مجمع السلطان قلاوون.. تحفة معمارية في قلب القاهرة المملوكية
في شارع المعز لدين الله الفاطمي، أمام مدرسة الصالحية، تقع مجموعة معمارية ضخمة، أطلق عليها المؤرخون، لؤلؤة شارع المعز، ويرجع تاريخ إنشاؤها لعام 1285.
و تلك المجموعة، عبارة عن مسجد ومدرسة وقبة وبيمارستان، أضحت عنوانًا لما خلفه سلاطين المماليك من جمال الزخرفة ودقة البناء وضخامته.
إنه مجمع المنصور قلاوون، الذي يعد النموذج الأول لظهور نظام المجمعات في مصر، فهو عبارة عن مدرسة وضريح وبيمارستان للعلاج، وقد اندثر معظمه، بالإضافة إلى سبيل للشرب من عصر الناصر محمد بن قلاوون، وتعتبر الواجهة الجنوبية الشرقية هي الواجهة الرئيسية للمجمع ككل، ويشرف عليها كل من المدرسة والضريح، يتوسطها كتلة الدخول للمجمع، ويوجد على الجانب الأيمن منها واجهة الضريح ويوجد على الجانب الأيسر واجهة المدرسة.
أما المدرسة، فتعد واحدة من أروع المدارس المملوكية التي شيدت بالقاهرة، في تخطيطها المعماري، وخاصة تخطيط إيوان القبلة الرئيسي، الذي لم يتكرر فى العمارة الإسلامية فى مصر، أو فى تنوع ودقة زخارفها، وان كانت هذه المدرسة قد تعرضت للكثير من معالم التغيير والتجديد، مما أفقدها طابعها المعماري والزخرفى الأصيل.
وعن القبة، والتي تعد أحد أروع نماذج القباب الباقية بمدينة القاهرة، فقد قام السلطان قلاوون بترتيب أرباب الوظائف المختلفة بالقبة، وتشرف القبة على الواجهة الخارجية من خلال القسم الأيمن من واجهة المجمع، ويشغل واجهتها ثمان دخلات رأسية متفاوتة المساحة، وتتضمن كل دخلة ثلاثة مستويات من الشبابيك مرتبة فوق بعضها البعض.
