من هم الذين سيريهم الله آياته في الآفاق .. علماء يجيبون
أنبأ القرآن الكريم كلام الله العليم عن حقائق العلم، قال تعالى : "سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ، أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد". ولكن من هم الذي سيريهم الله عز وجل آياته ؟
لماذا ذكر الله القلوب ووصفها بأنها تقسو ولم يقل النفوس ؟ .. علماء يجيبون
وفي هذا الصدد قال الدكتور محمد العجرودي عضو الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرأن الكريم والسنة ، المُتَكَلِّم هو الله تبارك وتعالى جل شأنه وعلت قدرته ، فسبحان من نسب الآيات إلى ذاته العَليّة وقال: "سَنُريهم آياتنا" ، والسِّين في مبتدإ الآية الكريمة تفيد المستقبل، أي سَنُريهم دائماً كلما مر الزمان من هذه الآيات المبهرة ، وفم الذين لم يؤمنوا ولم يتبين لهم الحق بعد!
وأردف الدكتور العجرودي ، الهدف من رؤية هذه الآيات في الآفاق وفي الأنفس هي "حتى يتبين لهم أنه الحق" إنها الآيات الدالة على الحق يظهره الله جلياً ساطعاً فيدمغ به الباطل !
وتابع فضيلته ، إنها آيات الله المسطورة في القرآن الكريم التي تحمل الإشارات العلمية الدالة على آيات الله المنظورة التي يريها الله عز وجل لكل ذي بصر في الآفاق والأنفس !
إنّه إعجاز القرآن الكريم معْجزة نبِيِّنا " صلى الله عليه وسلم " !
بالأدلة والبراهين هذا الكتاب معجزةٌ خالدة متجددة العطاء إلى يوم القيامة !
وأشار الدكتور محمد ، إلى الحجة التي تقام عليهم وتُظهِر لهم البينة وتجلي لهم الدليل على أن خالق هذه الآيات التي يرونها بأعينهم هو مُنزِّل هذا الكتاب الذي فيه تبيان كل شيء فيكفي أنَّ الله يشهد للخَلق أنَّ هذا القرآن كلامه من خلال أفعاله ! .
وأضاف العجرودي ، قال الله تبارك وتعالى : "وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون" (النمل)
وأوصى ، بدور كل مؤمن بالله قائلا : حين يريك الله آياته هو يجب عليك أن تتعرف على آيات الله المرئية حتى ترفع مستوى إيمانك وتتعاظم خشيتك لله ثم يتبع ذلك عمل تجلس للمعرفة والعلم بالآيات وتعلم دلالاتها ، ثم تعمل ، فالله عز وجل يختم هذه الآية الكريمة بقوله : " وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون" ، وأجدَى العمل بآيات الله التي رأيتها فعرفتها وتعلمت دلالاتها هو الدعوة إلى الله بها، فالله تعالى يقول: "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المسلمين (فصلت 33).
واختتم فضيلته ، الحمد لله على نعمته عليْنا بِتوفيقهِ إِيَّانا للحقّ الذي يعمى عنه غيرنا. والحمد لله على نعمه الدائمة علينا وعلى ما هدانا إليه بالعلم بآياته ، وتعلم دلالاتها.
والحمد لله الذي لا يُعذِّب أحداً إلا بعد قيام الحُجّة عليه، ووصول النذير إليه ، والحمد لله تعالى الذي يبين مخاطباً عباده: "سيريكم آياته فتعرفونها " ، والحمد لله عز وجل الذي ينسب تلكم الآيات لنفسه ، آياته في الآفاق وفي الأنفس، وفيما يرينا الله تعالى من آياته في مَن حولنا من أقوام منّا ومن غيرنا وأحداث تحيط بنا ! ، والحمد لله الذي يلفت أنظارنا إلى أن رؤية الآيات في آفاق السماوات والأرض في الأنفس وفي غيرنا وما حولنا، لها وظيفة هامة جداً لابد أن تحدث من العباد عند رؤية الآيات بعد حمد الله وهذه الوظيفة هي قوله تعالى: "فتعرفونها" والحمد لله الذي جعل المعرفة لهذه الآيات التي لا يقدر عليها إلا هو حق المعرفة ، تقودنا إلى دلائل وحدانيته وبراهين ربوبيته و شواهد قدرته سبحانه وتعالى والحمد لله الذي أمدنا بهذه الآيات ومعرفتها لتكون أدلة دامغة وبراهين سابغة حين ندعو بها من غفلوا عنها أو أعرضوا عنها بالحكمة والموعظة الحسنة ليتعرفوا على ربهم.