جريدة الديار
الجمعة 22 نوفمبر 2024 06:32 صـ 21 جمادى أول 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

لماذا ذكر الله القلوب ووصفها بأنها تقسو ولم يقل النفوس ؟ .. علماء يجيبون

أرشيفية
أرشيفية

ذكر الله في كتابه الكريم أية قرآنية اشتملت على مثل قرآني رائع ، يخبر فيه الله تعالى عن أمثال هذه القلوب التي خلت من الرحمة والخشوع وخشية الله فعملت أعمالاً بالغة الغلظة أو أعانت عليها أو رضيت بهذه الأعمال القاسية أو بررتها وسعدت بها ! قال تعالى "ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ " (البقرة 74).

قطر الجانب المظلم .. وثائقي جديد يكشف جرائم وفضائح تميم ونظامه

وأوضح الدكتور محمد العجرودي عضو الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرأن الكريم والسنة ، ذكر الله القلوب ووصفها بالقاسية ربما لأن القلب هو موضع الرحمة والعطف ، وإذا ما كان الإنسان كثير الذكر لله و الخشية منه فإن قلبه يمتلئ رحمة وعطفاً ، وإن بعد عن الخشوع وذكر الله تحول تدريجياً إلى القسوة والغلظة كالحجارة أو أشد قسوة! كما أن الإيمان واليقين والرحمة في القلب فإن القسوة والكفر في القلب

وتابع الدكتور محمد ، لماذا يقسو القلب حينما ينسى ذكر الله هذا لأنه يسيطر عليه الاعتقاد أنه ليس هناك سوى الدنيا و المادة فيحاول أن يحصل منها على أقصى ما يستطيع وبأي طريقة فلا تأتي إلا بالظلم والطغيان وأخذ حقوق الناس لا سيما الضعفاء، ثم لا يفرط فيها أبدا لأنها هي منتهى حياته فلا شيء بعدها. فربما يقتل أو يحرق أو يعذب أو يهدم بيوتاً لفقراء أو يأكل حق مسكين أو يتيم أو يضرب ضعيفاً .. وهو لا يشعر بأي رحمة بل تجده منتشياً بأفعاله لا يرى فيها أي قسوة !

وأضاف الدكتور العجرودي ، يُشبّه المولى سبحانه وتعالى قسوة قلوب هؤلاء فيقول: "فهي كالحجارة أو أشد قسوة" ، الحجارة هي المخلوق القاسي الذي تدركه حواسنا ومألوف لنا قسوة تركيبه ولكن كيف تكون القلوب أشد قسوة من الحجارة؟ الجبل المكون من حجارة صلبة شديدة قسوته مطلوبة لأن هذه مهمته أن يكون وتداً للأرض صلباً قوياً ، ولكن هذه القسوة ليست مطلوبة من القلب بل هي عكس طبيعته وضد مهمته ، وحين تفسد القلوب وتخرج عن مهمتها تكون أقسى من الحجارة كما وصفها بارئها وتكون على العكس تماما من مهمتها التي أرادها لها الله

وأشار إلي قول الله تبارك وتعالى: "وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء" هنا يذكر الله عز وجل ببعض الرحمة التي أودعها بقدرته في الحجارة عندما ضرب موسى " عليه السلام " الحجر بالعصا فانفجرت منه العيون. ويقول سبحانه: "وإن منها لما يهبط من خشية الله" ، إذن فالحجارة يصيبها اللين والرحمة فيخرج منها الماء. ولكن قلوب المتكبرين في الأرض إذا قست لا يصيبها لين ولا رحمة فلا تلين أبدا ولا تخشع أبدا.

وقوله تعالى في ختام هذه الآية العظيمة : "وما الله بغافل عما تعملون" أي تذكروا أن الله سبحانه وتعالى لا يغيب عنه شيء وأن كل ما تعملونه أو تعينون على عمله يراه ويعرفه فهو مطلع على قلوبكم ونواياكم في أعمالكم وأقوالكم وأنكم ملاقونه يوم القيامة ومحتاجون إلي رحمته ومغفرته، فلا تجعلوا قلوبكم تقسو أو تبرر القسوة وتنتشي بها حتى لا يطردكم الله من رحمته كما خلت قلوبكم من ذكره ومخافته في الدنيا فأعملتم قسوتكم في عباده الضعفاء ولم ترحموهم !.

واختتم الدكتور محمد ، بقول الله تعالى "وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ".

اقرا ايضا

الصحف الإيطالية تبرز التعنت الأثيوبي في المفاوضات وتشيد بالحملات الشعبية في الداخل لحث اثيوبيا على السلام مع جيرانها

عيد الاب شومينج سوسن بدر نور عشان سليم- تركيا عدد سكان مصر دعاء ما قبل الامتحان اشبيليا ضد برشلونة