جريدة الديار
السبت 23 نوفمبر 2024 03:08 مـ 22 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

اليوم.. مهرجان الإسكندرية السينمائى فى دورته الـ37 يحتفل بمناسبة مئوية الفنان محمد رضا 

جانب من الفن
جانب من الفن

 تقام اليوم الأربعاء، ندوة بمناسبة مئوية الفنان الراحل محمد رضا،  في تمام الساعة الواحدة ظهرا، ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط فى دورته الـ37، والتي يديرها الناقد طارق مرسي.

محمد رضا، إسم مركب للفنان الراحل، فوالده هو أحمد عباس.. ولدفى أسيوط فى 21 ديسمبر 1921،وتخرج في دبلوم الهندسة التطبيقية العليا عام 1938، حيث قضى في السويس فترة طويلة من حياته، وبعد تخرجه عمل فى شركة "شل" للبترول، وتزوج وأنجب ابنته الكبرى أميمة هناك.

كون فريق تمثيل بالمدرسة الابتدائية، ليتقدم بعد ذلك في مسابقة لاختيار الوجوه الجديدة نظمتها مجلة "دنيا الفن" أواخر الثلاثينيات، وحصل على المركز الثاني من قبل اللجنة التي كان أحد أعضائها المخرج الكبير صلاح أبوسيف.

إلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، بعد نصيحة من صديقه توفيق الدقن في ذلك الوقت والذي كان يبحث معه عن فرصة للتمثيل، وتخرج فيه عام 1953، لينطلق بعدها في تقديم بعض الأدوار الصغيرة فى المسرح الحر مع مجموعة من شباب جيله، بالإضافة إلى تقديم بعض الأدوار البسيطة فى السينما فى بعض الأفلام منها "الفتوة"، و"جعلوني مجرما"، والأخير حصد عن دوره فيه جائزة رغم صغر مساحة دوره.

قدم رضا في أول حياته أدوار وكيل النيابة والضابط والطبيب، كما كان يحلم أن يكون "جان" السينما المصرية لما امتلكه في ذلك الوقت من وسامة ومواصفات الفتي الأول، ولكن المخرج كمال ياسين كان له رأي آخر حين كان يجهز لمسرحية "زقاق المدق" ليختاره فى دور "المعلم كرشة"، لينجح نجاحا كبيرا.

بعدها طلبه النجم فريد شوقى لأداء شخصية المعلم فى مسرحياته بالخمسينيات، وعندما تحولت رواية "زقاق المدق" إلى فيلم، جسد رضا فيه دور "المعلم كرشة"، وقال الأديب العالمي نجيب محفوظ عنه "إن محمد رضا عمل الدور كما رسمه بالظبط وبنفس الشكل".

وصلت شهرة محمد رضا في أدائه لشخصية المعلم إلى درجة أن معظم المخرجين أتفقوا فيما بينهم على تنسيق مواعيد تصويره لكي لا يستعينوا بممثل آخر في شخصية المعلم، بحسب تصريحات لنجله أحمد.

عمل رضا على نسج شخصياته من خلال معاملاته وصداقته لعدد كبير من المعلمين الذين كان يقابلهم على المقاهى، فكان يدقق فى كل التفاصيل ويفصل بنفسه الملابس والجلاليب البلدى بكل متعلقاتها عند ترزى خاص به، ولا يعتمد على الإنتاج، كما كان حريصا على تفصيل الصديرى وإرتداء الملابس الداخلية التى يرتديها المعلمون، وكانت لديه علبة شنبات متنوعة من أشكال الشنبات ليختار الشنب المناسب لكل شخصية.

كان الفنان الراحل يتمنى الخروج من عباءة المعلم، ويثبت أن لديه القدرة على التنوع وإتقان أدوار أخرى، وقدم فى أوائل الستينيات أدوارًا متنوعة فى مجموعة مسرحيات بمسرح التليفزيون، ومنها "مطرب العواطف"، "نمرة 2 يكسب"، "المفتش العام".

وحققت هذه المسرحيات نجاحات كبيرة، وفى السينما قدم دورا وحيدا يجسد فيه شخصية شريرة ويعتدى فيه على آثار الحكيم، ولكنه لم يحب هذا الدور، كما أن أبناءه لم يحبوا هذا الدور، فلم يكرر هذه التجربة، لأن الناس اعتادت أن تراه فى شخصية المعلم الطيب الجدع.

سبب فيلم "30 يوم في السجن" أزمة للفنان الراحل مع مجمع اللغة العربية بعد الطريقة التي اشتهر بها المعلم جلجل أبو شفطورة "اللى بيقص الكلا"، وذلك بعد أن قلده عدد كبير من جمهوره، ليحذر المجمع من تأثير محمد رضا على اللغة.

قدم رضا عددًا قليلًا من أفلام البطولة المطلقة منها "إمبراطورية المعلم"، "رضا بوند"، و"عماشة في الأدغال"، والأخير كان عبارة عن ستار لمهمة رسمية لتفجير الحفار الإسرائيلي الذي كان يستهدف التنقيب عن البترول في سيناء، والذي كان قادما عن طريق ميناء أبيدجان بساحل العاج، ولكنه وفريق عمل الفيلم لم يكن يعرف شيئا عن هذه المهمة سوى بعد الإعلان عنها، وفرح بها فرحا كبيرا لمساهمته في مهمة وطنية.

كانت أصعب المواقف التي مرت عليه فى حياته مرض ووفاة أميمة ابنته الكبرى والوحيدة بين 3 أولاد، والتي أصيبت بالسرطان بعد إنجابها لولد وبنت، وعانت من المرض لمدة عامين، وماتت في عام 1989، ورفض أن يتم تأجيل عرض مسرحيته في ذلك الوقت "طب بعدين" مع المخرج السيد راضي، بسبب أجور العمال والتذاكر التي تم قطعها من قبل الجمهور، وتماسك وأضحك الجمهور.
 
وبعد انتهاء المسرحية خرج السيد راضى على المسرح وقال للجمهور: "محمد رضا كان عنده ظرف قاسى وابنته توفيت اليوم ورغم ذلك أصر على تقديم العرض علشان يسعدكم".

يوم وفاته ذهب لأداء دوره فى مسلسل "ساكن قصادي"، وكان صائمًا، حيث كان التصوير في نهار رمضان، وبعدما انتهى من التصوير عاد إلى المنزل، وبعد الإفطار أتصل به صحفي من إذاعة القناة لإجراء حوار، وأثناء الحديث لفظ أنفاسه الأخيرة، وكان ذلك في 27 رمضان الموافق 21 فبراير 1995.