جريدة الديار
الأربعاء 4 ديسمبر 2024 08:47 مـ 3 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

رؤية.. حديث يكتنف الفؤاد

عصام عامر رئيس مجلس الإدارة ورئيس تحرير بوابة وجريدة الديار
عصام عامر رئيس مجلس الإدارة ورئيس تحرير بوابة وجريدة الديار

يتساءلون ماذا جرى فى هذه الأيام، فما عادت أحاسيس الناس مفعمة بالحيوية الدافئة، يئساءلون كيف استطاع ابن البطن أن يضرب صاحبة البطن، يندهشون من حالة اللامبالاة النفسية التى جرت، وسرت لتصبح سمتا عاما يرتسم على الوجوه.

فما أقسى ذلك الليل البهيم الذى لف شوارعنا، وعم نفوسنا، فما ترك فينا من رحمة متبادلة، ولا حافظنا فيه حين حل على بقايا نور كان يخرج من قلوبنا التى ضلت الطريق.

أحدثكم حديث النفس المكلومة على زمن عزا فيه كل شىء، وتبدلت بفعل حضارته وتكنولوجيته، وسرعة نقل بياناته كل شىء، هذا الوافد الجديد علينا، جعلنا أشياء أخرى، صورا متحركة، مسوخا متكررة، أوجاعا متشابهة، أوراقا متعددة لا قيمة لها.

قديما كان الحق أحق أن يتبع، فالجار له حق محفوظ، والرحمة بيننا لها أصل منشود، وطيب الأخلاق لها صوت مفروض، وكذا وكذا ....

أتذكرنصيحة الإمام علي بن أبي طالب لولده يقول له: "يا بني استعذ بالله من الفقر، فإنه منقصة لدين الرجل"

فالفقرحقا يفتن في الحياة، يملء الرجل بسخط وغضب يستحل به كل محرم، ويرغبه فى كل ممنوع، أما سمعتم قول عمر الفاروق قبل وفاته ( لو استقبلت من أمرى ما استدبرت لأخذت فضول أموال الأغنياء ورددته إلي الفقراء)، كم تمنى لو كان استطاع تحقيق المزيد من العدل والتوازن بين الفقراء والأغنياء..

فاختفاء قيمنا، وتدهور أخلاقنا، وتعقد نفوسنا، ما هو إلا للخوف من الوقوع فى شرك ذلك الشر.. نعم فالفقر شر، واللاهثون وراء لقمة العيش يخشون ذلك الشر، فتنازلوا فى طريق البحث عن قيم داسها البحث، واختلطت عندهم المفاهيم، وتاهت فى زحمة الأيام حتى النفوس.

أيها القائمون علينا .. لن أطالبكم بقول "عمر" الذى كان يريد إغناء الناس، ولكنى أرجوكم أن تحافظوا على يكفى الوقوع فى شرك العوز والحاجه.. لأنه فى ذلك اليوم لا حاجة إليكم.