جريدة الديار
الأربعاء 25 ديسمبر 2024 03:01 صـ 24 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

«كاتاتونيا» تكشف هشاشة العالم.. وتتنبأ بتوقف منصات التواصل الاجتماعى

كاتاتونيا
كاتاتونيا

تصدر رواية «كاتاتونيا - أعراض انسحاب» للكاتب سامح مبروك في الثالث من نوفمبر القادم بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، وهذا بعد أن تم تأجيل طرحها لسنة تقريبًا رغم اكتمالها.

وقبل أن تصدر بأيام يشاء القدر أن يتزامن طرحها مع ذلك الحدث الكبير الذي هز العالم لمدة سبع ساعات، حينما حدث انقطاع تام لعدد من منصات التواصل الاجتماعي التي يعول عليها العالم بأسره حاليا في التواصل فضلا عن التسلية ومتابعة الأخبار، ذلك الانقطاع الذي جعل القنوات الإخبارية تضج بالمتابعات والأخبار عن تطوراته والبحث في أسبابه دون الوصول لمحض نتيجة ولا استنتاج، اللهم إلا أن الكشف عن مدى هشاشة الأنظمة الحاكمة لتلك المنصات.

وربما أزاح هذا الانقطاع المفاجئ عن التساؤل المؤرق الذي يتحاشى المجتمع ككل عن طرحه، ماذا يحدث لو فقدنا بالكلية تلك المنصات؟ ماذا لو انقطع عن البشر التواصل بالوضع الحالي؟ ماذا يحدث لو غابت شمس التكنولوجيا عن العالم بالكلية؟ هل سيغرق العالم كله في ظلام دامس لا فجر له؟.

إن كنت بالفعل تبحث عن إجابات لتلك الأسئلة الوجودية، فيتوجب عليك قراءة رواية «كاتاتونيا - أعراض انسحاب»، لعلك تجد الجواب، فقد عمد الكاتب سامح مبروك من خلال روايته الجديدة التي تصدر عن دار الحلم للنشر والتوزيع، أن يرسم بدقة حالة المجتمع الحالي ومدي الترهل الذي وصل إليه بعدما أحكمت الشبكة العنكبوتية بمنصاتها المختلفة خيوطها حول حياة البشر وأصبحت هي المحرك الرئيسي لسكناتهم قبل حركاتهم.

ويطرح الكاتب تلك القضية الوجودية بمشهد درامي سودوي بحت، حيث يصف تلك اللحظة التي يسقط فيها العالم في جب الظلام الدامس بعد انقطاع كافة أشكال التكنولوجيا إثر تعرضه لهجمة سيبرانية مدمرة.

ووصف الكاتب بدقة وبأدوات متمكنة تلك الحالة التي اجتاحت العالم بعد فقدان المحرك الأساسي لحياة البشر وما عاناه البشر من حالة اكتئاب وصلت لدرجة مرض «كاتاتونيا»، كما أختار الكاتب على صدر روايته، وبوصفه الدقيق لأعراض انسحاب المجتمع من تلك المنصات والتكنولوجيا يشعر القارىء بالفعل كأنه انفصل عن الواقع الحالي بكهربائه ومنصاته وغاص في جب الظلام الدامس مع أبطال الرواية، ويزين الكاتب روايته بنهاية غير متوقعة تصدم القارىء وتجعله يفكر كثيرا ويتسأل، أيعقل أن يحدث هذا بالفعل؟.

ورسم الكاتب سامح مبروك في روايته «كاتاتونيا - أعراض انسحاب» بالفعل الصورة القاتمة للمجتمع قبل وبعد انسحاب التكنولوجيا منه بدقة وبراعة متناهية وبطريقة تشد القارىء من البداية إلى النهاية.