الموضوع
وقال الشيخ احمد مهدى "إمام وخطیب بالأوقاف"، ان مركز ومدينة القصاصين أصبح أحد أكبر المناطق التى تستخدم سماد البودريت متمثلة في منطقة المحسمة بصفة خاصة منطقة المحسمة تعد هي أكبر وأخطر المناطق التي تستخدم سماد البلطي على الإطلاق، بل على نطاق زمام محافظة الإسماعلية بأكملها ، ومسئولو الدولة لم یتحركوا ساكنین رغم علمهم الشديد بمدى خطورة هذا السماد على كلا من الأراضي والمحاصيل الزراعية بل والأهم من ذلك خطورته على صحة الإنسان التي تعتبر لا قیمة لها في نظرهم، ومما لا شك فیه أن البودریت هو سم قاتل یفتك بحیاة الكثير من المواطنين بصفة عامة والمزارعين بصفة خاصة، وفي زمام منطقة المحسمة كونه أصبح آفه منتشرة وآكلى هذه المنتجات بصفة خاصة فعلى الحكومة ردع هذا الملعون المنتشر خصوصاً أن المزراعين يستخدمونه دون العلم بمدى خطورته علیهم.
نقيب الفلاحين: نقوم بعمل ندوات توعوية للمزارعين من خطورة إستخدامه
وأشار الحاج عربى مجاهد نقیب الفلاحين بالإسماعیلیة، أن تشبع الأرض بأسمدة غیر معالجة وغیر مجهزة لإمتصاص بواسطة التربة یؤدى إلى وجود الأمراض إنیماتودیة التى تؤدى إلى إنتشار الحشائش الضارة والتى تؤدى إلى وجود أمراض ضارة للإنسان داخل المنتجات الزراعیة ویمكن التعرف علیها من خلال ملاحظة میوعة المنتجات الخاصة بالطماطم والفراولة وینصح بعدم إستخدام كافة أنواع السماد البلطى بدون معالجة سابقة قبل عملیة التسمید نظرا لانه یؤدى إلى قتل جنین الثمار الذى ینبت فى الرض قبل نباته، وهذا السماد الذى هو المعروف بأسم "الحمقى" هو سماد یخرج من المخلفات البشریة مباشرة ویجمع ویباع للفلاحین كسماد بلطى معالج رغم وجود الكثیر من الأرماض والدیدان التى تسبب أضرار كبیرة على الأراضى التى تستخدم نوعیة هذا السماد وتعریضه لوقت كافى تحت أشعة الشمس.
كما تقوم النقابة بعمل ندوات توعیة للفلاحین بعدم إستخدام بلطى الحمقى قبل معالجته جیدا وخلطه ببعض من الأسمدة العضویة الأزوتیة وبعض من تبن القمح ومنتجات أخرى یعلمها الفلاح قبل إستخدامه مباشرة فى الأرض لضرره البعید ، ویمكن العمل المشترك مع إدارات الصرف الصحى على مستوى الجمهوریة والمعالف الخاصة على ضرورة معالجة مخلفات الصرف الصحى البشرى والحیوانى بالمضادات القاتلة لجمیع أنواع البكتریا بالأرض الزراعیة ولن یتى ذلك إلا بالمشاركة المجتمعیة بین تلك الجهات والفلاح ونحن نناشد الحكومة بإصدار قوانین لأزمة التى تجرم إستخدام تلك الأنواع الضارة بالتربة لإحتیاج البلاد الماسة لكل قطعة ارض زراعیة وحمایتها من تلك الأسمدة الضارة بالتربة.
متخصصون: إستخدامه یؤدى إلى إرتفاع محتوى العضوى الضار للتربة
واوضح المهندس محمد مجدى " مهندس زراعىى"، ان زیادة نسبة إستخدام هذا السماد یؤدى إلى إرتفاع محتوى العضوى الضار للتربة على عكس ما یحدث فى الأسمدة الأخرى، حیث یتم تجمیع الأسمدة من المخلفات الحیوانیة اومخلفات المصانع "الأغذیة" ثم یجرى علیها عملیة كمر"تصنیع سماد الكوموست" لأنه آمن من الناحیة البیئیة لأنه آثناء عملیة الكمر ترتفع درجات الحرارة داخل كومة الموموست مما یؤدى إلى قتل جمیع الكائنات الضارة بالإنسان بالإضافة إلى تحلل المواد العضویة الصعبة فینتج عنها اسمدة عضویة سهلة التحلل بالتربیة ذات قیمة غذائیة مرتفعة بالنبات لأنها تحتوى على العناصر الضروریة للنبات فى صورة سهلة الإمتصاص.