ملامح من حياة الرسام الفرنسي هنري دي تولوز لوتريك
كان الرسام الفرنسي هنري دي تولوز لوتريك ينتمي إلى عائلة أرستقراطية عريقة اعتادت على سكن القصور والترف إلا أنه وُلد ضعيف البنية يشكو دائمًا من المرض فقد كان مرضه جينيًا وراثيًا نتيجة لزواج الأقارب؛ وقد أدى مرضة إلى توقف نمو ساقيه بينما كان نصفه الأعلى ينمو بصورة طبيعية فأدى ذلك إلى قصر قامته بشكل ملحوظ ونتيجة لبنيته الضعيفة المعاقة التي جعلته غير صالح للجندية أو الفروسية تخلى عنه أبوه.
اهتمت به أمه وأخذته إلى باريس ليلتحق بمدرسة الفنون الجميلة عام 1882م، إلى جانب دراسة الفن في مراسم كبار المصورين، فقد كان لوتريك ذو موهبة في فن الرسم ظهرت منذ صغرة فكان يرسم ما يحيط بع من مزارع العائلة ومجتمع الصيد والفرسان.
تخلى لوتريك في باريس عن النظام الأسري الأرستقراطي وفضل حياة الحرية والبساطة والتواضع كرد فعل للاستعلاء والتعجرف اللذين كانا من خصائص عائلته الكبيرة؛ ومع رغبته الجامحة في التحرر من كل القيود لم ينتمي إلى مدرسة فنية بعينها واختار أن يعمل عكس أسلوب الفنانين الانطباعيين فاختار أن يبتعد عن ضوء الشمس فكان يرسم شخوصه بين المصابيح المعتمة في النوادي الليلية، وكان يصور الفتيات في ملابس عارية وعلى وجوههن مساحيق الوجه، فقدم عددًا كبيرًا من اللوحات التي يُنكرها الذوق العام ولكنه لم يكن مكترثًا بردود أفعال الجمهور فقد اعتاد على السخرية والشفقة في بعض الأحيان.
عاش لوتريك حياة فوضوية بوهيمية وأدمن شرب الخمر وتميز برسم الإعلانات والملصقات التي تروج لحانات باريس وملاهيها؛ كما تميز أيضًا برسم الأجسام أطول مما يجب وأبرز في لوحاته حركة الراقصين التي تتميز بالقوة والخفة والرشاقة؛ وتسبب إدمانه للخمر في تردى صحته وإصابته بنوبات هذيان واضطرابات نفسية شديدة حتى مات عام 1901م، وهو في سن السادسة والثلاثين مخلفًا وراءه ستمائة عمل فني أكدت على قيمته الفنية وموهبته.
واقرأ القيصر “ميخائيل رومانوف “ ..أول قيصر روسي من سلالة ”رومانوف”
يوفنتوس_امينة خليل_كلية الشرطة_الرجل الاخضر_لاتسيو_جامعة جنوب الوادى_فاتورة الارضي_سد النهضة_روان بن حسين_الورم الحليمي