رحيل فرانك ماكورت المدرس الذي كتب الرواية في نهايات العمر
فقدت الساحة الأدبية الأميركية والعالمية، أول من أمس أحد روادها البارزين في عالم الرواية، برحيل الروائي فرانك ماكورت الإيرلندي الأصل ،عن عمر يناهز 78 عاما في نيويورك.
وتوفي المدرس السابق إثر معاناة طويلة مع مرض السرطان، بعد ما حقق شهرته الواسعة، وتحول إلى ظاهرة أدبية في أميركا، من خلال صدور روايته الأولى «رماد أنجيلا» عام 1996، التي كتبها في السادسة والستين من عمره، ويتحدث فيها عن طفولته البائسة في أيرلندا خلال ثلاثينيات القرن الماضي.
وكان الكاتب الراحل قد زار دبي، أخيراً، حيث شارك في مهرجان طيران الإمارات للآداب الذي أقيم من 10 مارس وحتى 13 منه في فندق إنتركونتيننتال -دبي فستيفال سيتي.
ولد ماكورت في بروكلين نيويورك في 19 أغسطس عام 1930، وعمل قبل نشر روايته كمدرس لمدة ثمانية وعشرين عاما، الخمسة عشر الأخيرة منها في تدريس اللغة الانجليزية والكتابة الإبداعية لمرحلة الثانوية في مانهاتن حيث تميز بشعبيته بين التلاميذ وبقدرته على زرع حب الأدب في نفوسهم.
أما المرحلة التي سبقت التدريس وحصوله على درجة الماجستير في اللغة الانجليزية، فكانت رحلة حياة شاقة بدأت منذ ولادته في أميركا وعودته إلى أيرلندا، حينما كان في الرابعة من عمره حيث عانت العائلة شظف العيش مجددا، ليغادرها في التاسعة عشرة عائدا إلى موطن ولادته.
انتقل ماكورت بين العديد من المهن المتواضعة، حتى جند في الحرب الكورية وخدم في ألمانيا الغربية.
استطاع بعد إنهاء خدمته العسكرية من إقناع كلية بيل بقبوله كطالب جامعي، على الرغم من عدم حصوله على الثانوية العامة، وساعده في هذا الجانب قراءاته المستمرة.
وعن رحلته مع الكتابة والإبداع، التي بدأت بعد تقاعده من التدريس، فكانت مع روايته الأولى السابق ذكرها، والتي يمكن للقارئ من خلالها التعرف على المرحلة الأولى من حياته.
ونال عن تلك الرواية جوائز عدة منها جائزة بوليتزر عام 1997.
وفي عام 1999 نشر كتابه الثاني «نعم» ويرصد فيه المرحلة التي عاشها في الولايات المتحدة، ثم نشر كتابه «الرجل المدرّس» عام 2005 ويرصد فيه التحديات التي واجهها كمدرس شاب غير واثق من مقدرته على نقل المعرفة إلى طلابه، وآخر عمل نشر له كان «أنجيلا والمسيح الطفل» عام 2007، علما أن جميع أعماله حققت نجاحا موازيا لعمله الأول.
في روايته «رماد أنجيلا»، التي حولت إلى فيلم سينمائي للمخرج ألان باركر عام 1999، والتي بيع منها خمسة ملايين نسخة في الولايات المتحدة، ونشرت في 27 بلداً، بينما ترجمت إلى 42 لغة، يتناول محاور عدة أهمها الفقر المدقع وعواقب إدمان الكحول والصراع الديني.
ويروي فيها بطرافة واندفاع، طفولته البائسة التي طبعها سوء التغذية والفئران في مدينة ليميريك الايرلندية، بين والد مدمن على الكحول ينتهي به المطاف بهجر عائلته، ووالدة اضطرت الى الاستعطاء لتأمين قوت اولادها بصعوبة بالغة والراوي هو البطل الطفل فرانك، واعتمد في سرد الأحداث على الفعل المضارع باستثناء الفصل الأول، مما ساهم في نقل صورة حية لانطباعات وتجارب فرانك.
اقرأ أيضا 221 عاما على اكتشاف ”حجر رشيد”... أسرار الحضارة المصرية