جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 12:13 صـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

محمود بسيوني يكتب: الجيش التركي يواصل سقوطه تحت قيادة أردوغان

محمود بسيوني
محمود بسيوني

تراجعت قدرات الجيش التركي تحت قيادة أردوغان على كافة المستويات ‏الفنية والعسكرية فبحسب احصائية مؤسسة جلوبال فاير باور العالمية احتل ‏المرتبة الحادية عشر لتصنيف الجيوش لعام 2020 بعدما كان يحتل المرتبة ‏التاسعة.

وقام أردوغان بمجزرة فى صفوف القوات البرية والبحرية والجوية ‏واعتقل واستبعد آلاف الكفاءات العسكرية المدربة تدريبات راقية فى أوروبا ‏والولايات المتحدة عقب مسرحية انقلاب 2016 وأصبح بموجب التعديلات ‏التى أجراها فى الدستور لديه صلاحيات إقالة قيادات عسكرية بالجيش وتعيين ‏آخرين ‏بدون الرجوع إلى وزير الدفاع ورئيس الأركان.

وبسبب تدخلاته ‏وأطماعه الإقليمية خسر موقعه المميز في حلف الناتو بعدما تحول إلى مجرد ‏أداة في يد أردوغان يتلاعب بها مع الروس ضد مصالح الدول الأعضاء فى ‏الحلف خاصة الولايات المتحدة وفقدت ميزة أدواره الوظيفية التى كان يلعبها ‏فى السابق.

كما أن اشتباكاته القادمة فى ليبيا ‏محفوفة بالمخاطر خاصة وأنه لا ‏يجيد الحركة فى الصحراء واعتماده على العناصر ‏المتطرفة فى العمل ستؤثر ‏على احترافيته العسكرية كما أنها تتم بعيدا عن الحلف.

‏ تحول من جيش يدافع عن قيم العلمانية التى قامت عليها تركيا الحديثة فى عهد اتاتورك إلى ذراع إقليمى لتنظيم الإخوان المسلمين الفاشيستى يحمى تنظيماته بل ويدعم المرتزقة والتنظيمات الإرهابية.

‏قام أردوغان ‏بمجزرة فى صفوف القوات البرية والبحرية والجوية واعتقل ‏واستبعد آلاف الكفاءات ‏العسكرية المدربة تدريبات راقية فى أوروبا والولايات المتحدة.

‏وتلقى الجيش التركى ضربة قاسية لسقوط طائراته المسيّرة البيرقدار‎ TB2‎بشكل ‏يومي تقريباً في ليبيا وشمال سوريا بسبب عيوب ضخمة فى تصميمها‎‎، والذي يكلف ‏الخزينة التركية المليارات من الدولارات ووجهت أصابع الإتهام للجنرال يشار غولر ‏رئيس الأركان التركي المقرب من أردوغان لتلقيه عمولات من شركة بايكار التركية ‏المنتجة للطائرات المسيّرة، ويتقاسمها مع وزير الدفاع خلوصي آكار.

ووصلت ‏الإتهامات إلى عائلة أردوغان نفسها وربطت بين تلك العمولات وبين انتقالهم ‏للمعيشة فى فيلات فخمة في مدينة أُسكُدار، المسجلة بأسماء نجليه بلال، وأحمد ‏أردوغان، إضافة إلى قصره في حي كيسيكلي بمحافظة إسطنبول، والحسابات البنكية ‏السرية في أوروبا التي هدد ترامب بفضحها وكشفها إلى العلن حتى رضخ أردوغان ‏وأفرج عن القس الأمريكى أندرو برونسون.

‏ ‏تقلص عدد الجنود من 520 ألف في عام 2016 إلى 355 ألف حاليا، كما تقلص ‏‏عدد الضباط من 39 ألفا إلى 29 ألفا، وأصبحت قوات القوات الجوية 10 أسراب بدلا ‏‏من 17، كما انخفض عدد الطيارين لأقل من النصف وقامت الولايات المتحدة بطرده ‏ووقف تسليم أنقرة طائرات "إف 35" إلى تركيا، وإنهاء البرنامج الذي يتضمن ‏‏تدريب طيارين أتراك على الطائرة القتالية المتطورة‎ ‎وأبلغت واشنطن الطيارين ‏‏الأتراك الذين يتدربون في الولايات المتحدة بضرورة مغادرة البلاد.

وتكتم أنقره على عدد قتلى الجيش التركى فى شمال سوريا وليبيا أصاب الروح ‏المعنوية للجنود الأتراك وعناصره القتالية خاصة وأنها تؤكد استهانة القيادة التركية ‏بحياتهم والزج بهم فى ساحات قتال ممتدة بعيدا عن وطنهم دون أفق زمنى للإنتهاء ‏منها، بل وبدأت المقارنات بين رواتبهم الهزيلة وبين رواتب المرتزقة التى تتخطى ‏حاجز الخمسة آلاف دولار فى الشهر.

‏لم يعد الجيش التركى مقبولا فى حلف الناتو بعد تحرشه المستمر بقبرص ‏واليونان وأخيرا البحرية الفرنسية قبالة سواحل ليبيا وتقود فرنسا حملة كبرى ‏لإخراج تركيا فى الحلف وصلت إلى حد تعليق عضويتها فى الحلف مقابل بقاء تركيا ‏فيه وهو ما يهدد إمدادات الجيش التركى من أسلحة الناتو ويجعله رهينة السلاح ‏الروسى وهو ما يؤثر على قدراته العسكرية وهو ما يحوله إلى عبء كبير على حلف ‏الناتو‎.

‎ ‏عدد من استطلاعات الرأي التي جرت في فرنسا وألمانيا وهولندا والنمسا خلال ‏الشهرين الماضيين طالبت الشعوب الأوروبية بطرد تركيا من حلف الناتو خاصة بعد ‏أن اشترت منظومة الدفاع الروسية أس 400 وعرقلت أنقرة لخطة الحلف لحماية ‏بولندا ودول بحر البلطيق الثلاث لمدة تزيد عن 6 أشهر، وهو ما أثر سلباً على خطط ‏الحلف لحماية بولندا ورومانيا ودول بحر البلطيق لاتفيا وأستونيا وليتوانيا، ولذلك ‏رفض الحلف تفعيل «المادة الخامسة» من ميثاق الحلف عندما طلبت تركيا ذلك على ‏خلفية حربها في شمال سوريا‎.‎

‏أصدرت المخابرات الألمانية تقريرا حذرت فيه من تغلغل الفكر الداعشى بين ‏صفوف جنود الجيش التركى وهو ما يحوله إلى خطر على أمن دول الناتو بشكل ‏يفوق خطر داعش والقاعدة، ‏‎وبذلك فقد الجيش التركى الكثير من الدعم العسكرى ‏الذى كان يحصل عليه داخل الحلف بعدما تحول إلى خطر مستقبلى محتمل على ‏اعضائه.