جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 12:40 مـ 11 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

«قصر البارون».. عيش الرفاهية في أجمل مباني العالم بـ20 جنيه فقط

قصر البارون
قصر البارون

هنا شارع العروبة بمصر الجديدة "هيليوبوليس"او مدينه الشمس كما أُطلق عليها قديما، هنا يقبع أروع قصور العالم وأكثرها جمالا، إنه قصر البارون.

من خلال هذا التقرير ندعوك عزيزي القارئ للتجول معنا داخل أورقة هذه التحفة المعمارية الفريدة من نوعها، والذي نوضح من خلاله أن قصر البارون، الوحيد في العالم الذي لا تغيب عنه الشمس طوال النهار، وتم ذلك بتشييد قاعدته الخراسانية على رولمان بلي تدور على عجلات بحيث يلف القصر بمن فيه كل ساعة ليرى الواقف في شرفته كل ما يدور حوله ويتبع الشمس في دورانها على مدار ساعات النهار.

شيده المليونير البلجيكي البارون ادوارد أمبان الذي جاء إلى مصر قادما من الهند في نهاية القرن التاسع عشر على الطراز العمارة الهندوسية الأوربية، حيث قام المهندس الفرنسي أليكساندر مارسيل، بتصميمه في عام 1906على مساحة 500'12الف متر، وقد استلهم تفاصيله من معبد "انكوروات"ومعابد"أوريسا"في الهند.

الطراز المعماري

جمع القصر بين أسلوبين معماريين أحدهما ينتمي إلي عصر النهضة والذى تمثله التماثيل الخارجية وسور القصر، أما القصر نفسه فينتمي للطراز الكمبودي بقبته الطويلة المرصعة بتماثيل بوذا التي صنعت من الذهب والبلاتين،كما يوجد بالداخل ساعة أثرية قديمة توضح الوقت بالدقائق والساعات والأيام والشهور والسنين مع توضيح تغييرات أوجه القمر ودرجات الحرارة، هذه الساعة لا يوجد مثيل لها إلا في قصر باكنجهام الملكي بلندن، إما عن شرفات القصر الخارجية فهي محمولة على تماثيل هندية وبوذية على شكل فيله، وصنعت أرضيات القصر من الرخام والمرمر الأصلي حيث تم استيرادها من إيطاليا وبلجيكا، والنوافذ صممت على الطراز العربي، ويضم أيضا تماثيل وتحفاً نادرة مصنوعة بدقة بالغة من الذهب والبلاتين والبرونز، بخلاف تماثيل بوذا والتنين الأسطوري،معظم هذه التماثيل جلبها البارون إمبان من الهند ، كما يوجد عدد من التماثيل الأوروبية الطراز، المصنوعة من الرخام الأبيض، وهي ذات ملامح رومانية تشبه فرسان العصرين اليوناني والروماني ويعد من أفخم القصور الموجودة في مصر على الإطلاق.

وتضم غرفة البارون بالقصر، لوحة تجسد كيفية عصر العنب لتحويله إلى خمور، ثم شربه حسب التقاليد الرومانية وتتابع الخمر في الرؤوس، أي ما تحدثه الخمر في رؤوس شاربيها.

القصر من الداخل

القصر من الداخل حجمه صغير جدا فهو لا يزيد علي طابقين ويحتوي علي 7 حجرات فقط.

الطابق الأول عبارة عن صالة كبيرة وثلاث حجرات 2 منهما للضيافة والثالثة استعملها البارون أمبان كصالة للعب البلياردو، أما الطابق العلوي فيتكون من 4 حجرات للنوم ولكل حجرة حمام ملحق بها. وأرضية القصر مغطاة بالرخام وخشب الباركيه، أما البدروم فكان به المطابخ والجراجات وحجرات الخدم.

سطح القصر الأسطوري، فقد كان أشبه بمنتزه تستخدم في بعض الحفلات التي يقيمها البارون، وجدران السطح عليها رسوم نباتية وحيوانية وكائنات خرافية، ويصعد إليه بواسطة سلم مصنوع من خشب الورد الفاخر، فقد كان أشبه بكافيتريا كانت تضم موائد كبيرة وكانت جدران السطح مزينة برسوم نباتية وحيوانية.

صراع على القصر

افتتحه المليونير البلجيكي البارون في عام 1911في حفل كبير دعا إليه ملوك وأمراء المحروسة، وكان على رأس قائمة المدعوين السلطان حسين كامل الذي انبهر بالقصر وتصميمه وخاصة عندما صعد السلطان الي برج القصر وشاهد القاهرة كلها أمام عينيه، كما رأي أهرامات الجيزة،الأمر الذي اثأر غيرته ورفضه ان يكون هناك مكان في ملكه أعلى وأجمل من قصره، وهنا أوحي السلطان حسين للبارون بإهدائه القصر ولكن الأخير اعتذر في أدب مما أثار غضب السلطان وما كان على البارون إلا ان يصمم قصرا أخر ويهديه إلى السلطان.

وبالفعل تم تشييد القصر في وقت قياسي وأهداه الى السلطان ولكن الأخير أبي، وأصر على القصر الأصلي مما زادت حده التوتر بينهم، واعتبر امبان خارجا عن طاعته، وإمام غضب السلطان لم يجد أمبان مفرا من مغادرة المحروسة حني تهدا الأمور بينهم،وبعد ان تبدلت الأوضاع عاد البارون لمصر واستكمال مشروعاته ألاقتصاديه،وكان القصر آنذاك مقرا للحفلات والسهرات التي يقيمها رواد المجتمع، وظل البارون فترات طويلة بين مصر ومختلف الدول حطي توفاه الله 1929بمرض السرطان في بلجيكا.

تعرض القصر بعدها للإهمال الشديد، ونسجت حوله الكثير من الحكايات والخرافات، إلي أن اتخذت الحكومة المصرية قراراً بضمه إلى قطاع السياحة وهيئة الآثار المصرية على أمل تحويله إلى متحف أو أحد قصور الرئاسة المصرية، فقد أبرم المهندس محمد إبراهيم سليمان وزير الإسكان آنذاك اتفاقا مع ورثة ملاك القصر جان إمبان حفيد البارون عام 2005 مقابل قطعة ارض كبيرة بالقاهرة الجديدة لأقامه مشروعات استثماريه عليها، ومنذ ذلك الحين بذلت الحكومة المصرية كل الجهد لأعاده قصر البارون لرونقه وجماله، وبدأت إعمال الترميم حيث بلغت عملية الترميم 100 مليون جنيه مصري، ما يعادل 6 مليون دولار.

وبدأت وزارة الآثار المصرية أعمال الترميم فيه منذ عام 2017 والتي انتهت بافتتاحه عام 2020

القصر مفتوح يوميا للزائرين سعر التذكره 100جنبها للزائر الأجنبي، و50 جنيها للطالب الأجنبي، وسعر التذكرة للمصريين 20جنيها وللطلبة 10جنيهات، تشمل هذه التذكرة زيارة القصر والحدائق الخارجية، وعربة الترام.

إما منطقة البانوراما _السطح_ تم تحديد تذكرة منفصلة لها تبلغ 50 جنيها للزائر الأجنبي و20 جنيها للزائر المصري.

قصر البارون، أجمل قصور العالم وأندرها، يرحب بزيارتك، وبأجر رمزي، فلا تضيع فرصتك في لحظات فريدة تعيش فيها في القصر الذي لا تغيب عنه الشمس، وإليكم بعضا من صوره: