«في جنح الليل»... نقل تمثال ”دليسبس” يثير غضب علي مواقع التواصل الإجتماعي ببورسعيد
سادت حالة من الغضب علي مواقع التواصل الإجتماعي فيس بوك ببورسعيد ، وذلك بعد تداول صورة لتمثال ديليسيس يظهر فيها نقله من موقع تجديده بالترسانة البحرية إلي متحف بمدينة الإسماعيلية .
أقدم عدد كبير من مستخدمي "فيس بوك ببورسعيد علي نشر بوستات أبدوا فيها إعتراضهم علي نقل التمثال ليلاً مؤكدين أنه حق أصيل لبورسعيد ، مطالبين بأن يعود علي قاعدته بشارع فلسطين علي شط قناة السويس .
فيما تحدث عدد من الرافضين لعودته في ضرورة بقاءه في بورسعيد بعيداً عن الخلاف الدائر بأنه رمز للإستعمار والسخرة ، ورفض هولاء عودته وكذلك رفضوا عودته علي قاعدته من جديد .
المشهد تحول من رفض وتأييد لعودة التمثال إلي الإتفاق علي عدم نقله والتمسك به كتراث أثري بورسعيدي ، وأطلق البورسعيدية هاشتاج يطالب بإعادة التمثال إلي بورسعيد .
يشار إلى أن الفرنسى فرديناند ديليسبس صاحب فكرة حفر القناة، وظل التمثال بمكانه حتى قرر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر تاميم القناة شركة مساهمة مصرية وتم العدوان الثلاثى الفرنسى البريطانى الصهيونى على مصر عام 1956 وقامت المقاومة الفدائية والشعبية بإزالة التمثال لأنه رمزًا يجسد الاحتلال والاستعمار، ووضعه بمخازن ورش الترسانة البحرية لهيئة قناة السويس بمدينة بورفؤاد.
تمثال "دي لسبس" كان نصب تذكاري لفرديناند دي لسبس صاحب فكرة مشروع قناة السويس تم تنصيب التمثال على المدخل الشمالي لقناة السويس بمدينة بورسعيد في يوم 17 نوفمبر عام 1899م والذي كان يوافق العيد رقم ثلاثين لإفتتاح قناة السويس للملاحة العالمية وقد قام أهالي بورسعيد أثناء العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956 م بإنزال التمثال من مكانه وتوجد الآن قاعدة التمثال فقط، بينما التمثال متواجد في مخازن الترسانة البحرية بهيئة قناة السويس.
ولد فرديناند دي لسبس في ضاحية فرساي القريبة من باريس بفرنسا في 19 نوفمبر عام 1805 لأسرة عريقة ترجع جذورها لعدة قرون مضت.
عمل أكثر أفرادها بالدبلوماسية واشتهرت بمواقفها المؤيدة لنابليون.
قضى أعوامه الأولى في إيطاليا حيث عمل مع والده ثم التحق بالتعليم في كلية هنري الرابع بباريس.
عام1803 أوفد نابليون مبعوثا شخصيا إلى مصر هو ماتيو ديليسبس والد فرديناند وكان مقربا لشيوخ الأزهر خاصة علماء الديوان الذي كان نابليون قد أسسه في القاهرة، وكان أن التقط في أثناء فترة الفراغ السياسي من1801 إلي 1805 الطابع الخاص الذي يميز الضابط الألباني محمد علي فاقترب منه قبل أن يقربه إليه ثم يقربه من العلماء ، وما لبث أن تولى محمد علي حكم مصر بإرادة شعبية واستدعى نابليون ماتيو ديليسبس وحل محله فرنسي آخر هو دوروفيتي وأصبح المستشار الفعلي السياسي والعسكري والإداري لمحمد علي.
وكان آخر ماطلبه ماتيو ديليسبس من محمد علي قبل رحيله هو الأخذ بيد ابنه الوليد فرديناند.
و في سن السابعة والعشرين اختير فرديناند دي لسبس قنصلا مساعدا لفرنسا بالإسكندرية عام 1832.
في عام 1840 وضع المهندس الفرنسي لينان دى بلفون بك مشروعاً لشق قناة مستقيمة تصل بين البحرين الأحمر والأبيض وأزال التخوف السائد من علو منسوب مياه البحر الأحمر على البحر المتوسط وأكد أن ذلك لا ضرر منه.
في 15 أبريل 1846 أنشأ السان سيمونيون بباريس جمعية لدراسات قناة السويس وأصدر المهندس الفرنسي بولان تالابو تقريرا في أواخر عام 1847 مبنياً على تقرير لينان دي بلفون أكد فيه إمكانية حفر قناة تصل بين البحرين دون حدوث أي طغيان بحري.
وبعد أن تولى سعيد باشا حكم مصر في 14 يوليو 1854 تمكن دي لسبس - والذي كان مقرباً من سعيد باشا - من الحصول على فرمان عقد امتياز قناة السويس في نوفمبر 1854 الأول وكان مكونا من 12 بنداً أهمها حفر قناة تصل بين البحرين ومدة الامتياز 99 عاما من تاريخ فتح القناة.
قام دي لسبس برفقة المهندسين لينان دي بلفون بك وموجل بك بزيارة منطقة برزخ السويس في1855 لبيان جدوى حفر القناة وأصدر المهندسان تقريرهما في 20 مارس 1855 والذي أثبت سهولة إنشاء قناة تصل بين البحرين.
وقام دي لسبس بتشكيل لجنة هندسية دولية لدراسة تقرير المهندسين وزاروا منطقة برزخ السويس وبورسعيد وصدر تقريرهم في ديسمبر 1855 وأكدوا إمكانية شق القناة وأنه لا خوف من منسوب المياه لأن البحرين متساويين في المنسوب وأنه لا خوف من طمي النيل لأن بورسعيد شاطئها رملي. في 5 يناير 1856 صدرت وثيقتان هما عقد الامتياز الثاني وقانون الشركة الأساسي وكان من أهم بنوده هو قيام الشركة بكافة أعمال الحفر وأن حجم العمالة المصرية أربعة أخماس العمالة الكلية المستخدمة في الحفر.
و تم إنجاز المشروع بين الأعوام 1856-1869
شروط حفر قناة السويس
(1)تمنح الحكومة المصرية الشركة الحق في :
-إنشاء قناة السويس.
-إنشاء ترعة الصالحة للملاحة النيلية (ترعة الإسماعيلية فيما بعد) التي تستمد مياهها من النيل وتصب في القناة المالحة.
-إنشاء فرعين للري والشرب يستمد مياهها من ترعة الإسماعيلية. -تحصيل أجر ممن ينتفع بمياه ترعة الإسماعيلية.
-فرض ماتشاء من رسوم علي السفن التي تمر بالقناة المالحة أو الترعة العذبة.
-تتنازل الحكومة المصرية للشركة مجانا عن جميع الأراضي المطلوبة لإنشاء القناة المالحة أو الترعة العذبة.
-مدة الامتياز 99 عاما تبدأ من افتتاح القناة وتصبح بعدها ملكا للحكومة المصرية.
-يكون 80% من العمال مصريين. -تحصل مصر على 15% من صافي الأرباح.
-يصدق السلطان العثماني على امتياز حفر القناة شرطا بصحته.
وأثناء هجوم فرنسا مع إسرائيل وإنجلترا إبان العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 قام بعض الفدائيين من بورسعيد بهدم وتكسير تمثاله الذي أقيم علي مدخل القناة الشمالي ولكن تركوا القاعدة والتي لا تزال موجودة حتي الآن.
إقرأ أيضا...«في ظروف غامضة» ...العثور على جثة متحللة ببورسعيد