جريدة الديار
الأربعاء 4 ديسمبر 2024 09:21 مـ 3 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

رؤيةِ .. النخبة المصرية «خلايا إخوانية نائمة»

عصام عامر
عصام عامر

من الحقائق التى وقفت أمامها مشدوها فى الثلاث سنوات الماضية حتى ثورة الثلاتين من يونيو العظيمة، هى اكتشاف أن نصف النخبة المصرية كان خلايا إخوانية نائمة، وبعد الثلاثين من يونيو كانت الصدفة، أن النصف الآخر من النخبة هو خلايا أمريكية نائمة.

يالله تتعارك النخبة داخل لجنة الخمسين على تحصين المحامين، أسوة بالحصانة القضائية، وتتعارك الهيئات القضائية الثلاث بشكل لا يتسم أبدا بحلال العدالة وهيبة المنصب القضائى، ويهدد العمال والفلاحيين بثورة ثالثة لو رفعت نسبة الـ"50%" عمال وفلاحيين من الدستور، ويرفض الأزهر الشريف لفظ "مدنية" الدولة فى ديباجة الدستور، ويؤيده فى ذلك ويضيف عليه أعضاء حزب النور داخل اللجنة بالتهديد بحشد الأنصار للتصويت بنعم لو لم تعتمد اللجنة التفسير الخاص لحزب النور فى المادة " 219 " فى ديباجة الدستور، ويهدد ممثل الكنيسة المصرية بالإنسحاب لو لم ينص فى الديباجة على "مدنية الدولة"، وتحشد ممثلات الهيئات النسائية كل الهمم للفوز "بكوتة" للمرأة داخل الدستور، ويصرخ الشباب بضرورة النص على حصة مناسبة فى المناصب العامة والمجالس النيابية والمحليات للشباب، ويزيد بعض المسيحيين المعركة "نار" بضرورة وضع "كوتة" للمسيحيين أيضا فى الدستور القادم، ويضيف ممثل القوات المسلحة بضرورة حبس الصحفيين لو أزاعوا بيانات عسكرية.

نصف النخبة يجلس فى قطر، ويحشد الأنصار داخل مصر لتكريس المفهوم حول أن ما حدث فى الثلاثين من يوليو هو إنقلاب على الشرعية، آخذ فى طريقة آلاف القتلى وآلاف المصابين فى أرض "رابعة" المباركة وأرض "النهضة" السعيدة والنصف الآخر يتقاتل داخل لجنة الخمسين للخروج بدستور يضع على صفحة الوطن مطالب للعمال والفلاحيين ومطالب للهيئات القضائية ومطالب للمرأة، ومطالب للشباب، ومطالب للهيئات العسكرية، ومطالب لأهل النوبة، ومطالب لأهل سيناء.

أهل قطر المصريين وأنصارهم فى الداخل يكيدون للوطن فى مجملة وهم فى ذلك يتسقون مع مبادئهم فى أن عقيدة المسلم هى وطنه، وأن مصر ماهى إلا "منط" أو "معبر" لتحقيق مشروع حسن البنا فى الخلافة "البعيدة" وأستاذية العالم الضاليين وأصحاب الهوى غير الإسلامى.

وأهل مصر الأمريكيون يفتتون قلب الوطن بمطالب فئوية ترضى هذا وتسترضى ذاك، وتداهن هؤلاء وتصمت عن تعول آخريين وتستهين بآخريين وليكتمل مسلسل تآكل اللحمة الوطنية التى تميزت بها مصر، وحافظ عليها المصريون على مر التاريخ والخاسر الأكبر فى كل ذلك هو شعب مصر الذى يقال له أخرس، فيخرس ويعمى ويظل فى مروج عبس يحرس القطعان.

نخبة تتنطع أمام فضائيات قطر وأعوانها الرعية والحوار وأحرار 25 وغيرها ونخبة تواصل التنطع داخل لجنة الدستور لنجد أنفسنا أمام نخبة تكره الوطن وتكيد له، وتدس عليه أكاذيب ليل نهار، ونخبة تساعدها بتجذير معانى العمال، والمسيحيين، والقضاة، وأهل سيناء، وأهل النوبة، والمرأة، وغيرها.

نخبة باعت الأوطان بثمن بخس دراهم قطرية قليلة، ونخبة تطل علينا بوجوه يطل الدم من ثناياها، وكأنهم لم يمر عليهم أمراض المصريين من ضغط الدم والسكر والكبد والكلى والمبيدات المسرطنة أو الشرب من ماء المجارى ليتحدثون عن أعظم دستور لهم ولأولادهم، ويزيدون بتسريبات عن خطة مستقبل جديدة لإطالة الفترة الإنتقالية وتأجيل الإنتخابات الرئاسية، بل ويطالب بعضهم بتعيين المجالس المحلية والنيابية فى تلك الفترة "الحاسمة" فى تاريخ المصريين، حتى يستقر الأمر لهم ولأولادهم وليذهب المصريون الذين صنعوا ثورتهم فى يونيو إلى جحيم وبعده جحيم، ويحاوطه جحيم.

يقابل كل ذلك حكومة رخوة تصطك ركبها عن أمراض الشيخوخة وأوهام آخر العمر، حكومة لا تعرف لها خطة، أو رؤية، أو هدفا نهائيا تسعى إلى تحقيقه، وجل ما تفعله هو إشاعة اليأس فى نفوس الكثيرين من المصريين، ليتواصل الهم مع الهم، والإحباط تلو الإحباط، ويصبح "الموت" هو "الحلم" النهائى، بعد أن ضاقت الأرض بما رحبت بالنخبة المصرية فى قطر وأهلها فى لجنة الخمسين وحماتها فى الحكومة المصرية.

هل هذا هو حصاد أعظم ثورة فى تاريخ البشرية؟، ومن بيده حفظ زمام المبادرة وتصحيح هذه "المسخرة" التى يعيش فيها الشعب المصرى الذى تآمرت عليه النخبة من كل جانب، وصار لا ملجأ له إلا "الثورة" ثم "الثورة" ثم "الثورة" التى لن تبقى ولن تذر من هؤلاء المرتعشة ركبهم، أو الخائنى أحلام شعوبهم فى فضائيات الدنيا داخل أركان لجنة الخمسين؟!!.