تعرف على منزلة الكاظمين الغيظ عند الله
الغضب يجمع الشر كله، فهو مفتاح الفتن والآثام، وبريد التفرق والانقسام ويستدل به على ضعف العقل والإيمان بالله فكم من أخوة وصداقة تفرقت، وكم من نفوس أزهقت ، وكم من مجتمعات تبددت، كل ذلك بسبب الغضب، وإمضاء الغيظ.
مختصون : المبادرة المصرية لحل الأزمة الليبية متوازنة للغاية
وفي هذا الصدد قال الشيخ محمد السعدي ، خطيب مسجد مالك الملك وأمين اللجنة الدينية بالأسكندرية، وصف الله المتقين الذين يستحقون الجنه فقال تعالي ( وسارعوا الي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) فجعل الله من صفات المتقين أنهم يكظمون الغيظ ويعفون عمن ظلمهم
وأردف فضيلته ، قال العلامة الشنقيطي : وقد دلت الأية على أن كظم الغيظ والعفو عن الناس من صفات أهل الجنة ، وقال الإمام الطبري: كظم فلان غيظه معناها حفظ نفسه من أن تمضي ماهي قادرة علي امضائه وانتصارها ممن ظلمها وفلان كظيم اذا كان ممتلئا غما وحزنا ومنه قول الله تعالي ( وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم) والمعني أنه ممتلئ من الحزن
وعن سليمان بن صرد قال: (استبَّ رجلان عند النَّبي صلى الله عليه وسلم، ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسبُّ صاحبه مغضبًا قد احمرَّ وجهه، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: إنِّي لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " . فقالوا للرَّجل: ألا تسمع ما يقول النَّبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: إني لست بمجنون .
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله "صلى الله عليه وسلم " قال: (ليس الشَّديد بالصُّرَعة، إنَّما الشَّديد الذي يملك نفسه عند الغَضَب).
وأوضح السعدي ، أما العافين عن الناس ، يدخل في العفو عن الناس، العفو عن كلِّ من أساء إليك بقول أو فعل، والعفو أبلغ من الكظم؛ لأنَّ العفو هو السماحة عن المسيء، وهذا إنما يكون ممن تحلَّى بالأخلاق الجميلة، وتخلَّى عن الأخلاق الرذيلة، وممن تاجر مع الله، وعفا عن عباد الله رحمة بهم، وإحسانًا إليهم، وكراهة لحصول الشرِّ عليهم، وليعفو الله عنه، ويكون أجره على ربه الكريم، لا على العبد الفقير ، أي الذين يتجاوزن عن أخطاء الناس ويتركون مؤاخذتهم مع القدرة علي ذلك وهي أرقى من كظم الغيظ ، قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" : " من كظم غيظا وهو قادر علي أن ينفذه دعاه الله علي رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره الله من أي الحور العين شاء
واختتم السعدي ، لقد دعانا القرآن الكريم إلى التسامح والعفو ، قال تعالي (فاصفح الصفح الجميل) ، وقال تعالي ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) نسأل الله أن يجعلنا من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلي اله وصحبه أجمعين .