ذكرى بداية حصار مدينة القسطنطينية تمهيداً لفتحها
حدث في مثل هذا اليوم
5 أبريل 1453م بداية حصار مدينة القسطنطينية تمهيداً لفتحها.
شكَّل فتحُ القسطنطينيَّة هاجسًا عند الكثير من الخُلفاء والقادة المُسلمين مُنذ أوائل العهد الأُموي ،فقد طمع الكثير منهم أن يكون صاحب بِشارة الرسول عليه الصلاة والسلام القائلة بفتح هذه المدينة و ضمِّها إلى بلادُ المُسلمين ..
أولى المُحاولات الإسلاميَّة لِفتح القسطنطينيَّة كانت سنة 669م وذلك في عهد مُعاوية بن أبي سُفيان وتوالت بعد ذلك العديد من المحاولات التي لم يكتب لها النجاح حتى جاء السلطان محمد الفاتح الذي تحققت فيه نبوءة الرسول عليه الصلاة والسلام .
وبالفعل سقطت مدينة القسطنطينيَّة عاصمة الإمبراطوريَّة الرومانيَّة في يد المُسلمين مُمثلين بالدولة العُثمانيَّة، بعد حصارٍ دام عدَّة أسابيع، قاده السُلطان الشّاب ذو الواحد وعشرين ربيعًا مُحمَّد الثاني بن مراد العثماني ،دام الحصار من يوم الجُمعة المُوافق 5 أبريل وحتّى يوم الثلاثاء الموافق 29 مايو سنة 1453م حينما انهارت دفاعات الروم ووقعت المدينة لُقمةً سائغة بيد العُثمانيين .
إستيقظ أهل مدينة القسطنطينية صباح يوم ٢٢ أبريل و فوجئوا بالسفن العثمانية و هي تسيطر على ذلك المعبر المائي ، ولم يعد هناك حاجز مائي بين المدافعين عن القسطنطينية و بين الجنود العثمانيين ، و لقد عبّر أحد المؤرخين البيزنطيين عن عجبهم من هذا العمل فقال : « ما رأينا و لا سمعنا من قبل بمثل هذا الشيء الخارق ، محمد الفاتح يحول الأرض إلى بحار و تعبر سفنه فوق قمم الجبال بدلاً من الأمواج ، لقد فاق محمد الثاني بهذا العمل الأسكندر الأكبر » .
عمَّ الفرح العالم الإسلامي ، و ابتهج المُسلمون ابتهاجًا عظيمًا لتحقق نبوءة الرسول محمد عليه أفضل الصلاة و السلام ،
فأُنيرت القاهرة ، عاصمة الخلافة الإسلاميَّة آنذاك ، و زُيِّنت شوارعها أيَّامًا طويلة ، و أُقيمت فيها احتفالاتٌ عظيمة ،و كذلك حصل في دمشق و سائر الحواضر الإسلاميَّة الكُبرى ..
كان لسُقوطُ القسطنطينيَّة دويٌّ كبير ، سواء في الشرق أو في الغرب ، كما يُعدُّ أحد أكبر وقائع التاريخ العالمي ، وحدًّا فاصلًا بين تاريخ العُصور الوسطى و تاريخ العُصور الحديثة .
Mai