بأيدي أطفال لغات عزبة البرجً رسم جرافيتي لصور الرئيس وجائحة كورنا وحرب أكتوبر
حينما تصبح «الرسمة» خير من ألف كلمة، أو أن تصبح رسوم أطفال مدرسة اللغات التجريبية بمدينة عزبة البرج التابعة لمحافظة دمياط خير من مليون كلمة، هذا ما حملته أقلام وأوراق أبناء المرحلتين الابتدائية والإعدادية. داخل معرض فن تشكيلي لمبدعون أكبرهم لم يتخط الحادية عشرة عاماً ، يتدرجون في المراحل الدراسية من رياض الأطفال إلى الإعدادية ، الكثير من الأسر تحاول شراء منتجاتهم ويتسائلون عن سر ذلك الإبداع والذي يكم في معلمة لم تختر طريقًا سهلًا للتدريس وتقضية وقت الحصة فقط، لكن مارست دورها المفترض وغلب حسها الفني كونها فنانة تشكيلية في إخراج طاقات تلاميذها حتى تقيم معرضًا سنويًا لهم دون كلل.
وتقف هذه المعلمة وتدعي ايمان عادل كسبر
أمام الطلبة والطالبات كل يوم يحاولون تشجيعهم على التعبير عما بداخلهم واكتشاف مواهبهم، إلا أن بعض المعوقات كانت حائط صد أمامهم، منها قلة الإمكانات وضعف اهتمام بعض المدارس بالفن وقلة وعى أولياء أمور الطلاب بأهمية التربية الفنية، وهناك معوقات خاصة بمعلم المادة نفسه، وغير ذلك من العوائق التى تفقد «حصة الرسم» جزءاً كبيراً من قيمتها.و كعادة محافظة دمياط لا تخيب ظن الوطن فى إنجاب أطفال مخلصين يحبون بلدهم ويحلمون بمستقبل أفضل، فالأرض الطيبة بمدينة عزبة البرج التابعة لمحافظة دمياط ، أنبتت مجموعة اطفال يرسمون التاريخ رغم أن اعمارهم لم تتجاوز الـ ١٢ عاماً بعد والبداية مع الطالبة شمس سيف دياب طالبة تفوقت على العديد من بنات سنها دراسيًا وإبداعيًا؛ بعدما حصدت الدرجات النهائية فى مختلف المواد الدراسية منذ المرحلة الإبتدائية وحتى الصف الثاني الإعدادي ، بالإضافة إلى فوزها بالعديد من المسابقات الطلابية الخاصة بالرسم، لتؤكد أن السن الصغير يمكنه الاقتران بالعقول المتفتحة والقادرة على الإبداع.
وتقول موهبتى هدية من ربنا وعرفتها بالصدفة وأنا فى الصف الثالث الإبتدائي. وقتها مدرسة الفصل طلبت مننا نرسم لوحة بعنوان مصر فى عيون أبنائها"؛تسرد شمس بداية اكتشاف موهبتها: "يومها رسمت صورة للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية بالزي العسكري.
وأضافت: "الصورة عجبت مدرسة التربية الفنية مس ايمان كسبر جدًا وحتى إدارة المدرسة وافقت على إنى أشارك فى مسابقة للرسم بالوحة اللى عجبتهم جدًا.
و عرفت قد إيه أنا بحب الرسم وممكن أقدر أعبر من خلاله عن كل حاجة بحبها.
وتابعت: "ربنا كرمنى واللوحة حصلت على المركز الأول فى المسابقة في محافظة الإسماعيلية ، ومن وقتها وأنا بدأت أحب الرسم وأشترى الألوان، وبقيت أرسم حاجات كتير حلوة، والحمد لله مش بخسر فى أى مسابقة أدخلها".
وعن أكثر الأشياء التى تحب رسمها، تقول هنا محمد طرابية: "المناظر الطبيعية بحب أرسمها كتير وبحس فيها براحة كبيرة بتنسينى الدنيا كلها، وكمان بحب أرسم الرؤساء والملوك
وأردفت: "رسمت صور كتير للرئيس عبد الفتاح السيسي ، والرئيس محمد حسني مبارك رحمة الله عليه وخاصة شهداء الجيش امثال الشهيد احمد المنسي بصراحة بشوف فيهم مصر ولما بشوف أى مقطع ليهم كنت بحس إنى عشت فى فترة حكمهم.
وكمان رسمت صورة للرئيس محمد انور السادات، هو رجل طيب وأنا بشوف فيه مصر وشخصيتها، وكمان رسمت الملك عبدالله، علشان السعودية كانت دايمًا واقفة جنبنا فى كل الأزمات".
ومن جانبها، تقول ملاك ياسر بركات ،
أنها تتمنى أن يحقق الله أمنيتي ولتحق بكلية الهندسة كما ان موهبتي لم تعيقني يومًا عن دراستي أو استذكار دروسي ؛ "الحمد لله طول عمري من الأوائل، وعمر الرسم ما أثر على مستوايا فى أى مادة.
وأضافت: الحمد لله عمري ما خيبت ظن والدي وعلى طول بجيب الدرجات النهائية فى كل المواد.
وتؤكد الطالبة جنى احمد القشاوي تقدمنا بفكرة لمس ايمان بعنوان جائحة كورونا بالرسم مع الأطفال" وذلك في مواجهة الأوبئة من خلال تشجيع الأطفال في المرحلة الإبتدائية للتعبير عن مواجهة فيروس كورونا من خلال الرسم وفنون التعبير بالألوان.
وتقول نقوم برسم لوحات فنية بسيطة عبرت عن انطباعاتنا حول الوباء وطرق الوقاية منه، ومستقبل التعامل مع الأوبئة في المدرسة والمنزل والأماكن العامة و يجب أن يلعب الرسم دورًا فاعلاً ومؤثرًا في التقارب والتبادل الثقافي بين الشعوب، وهو ما سعت إليه الورشة الفنية للأطفال لكونها محاكاة فعلية ومقاربة فنية لموضوع جائحة كورونا واضافت ايمان كسبر معلمة تربية فنية ، إن مادة التربية الفنية يزيدها جمالاً تنوع مجالاتها ما بين تصوير وفن ونحت وخزف، وهو مجال واسع يرتبط بشكل كبير بالبيئة التى يتعلم فيها الطالب، ما يجعلها مادة مهمة للطلاب كونها تساعدهم على التعبير عن انفعالاتهم، مشيرة إلى أن إدراك الطالب لأهمية المادة قد يختلف باختلاف المعلم نفسه، معبرة عن ذلك بقولها: ممكن تلاقى معلم كتير الحركة والمتابعة مع الأولاد داخل حجرة الدراسة وبيشتغل مع الطلاب بنفسه علشان يستفيدوا منه ويحببهم فى المادة، لكن بعض المعلمين بيكون أداؤهم داخل الفصل كأنها مادة الرياضيات والعلوم، وده ما ينفعش خالص طبعاً مع مادة التربية الفنية اللى بتعتمد على الإبداع واشارت كسبر تعود ماده التربية الفنية أيضاً لقدرتها على مساعدة الطالب فى فهم ودراسة المواد الأخرى مثل العلوم والرياضيات وغيرها، وهو ما لا يدركه كثيرون، بحسب قولها، إن اهتمام المسئولين عن المدارس بهذا النشاط قليل، رغم ما قد يقدمه الطلاب من أعمال جيدة تستحق الاهتمام حتى يتشجع هؤلاء الطلاب على الاستمرار وتطوير مهاراتهم، معبرة عن ذلك بقولها: «المفروض التوجيه أو المدارس تعمل شهادات تشجيعية للطلاب من خلال مسابقات دورية يشاركوا فيها، لأن الطالب لو لقى تشجيع بيفرح جداً، فلازم المدارس تغير وجهة نظرها وتشجع الطلاب، ورغم إننا كان عندنا السنة دى مسابقات بتتعمل فى الطابور والمدير ة بتعطي الطلاب جوايز على أعمالهم وده كان بيفرحهم جداً، لكن أنا نفسى ده يكون على طول ويكون على نطاق أوسع، ولازم يتعمل مسابقات فى أماكن خارجية، لأن الطالب حتى لو مكسبش بيبقى فرحان بالمشاركة».
وتقول الدكتورة ايناس عبد الخالق ، مديرة الإدارة التعليمية بمدينة عزبة البرج تتمثل ماده التربية الفنية فى مدى اقتناع أولياء الأمور أنفسهم بها، فهو عامل مهم يسهل على المعلم الكثير داخل الفصل، معبرة عن ذلك بقولها: «فيه أولياء أمور ممكن ما يكونش ليهم اهتمام بالحاجة دى، ولو شافت بنتها قاعدة بترسم تقولها قومى سيبى الرسم ده وذاكرى، فيه بنات بيقولوا لى كده، وفيه بنات أهلهم بيشجعوهم، وفيه أهالى بيودوا ولادهم يتعلموا رسم فى أماكن تانية، فالموضوع بيختلف من ثقافة لثقافة»، إلى جانب ذلك كانت قلة الإمكانات إحدى هذه المشكلات، إلا أن «عبد الخالق » ترى أن لها حلولاً قد تساعد المعلم على القيام بدوره وفق ما هو متاح: «معظم الأدوات الفنية غليت بشكل كبير جداً، فاحنا بدأنا فى الأوقات الأخيرة إننا نشتغل على خامات البيئة عشان نطلع منها أعمال، والفلوس اللى بتتخصص لنا بنجيب بيها اللى فاضل، ودايماً بنقول للطلاب إنهم يجيبوا معاهم الحاجات اللى يقدروا عليها وبنحاول نشوف أفكار بما هو متاح، لأن المدرس لازم يحاول يشتغل وفق الإمكانيات المتاحة ليه».
فيما عبرت عبد الخالف ، عن سعادتها بانعقاد هذه الورشة الفنية لطلاب المدرسة، مشيرة إلى أنها ترحب دائماً بمثل هذه الأنشطة الإبداعية التي تحقق أثرًا على مستوى تنمية مهارات الطلاب في الإبداع والتعبير عن مشاهداتهم اليومية وانطباعاتهم حول دور المجتمع في مواجهة فيروس كورونا المستجد.
كما أكدت الأستاذة سمية الزغبي مديرة المدرسة أنه يجب توجيه إبداع الأطفال لمناقشة مثل هذه الأزمات الوبائية، وأن وباء كورونا يمكن أيضاً مواجهته من خلال الفن ولا سيما الأعمال الإبداعية للأطفال في المراحل التعليمية المختلفة، والتي تعكس سبل الوقاية من الفيروس وتشجيع الفرق الطبية، وغيرها من وسائل مواجهة الوباء.