هذه الأمراض مدمرة حقاً للناس..استشاري اعصاب يوضح خطر الخرف ويشيد بالذكاء الاصطناعي
عبر استشاري الأعصاب، دكتور تيم ريتمان، الذي يقود الدراسة مع علماء الأعصاب في جامعة كامبريدج، في حوار له مع بي بي سي عن خطورة مرض الخرف والزهايمر قائلا "مجموعة الامراض هذه مدمرة حقا للناس "
ونشرت منظمة الصحة العالمية ان هناك 47.5 مليون من المصابين بالخرف في جميع أنحاء العالم، علماً بأنّ نصف هؤلاء المرضى (58%) يعيشون في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل. كما يشهد كل عام حدوث 7.7 مليون حالة جديدة من المرض..
وتشير التقديرات إلى أنّ نسبة المصابين بالخرف بين عموم من يبلغون من العمر 60 عاماً فما فوق، في وقت معيّن، تتراوح بين 5 الى 8 من بين كل 100 شخص.
ومن المتوقّع أن يرتفع العدد الإجمالي للمصابين بالخرف ليبلغ 75.6 مليون نسمة في عام 2030 وحوالي ثلاث اضعاف في عام 2050 ليصل 135.5 مليون نسمة. ويُعزى قدر كبير من هذه الزيادة إلى ارتفاع أعداد المصابين بهذا المرض في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل.
تعترف المنظمة بالخرف بوصفه من أولويات الصحة العمومية. وكانت جمعية الصحة العالمية قد أيدت في أيار/ مايو 2017 خطة العمل العالمية بشأن الاستجابة الصحية العمومية للخرف 2017-2025، التي توفر مخطط عمل أولي شامل – معدّ لراسمي السياسات والشركاء الدوليين والإقليميين والوطنيين والمنظمة للعمل في المجالات التالية: معالجة الخرف بوصفه من أولويات الصحة العمومية؛ وزيادة الوعي بمشكلة الخرف ووضع مبادرات صديقة للمصابين به؛ وتقليل مخاطره؛ وتشخيص المصابين به وعلاجهم ورعايتهم؛ وإقامة نظم معنية بالمعلومات المتعلقة به؛ ودعم القائمين على رعاية المصابين به؛ والبحث والابتكار.
وأُنشِئت منصة رصد دولية تحت عنوان المرصد العالمي للخرف لكي يستفيد منها راسمو السياسات والباحثون في تسهيل رصد المعلومات المتعلقة بالسياسات المعنية الخرف وتبادل تلك المعلومات وإيتاء الخدمات وإثراء علوم الأوبئة وإجراء البحوث. وتعمل المنظمة أيضًا على تطوير منصة لتبادل المع
و نشرت " بي بي سي " نيوزاليوم شروع العلماء في اختبار نظاما للذكاء الصناعي يُعتقد أنه قادر على تشخيص الخرف بعد عملية مسح للدماغ واحدة.
وقد يكون هذا النظام أيضا قادرا على التنبؤ بما إن كانت الحالة ستظل لسنوات عديدة أم لا، أو إن كانت ستتدهور ببطء، أو تحتاج إلى علاج فوري وفي الوقت الحالي يمكن ان يتطلب تشخيص الخرف عدة فحوصات واختبارات..
ويقول باحثون مشاركون في الدراسة إن التشخيصات التي أجروها في وقت سابق بالنظام الجديد يمكن أن تحسن حالة المرضى بشكل كبير وقالت الأستاذة الجامعية زوي كورتزي، التي تعمل في جامعة كامبريدج، وهي أيضا زميلة في المركز الوطني للذكاء الصناعي وعلوم البيانات في معهد تورينغ: " إذا تدخلنا مبكرا، يمكن للعلاج أن يبدأ مبكرا وأن يبطئ من تطور المرض، وفي الوقت نفسه نتجنب المزيد من الضرر".
وأضافت: "كورتزي
من المحتمل أن تظهر الأعراض في وقت متأخر من الحياة أو قد لا تحدث أبدا".
ويقارن نظام الأستاذة كورتزي عمليات مسح الدماغ لمن يساورهم القلق من احتمال إصابتهم بالخرف، بآلاف حالات مرضى الخرف وسجلاتهم الطبية ذات الصلة..
ويستطيع النظام تحديد بعض الأنماط خلال عمليات المسح مما لا يتمكن حتى أطباء الأعصاب الخبراء من رؤيته، ومطابقة ذلك مع نتائج حالات المرضى المسجلة بياناتهم لديهم.
تمكن النظام الجديد في الاختبارات التي أجريت قبل الفحوص في المستشفى من تشخيص الخرف قبل سنوات من ظهور الأعراض، حتى عندما لا تظهر علامات واضحة لوجود أضرار في عمليات مسح الدماغ.
وتسعى تجربة جديدة في مستشفى أدينبروك، وعيادات ذاكرة أخرى في شتى أنحاء بريطانيا، لتحديد إن كان يمكن إجراء الفحص في محيط طبي، إلى جانب الأساليب التقليدية لتشخيص الخرف.
ويتوقع في السنة الأولى من التجربة أن يشارك حوالي 500 الف مريض.
وسترسل نتائج فحوصهم إلى أطبائهم، الذين يمكنهم، إن لزم الأمر، تقديم المشورة بشأن مسار العلاج
نشرت بي بي سي قصص واقعية لاشخاص مصابين شاركوا
في التجربة،
"دينيس كلارك" البالغ 75 عاما، الذي تقاعد من وظيفته مديرا تنفيذيا في شركة لحوم قبل خمس سنوات، دينيس كان سيحتاج لعمليات مسح للدماغ أكثر من مرة لمعرفة حالته.
في العام الماضي لاحظت زوجته بينيلوب أنه كان يعاني أحيانا من مشاكل في ذاكرته،ولدى أسرته الآن قلق من إصابته بالخرف.
ويحاول دينيس وصف أعراضه لكن بينيلوب تتدخل لتقول إنه يجد صعوبة في شرح ما يحدث.
ويشعر الزوجان بالقلق من الاضطرار إلى بيع منزلهما لتمويل رعاية دينيس.
لذلك تشعر زوجته بالارتياح لأن الأسرة لن تضطر إلى الانتظار طويلا لتشخيص حالة الزوج ومعرفة كيفية تقدم حالة الخرف لديه، على ما يحتمل.
وقالت الزوجة: "يمكننا بعد ذلك التخطيط ماليا".
وأضافت: "سنعرف إن كان بإمكاننا قضاء بعض الإجازات قبل أن تسوء الأمور".
والقصة الثانية "مارك تومسون" البالغ 57 عاما، مريض آخر للدكتور ريتمان بدأ يعاني من هفوات في الذاكرة منذ 10 أشهر، قبل بدء تجربة نظام الذكاء الصناعي، وقال إن النظام كان سيحدث فرقا كبيرا بالنسبة إليه لو كان متاحا.
وأضاف: "أجريت اختبارا بعد اختبار، واحدا تلو الآخر، وأربع عمليات مسح للدماغ على الأقل قبل تشخيص الحالة".
"كان الفريق الطبي رائعا، وفعل كل ما في وسعه للوصول إلى حقيقة ما حدث معي. لكن حالة عدم اليقين كانت تسبب لي مشاكل نفسية أكثر من أي مشاكل ناجمة عن هذه الحالة".
وقال: "هل كان ورما؟ هل سيحتاجون إلى إجراء عملية جراحية؟ لقد سبب لي هذا الكثير من التوتر لأنني لم أعرف ما هي الحالة بالضبط