دراسة مصرية: «صيدليات المستقبل» فى قاع البحر الاحمر
تبينت دراسة عن خيرات البحر الأحمر، حيث تمكن فريق بحثى مصرى من رصد نحو 677 مركبا كيميائيا تم استخراجها من الكائنات الحية فى محيطه، حاسما أن نحو 111 مركبا منها لها تأثيرات بيولوجية عالية ويمكن توظيفها كمضادات للفيروسات والبكتيريا.
ويوضح دكتور إباء الحصرى، الباحث الأول بالدراسة و مدرس الكيمياء الصيدلية بهيئة الطاقة الذرية، أن الدراسة التى أجريت على مدار عامين قد تم نشر نتائجها فى الدورية العلمية السويسرية Marine Drugs، المعنية بالمركبات العلاجية المستخلصة من البحار.
ويكشف عن أنه وفريقه قاموا بتحليل المركبات الكيميائية التى تفرزها الكائنات البحرية خلال وقائع الهجوم أو الدفاع عن النفس. وذلك بالإضافة إلى قيامهم بمراجعة كل الدراسات التى تناولت كائنات البحر الأحمر منذ ستينيات القرن الماضى حتى عام 2019.
وتبين للباحثين المصريين بعد جهود مراجعة 170 دراسة، أن «الإسفنج» هو الكائن الأشهر والأبرز كمنتج للمضادات الحيوية ومركبات أخرى لم تدرس فاعليتها بعد. ويضيف دكتور الحصرى أن من بين 77 كائنا بحريا تم دراسته، تحقق رصد 33 نوعا مختلفا من «الإسفنج».
وأن هذه الأنواع الـ 33 الأسفنجية تنتج 45% من مجمل المركبات الطبيعية والمضادات الحيوية التى تم استخلاصها من جميع الكائنات البحرية محل الدراسة مثل «الشعب المرجانية» و«الطحالب» و«النجيل البحرى» وغيرها. ويشير إلى أن إجمالى المركبات التى تم التوصل لها تقدر بـ 677 مركبا، منها 111 مركبا لها فاعلية بيولوجية تجعلها قادرة على العمل كمضادات للأكسدة ومضادات للفيروسات والميكروبات.
وأشار الدكتور أسامة رمضان، أستاذ مساعد العقاقير بكلية الصيدلة فى جامعة المنيا والمشرف على الدراسة، أن ذلك المجهود تم بمشاركة علماء من جامعة «تورنتو» الكندية و«فورتسبورج» فى ألمانيا، بالإضافة إلى مشاركة من كليات الصيدلة بجامعة القاهرة والجامعة الألمانية وجامعة المنيا وهيئة الطاقة الذرية.
ووفقا إلى دكتور رمضان، فإن الدراسة الأخيرة جددت المطالب بضرورة تعظيم الاستفادة من المركبات الكيميائية المكتشفة ذات مصادر طبيعية فى البحر الأحمر، خاصة وأن الاهتمام العالمى زاد أخيرا بالمستخلصات البحرية ذات المركب الكيميائى الفريد. ويشير إلى محاولات مستمرة لمحاكاة هذه المركبات معمليا، ودراسة فاعليتها العلاجية.
ويكشف عن أنه من بين 8 دول تطل على البحر الأحمر، احتلت مصر المركز الأول من حيث عدد الدراسات المنشورة فى هذا المجال. فنحو 60% من الكائنات البحرية التى تمت دراستها، كان مصدرها خليج العقبة، وشرم الشيخ، ورأس محمد، والعين السخنة، ورأس غارب، والجونة، والغردقة وسفاجا. ولم تنته هنا إيجابيات الدراسة المصرية الجديدة، فقد أشارت إلى أهمية زيادة الفرص التمويلية لهذا النوع من البحوث التى تعظم الاستفادة من المقومات الطبيعية فى مصر، وفى منطقة البحر الأحمر تحديدا.
بعد إحالتها للمحاكمة الجنائية..تعرف على العقوبة القانونية لـ هدير الهادي