سوريا تدخل « عصر الظلام » بسبب نقص الوقود والحصار
أعلن نظام الأسد عن تراجع معدل التوليد في محطات الكهرباء إلى أقل من النصف، بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيلها، لافتاً إلى أن الحصار إذا ظل مستمراً، فقد تتوقف عن العمل بشكل نهائي، وبالتالي سوف يعم الظلام كامل سوريا.
وقال مدير عام الشركة العامة لتوليد الكهرباء في محطة بانياس، والذي يدعى نذير دنورة، أن الإنتاج الكلي للمحطة انخفض إلى حوالي 250 ميغا واط يومياً بدلاً من 550 ميغا واط يومياً قبل الحصار. وبيّن دنورة أن استطاعة محطة بانياس بالأساس تقدر بنحو 990 ميغاواط، لكن إنتاجها انخفض إلى النصف قبل الحصار، بسبب قدم آلات المحطة والتي يعود أغلبها إلى العام 1982. وتوجد في سوريا خمس محطات لتوليد الكهرباء تنتج نحو 1200 ميغاواط من الكهرباء حالياً، بينما كانت تنتج قبل العام 2011 نحو 4 آلاف ميغاواط.
وتعمل هذه المحطات بالدرجة الأولى على الغاز ومن ثم الفيول، إلا أنه بسبب نقص توريدات النفط إلى سوريا، فقد توقفت تقريباً كل المجموعات التي تعمل على الفيول، وبقيت المجموعات التي تعمل على الغاز، والتي تحتاج يومياً إلى أكثر من 15 مليون متر مكعب من أجل أن تعمل بكامل طاقتها.
غير أن إنتاج سوريا من الغاز انخفض خلال السنوات الثماني الماضية، إلى 2 مليون متر مكعب، من 30 مليون قبل العام 2011، ليعاود الارتفاع في العام الماضي إلى 12 مليون متر مكعب، بعد أن أعاد النظام السيطرة على مناطق ومعامل إنتاج الغاز في سوريا.
ويشير مراقبون إلى أن النظام عاجز حالياً عن توزيع هذه الكمية، فيما بين محطات توليد الكهرباء، وتأمين حاجة السوريين من الغاز المنزلي، والتي تقدر بأكثر من 6 مليون متر مكعب يومياً، بالإضافة إلى حاجة الكثير من المصانع التي تعمل على الغاز والتي تقدر بأكثر من 4 مليون متر مكعب يومياً، وهو ما يعني بأن السوريين في المرحلة القادمة سوف يكونون أمام أحد خيارين، إما الكهرباء أو الغاز المنزلي.