شهيد الشهامة ابن قرية الدير.. فقد حياته خلال محاولة إنقاذ حياة طفلين
وسط أمواج القبح وعواصف الانهيار الأخلاقي التى تصفعنا كل يوم، ونشاهد حلقاتها على السوشيال ميديا وعلى شاشات التلفزيون ببرامج التوك شو، بداية من هؤلاء الذين تركوا أمهم وهربوا لإصابتها بفيروس كورونا المستجد ورفضوا دفنها بعد وفاتها بسبب هذا المرض اللعين، مرورا بالزوج الذى يقذف بزوجته من الطابق الخامس بعد معرفته بإصابتها بفيروس كورونا، واخر تجرد من الأخلاق والرجولة والدين وتاجر بشرف زوجته وصورها وهى تمارس الرذيلة مع رجل اخر ويجرى معها حديث ويختمه بالجملة المشهورة "اعملى بأى لجمهورك يا جهاد"، وسط كل هذا يطل علينا المهندس محمد عويضة ابن قرية الدير التابعة لمركز طوخ كمثالا رائعا لمكارم الأخلاق والقيم الراقية يسطع كشمس الحقيقية والجمال، التى تبدد غيوم القبح والرزيلة التى باتت تفاجئنا كل يوم كالصاعقة.
وتبدأ القصة التى أصبحت حديث العديد من أبناء القليوبية والتى سردها لنا أخيه العقيد عمرو عويضة الضابط بالقوات المسلحة واحد ابن المؤسسة العسكرية العريقة، بأن المهندس محمد عويضة شهيد الشهامة خريج كلية الزراعة وابن جامعة الأزهر، وصاحب شركة خاصة لتجارة الاسمدة والبذور والمبيدات ، وهو اب لستة اطفال اكبرهم طفلة فى الصف الأول الإعدادي واصغرهم عنده شهور، كان محبا لعمل الخير ومساعدة ومساندة الغير.
وأشار الكابتن عمرو عويضة إلى بعض ملامح تلك الأخلاق الكريمة لشهيد الشهامة، حيث عرف عن المهندس محمد عويضة انه كان يساعد مرضى فيروس كورونا المستجد فى بلدته ويحضر لهم العسل الأبيض المضاف اليه حبة البركة ويوزعه عليهم لرفع مناعتهم، ولم يتأخر او يتوانى عن مساعدة كل من طلب منه يد العون والمساعدة، وايضا تبنى شهيد الشهامة طفلة يتيمة، ليقوم بتربيتها ورعايتها ليصبح لديه سبعة أطفال.
إقرأ أيضا.. وكيل تضامن القليوبية يتابع سير العمل بإدارة العبور
وقال الكابتن عمرو عويضة ان غرق أخيه يعد اخر حلقة من حلقات مروءته وشهامته، حيث كان يقضى اجازته مع أقارب زوجته بمحافظة الاسكندرية، وكان على الشاطئ بعد أن خرج من المياة ، ولكن فوجئ بتعالى الأصوات والصراخ طلبا للإستغاثة حيث تعرض طفلين للغرق، فهب لنجدتهم وبالفعل عاد للمياة مرة أخرى سابحا مقاوما للتيار، ونجح فى قذف الطفلين خارج الدوامة وانقذ حياتهم، ولكن للإسف غرق المهندس محمد عويضة ولم يتمكن من العودة لأطفاله وبيته واهله واحبابه دافعا حياته لإنقاذ طفلين.
وفى النهاية توفى المهندس محمد عويضة ولكن ستظل سيرته العطرة باقية وشاهدة على أن الشهامة والمروءة لا زالت موجودة وان مثله كالضياء الذى يبدد ظلمات القبح، والماء الذى يغسل بقع الرداءة التى أصبحت متفشية، ليبقى شهيد الشهامة درسا وعبرة ونبراسا لكثيرين، من الذين فقدوا البوصلة للطريق الصحيح.