جامع الفكهاني بالغورية يحكي قصة تاريخ عمرها 800 عام
كل أثر وجامع وسبيل علي أرض مصر المحروسة وراءه قصة تحكى لنا ما كان يفعله الأجداد ، ومن هذه القصص قصة جامع الظافر أو محمد الأنور الفكهانى أو جامع الفكهانيين.. كلها مسميات لنفس المسجد والموجود فى شارع الغورية.
لإنشاء جامع الفكهاني قصة طريفة ذكرها المقريزى فى خططه والتى تفيد بأن أصل مكان الجامع قبل بنائه كان دار للكباش (سلخانة ) وقد شاهد أحد غلمان القصر الفاطمى منظر غريبا وهو أن أحد الجزارين أخذ رأسين من الغنم فذبح أحدهما ثم ذهب لقضاء حاجته فما كان من الكبش الثانى إلا أن أمسك السكين بفمه وألقاه فى البالوعة فعاد الجزار يبحث عن السكينة فما كان من غلام القصر إلا أن استصرخه وأوقفه وعاد الغلام وحكى للقصر الفاطمى ما حدث فأمروا بتحويل المكان إلى جامع هو جامع الأفخر فعرف عن الفاطميين حبهم للتسمية على وزن فعل التفضيل أفعل مثل الأزهر والأقمر والأنور.
في لقاء تلفزيوني.. رجاء الجداوي تكشف قصة أرتباطها بحارس منتخب مصر
وقد أنشأ الجامع على يد الخليفة الفاطمى الظافر بنصر الله أبو المنصور إسماعيل سنة ٥٤٣ هجريا ١١٤٨ ميلاديا وإن كان الظافر تولى الحكم عام ٥٤٤ هجرية فربما بناه قبل توليه الحكم ، وأما تسميته بالفكهانى أو الفكهانيين فلم تعرف قبل القرن ٩ الهجرى ١٥ م وعن سبب تسمية الجامع بالفكهانى يُقال أن شخصًا كان يعمل بائعًا للفاكهة ذهب إلى أحد الصوفيين في الجامع ومعه قنطارًا من الفاكهة، وطلب منه أن يوزع منها لكل من يطلب وفاءً لنذرٍ نذَره، وأخذ يفرق من الفاكهة طيلة النهار دون أن تنفذ. وتذكر إحدى الروايات أن الفكهاني جاء يطلب من الصوفي ما تبقي من قنطاره، ووزنه الحانوتي فوجده قنطارًا لم ينقص منه شيء، ووقتها قال له الصوفي إن قمت بتعمير هذا المسجد لن ينقص من مالك درهمًا، ففعل الرجل وقام بتعمير الجامع، ومن يومها عُرف الجامع باسم "الفاكهاني".
وقد مر على المسجد العديد من الترميمات فى العصر المملوكى إلا أن أهم أعمال التجديد تمت فى العصر العثمانى على يد أحد أهم أمراء هذا العصر الأمير أحمد كتخدا مستحفظان الخربوطلى وعائلة الخربوطلى من أشهر العائلات المشهورة فى ذلك العصر وإلى الآن. وقد قتل أحمد الخربوطلى فى واقعة بيت الدفترار بعد أن أعاد بناء الجامع بعام حيث توفى عام ١٧٣٦ م وتعمير الجامع كان فى عام ١٧٣٥ م وقد دفن أحمد الخربوطلى بقبة الأمير المملوكى سودون القصراوى بالباطنية (جامع الدعاء)
جامع الفكهانى من الجوامع المعلقة يصعد إليها بسلم وقد أبقى أحمد الخربوطلى مصراعي البابين الفاطميين بالجامع حيث يوجد مدخلين للجامع أحدهما بشارع الغورية والآخر بحارة «خوشقدم» المتفرعة من شارع المعز لدين الله ، وتخطيط الجامع من صحن أوسط مغطى بسقف يتوسطه شخشيخة مثمنة الشكل، ويحيط بالصّحن أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة وهو الرواق الشرقي تخلو جميعها من الزخرفة. والمحراب مجوف مكسو بالرخام. تتوسط المحراب بلاطة من القيشانى عليها عبارة "ما شاء الله 1141هـ".
وغطيت أرضيات الجامع بالرخام وأعمدته تتميز بالبساطة فلا توجد بها نقوش ولا وزرات رخامية، وتدخل أشعة الشمس ساحة المسجد من النوافذ ، تعلوها أسقف خشبية منقوشة بزخارف إسلامية، ومئذنة الجامع تقع على يسار بابه الرئيسي وهي اسطوانية تعلوها قمة مدببة على الطراز العثماني، وكانت مئذنة الجامع الأصلية قد سقطت على أثر الزلزال الذي ضرب القاهرة سنة 702هـ، 1302 م .
وقد خضع المسجد لبعض الترميمات فى الثمانينات ومنذ حوالى عدة سنوات خضع لدراسات وترميمات لأسقف الظلة الشمالية الغربية من قبل إحدى البعثات الأجنبية
التقويم الهجري-انت اطرق بابي-روبن ويليامز-يوليوس ماثر-الزمالك-راس السنة الهجرية-عتم هجري جديد-التاريخ الهجري-الزمالك اليوم-العام الهجري الجديد