تعرف علي جامع محمد علي بالقلعة تحفة معمارية وأشهر معالم القاهرة
جامع محمد علي تحفة معمارية وأبرز معالم القاهرة التاريخية، الأثرية والسياحية، بمئذنتيه وقبابه الشهيرة المرتفعة أكبر القباب في العمارة الإسلامية بمصر، وموقعه البارز على حافة قلعة صلاح الدين الأيوبي الأثرية، وطرازه العثماني على غرار مسجد "آيا صوفيا" بإسطنبول، كما يضم ما يعتقد أنه أعلى المنابر في العالم الإسلامي.
مسجد إبراهيم الدسوقي أبرز المساجد التاريخية في مصر سابع مساجد العالم
تاريخ إنشاء الجامع:
جامع محمد علي باشا يعود بنائه إلى عام 1236هـ-1820م،عندما كلف محمد علي باشا والي مصر المعماري،باسكال كوست بوضع تصميمات لجامعين يشيد أحدهما بقلعة صلاح الدين، والثاني بمدينة الإسكندرية، بينما تذكر الأوامر والمكاتبات الخاصة بالجامع أن حجر الأساس للبناء وضع يوم الخميس 19 جمادي الأولى لعام 1244هـ/1828م، وأعد مهندس معماري آخر يدعى يوسف بوشناق تصميماً للجامع مستوحى من جامع السلطان أحمد بالأستانة عام 1241هـ-1825م، واستغرق منه نحو 3 سنوات، والتنفيذ الرسمي للبناء بدأ في عام 1246هـ-1830م".
سبب إنشاء جامع محمد علي بالقلعة
قام محمد علي باشا بنناء هذا الجامع كخاتمة لأعماله المعمارية داخل قلعة صلاح الدين، بعد أن جدد أسوارها وشيد أركانها وبنى أبوابا جديدة لها، وليكون مقراً لمدفنه الخاص، البناء من الناحية المعمارية في أغلبه تم في عهد محمد علي، أما من الناحية الفنية والكثير من التحف التطبيقية فتمت في عهد أولاده وأحفاده، لا سيما في عهد عباس باشا الأول، وسعيد باشا، وإسماعيل باشا".
تجديد اسرة محمد علي للجامع
قام عباس باشا الأول خديوي مصر بأعمال النقش بالبوابات وأعمال الرخام، وإسماعيل باشا زود المسجد بأبواب جديدة بشماعات نحاسية ومصحفين مذهبين، وأُعد به مقصورة بجوار المنبر كي يصلي فيها "السلطان عبدالعزيز الأول" لما حضر إلى مصر وصلى بالمسجد، كما أنشأ سوراً يحيط بالمسجد وأضاف له دورة مياه، وأصلح توفيق باشا رخام الصحن، وأعاد رصاص القباب، وزوده بمصاحف مذهبة، وقد خضع الجامع للترميم، حيث كانت المرة الأولى في عهد فؤاد الأول، والثانية في عهد الملك فاروق الأول الذى قام أيضا بتشييد المنبر المرمري الصغير عام1939.
التصميم المعماري للمسجد
يتكون جامع محمد علي في مجمله من شكل مستطيل ينقسم إلى قسمين، القسم الشرقي؛ وهو بيت الصلاة أو المسجد، وهو المكان المعد للصلاة، عبارة عن شكل مربع، طول ضلعه 41م، وتتوسطه قبة مركزية مرتفعة تعد من أكبر القباب في العمارة الإسلامية بمصر، قطرها 21م، وارتفاعها 52م، محمولة على 4 عقود كبيرة ترتكز أركانها على 4 دعامات مربعة ضخمة، ارتفاع كل منها 11م.
وتحيط بالقبة 4 أنصاف من القباب، بخلاف نصف قبة خامس يغطي بروز كتلة إيوان المحراب عن جدار القبلة، والقسم الغربي وهو الحرم أو الصحن المكشوف، وأسفله صهريج كبير، وتُحيط به 4 أروقة ذات عقود محمولة على أعمدة رخامية تحمل قباباً بيضاوية الشكل صغيرة الحجم مزخرفة من الداخل، ويغشي جميع قباب الجامع بقسميه المسجد والحرم ألواح من الرصاص تنتهي بأهلة نحاسية".
للمسجد 3 واجهات حرة وواجهة واحدة مشتركة مع الحرم، وتشرف جميعها على أهم معالم القلعة من الداخل، كما أنها ضخمة شاهقة الارتفاع تتناسب وضخامة المسجد وموقعه والعناصر المنفذة بها وأعدادها من النوافذ والقمريات والمداخل.
كما يحتوي الجامع على عدد 5 مداخل، اثنان بكل قسم من قسميه المسجد والحرم، ويوجد بالمسجد سقيفتان متساويتان ومتشابهتان في المعالجة المعمارية، كما يحتوي على 261 نافذة وقمرية، وهذا العدد الكبير ساعد على تكثيف عاملي التهوية والإضاءة بشكل كبير بداخل المسجد ذو التخطيط المغلق، إضافة إلى مساعدة الحوائط على توزيع الضغط الواقع عليها، علاوة على وظيفتها الجمالية".
كما يحتوي المسجد على برج من النحاس المفرغ والزجاج الملون بداخله الساعة الدقاقة التي أهداها ملك فرنسا "لويس فيليب" سنة 1264هـ-1847م إلى محمد علي باشا، كما يضم 3 محاريب، أحدهما وهو المحراب الرئيسي بمنتصف دخلة بروز إيوان القبلة بالمسجد، يعود لعهد فاروق الأول سنة 1358هـ-1939م، أما عن المحرابين الباقيين فيكتنفان الرواق الجنوبي الشرقي للحرم المكشوف، وكان الهدف من وجودهما بالحرم هو تحديد جهة القبلة بالدرجة الأولى بالنسبة لحيز الحرم، علاوة على أنه في بعض الأوقات عند امتلاء المسجد بالمصلين لا سيما في المناسبات والأعياد والاحتفالات".
للجامع مئذنتان ومنبران، المنبر الأول خشبي ويُعد من أكبر المنابر بجوامع مصر الإسلامية، وهو تحفة فنية لا مثيل لها بارتفاعه الشاهق وثرائه الزخرفي ولونه الأخضر المميز وزخارفه المتنوعة المذهبة المتأثرة بأسلوبي الباروك والركوكو الأوروبي.
كما نجد منبرا آخر رخاميا كان من إضافة الملك "فاروق الأول"، إضافة إلى مدفن محمد علي باشا أفخم المدافن بمدينة القاهرة، ويقع في الركن الغربي من المسجد، ويحتوي على تركيبة رخامية بديعة تُعد من أجمل وأروع وأندر التراكيب الرخامية في مدافن العالم الإسلامي، سواء من حيث ارتفاعها أو ثرائها الزخرفي أو ما تشتمل عليه من نصوص كتابية مذهبة".