جريدة الديار
الخميس 23 يناير 2025 12:11 صـ 23 رجب 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

فقدان الانضباط والأخلاق في المدارس.. جرس إنذار يستدعي التحرك العاجل

أرشيف
أرشيف

في ظل ما تشهده المؤسسات التعليمية من تراجع ملحوظ في قيم الانضباط والأخلاق، أصبحت المدارس العامة والخاصة على حد سواء تواجه تحديات كبيرة تهدد دورها الأساسي في بناء أجيال قادرة على النهوض بالمجتمع. هذا التراجع لا يقتصر فقط على سلوك الطلاب، بل يمتد ليشمل ضعف التفاعل الإيجابي بين أطراف العملية التعليمية، مما ينذر بمستقبل تعليمي وأخلاقي غامض. مظاهر الأزمة من أبرز المظاهر التي تلفت الانتباه انتشار حالات العنف المدرسي، تزايد الغش في الامتحانات، وعدم احترام الطلاب للمعلمين، بالإضافة إلى تراجع ثقافة الحوار والاحترام المتبادل داخل المدارس. هذه الظواهر لا تؤثر فقط على المستوى التعليمي للطلاب، بل تنعكس سلباً على سلوكهم خارج أسوار المدرسة. آراء الخبراء قال الدكتور ياسر خليل، خبير في مجال التربية والتعليم، يؤكد أن: "فقدان الانضباط والأخلاق في المدارس ناتج عن غياب دور الأسرة في التربية، بالإضافة إلى ضعف القوانين الرادعة داخل المؤسسات التعليمية. يجب أن يكون هناك تعاون بين المدرسة والأسرة والمجتمع لتعزيز القيم الأخلاقية." من جهتها، تشير الدكتورة نجلاء حسن، المتخصصة في علم النفس التربوي، إلى أن: "الطلاب بحاجة إلى نماذج أخلاقية يحتذون بها، سواء من المعلمين أو من الشخصيات العامة. كما أن إدخال برامج تعليمية تركز على القيم والسلوكيات الإيجابية أصبح ضرورة ملحة." الحلول المقترحة 1. إعادة تفعيل دور الأنشطة التربوية: يجب أن تتضمن المناهج الدراسية مواد تركز على التربية الأخلاقية والقيم الإنسانية. 2. تدريب المعلمين: تأهيل المعلمين للتعامل مع التحديات السلوكية للطلاب بأسلوب تربوي بناء. 3. تعزيز دور الأسرة: تنظيم ورش عمل لأولياء الأمور لتوعيتهم بأهمية التربية السليمة ودورهم في بناء شخصية الطالب. 4. تطبيق قوانين صارمة: وضع لوائح تنظيمية تضمن انضباط الطلاب داخل المدارس ومعاقبة أي تجاوزات بشكل عادل. رسالة وطنية لا يمكن أن يتحقق تعليم حقيقي دون وجود أخلاق وانضباط، فالمدرسة ليست مجرد مكان لتلقي العلوم، بل هي مؤسسة لبناء الإنسان. إن إعادة بناء الطالب أخلاقياً ضرورة وطنية يجب أن تتكاتف جميع الجهات لتحقيقها، لأن أخلاق اليوم هي أساس مستقبل الغد.