جريدة الديار
الثلاثاء 23 أبريل 2024 10:34 صـ 14 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

محمد خليفة يكتب : شمس الدٌنيا وعَافيةٌ النَّاس يختارَ مصر وطناً! ”ح1”

الكاتب الصحفى والباحث التاريخى محمد خليفة
الكاتب الصحفى والباحث التاريخى محمد خليفة

قال عنه الإمام أحمد " كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس" وحين

مرض قبل وفاتهٌ مرضاً شديداً، دخل عليه تلميذه "المٌزني" فقال للإمام: كيف أصبحت؟

قال: "أصبحت من الدنيا راحلاً، وللإخوان مفارقاً، ولكأس المنيَّة شارباً، وعلى الله جلَّ ذكره وارداً، ولا والله ما أدرى روحى تصير إلى الجنة فأهنِّئها، أو إلى النارِ فأٌعزّيها، ثمّ بكى"

وتوفي رحمه الله ليلة الجمعة بعد صلاة العشاء، في آخر يوم من شهر رجب، وكان يبلغ من العمرعند وفاته أربعة وخمسين عاماً، ويقال وهى رواية ليست مؤكدة أنّه دٌفن في القاهرة في الأول من شهر شعبان، يوم الجمعة عام " 204هـ- 820م " وكان متزوجاً من إمرأة واحدة وله منها ولدان وبنت..

فما هى قصة أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ الذى ملأ الدنيا بعلمِه رغم عمره القصير فيها!

تعددت روايات مكان مولده، قال ابن كثير: فهذه ثلاث روايات في بلد مولده، والمشهور أنه ولد بغزة، ويحتمل أنها بعسقلان التى هي قريبة من غزة، ثم حٌمل إلى مكة صغيرا، ثم انتقلت به أمٌّه إلى اليمن، فلما ترعرع وقرأ القرآن بعثت به إلى بلد قبيلته مكة فتعلّم فيها الفقه.
هو أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ المطَّلِبيّ القرشيّ ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه، إشتهر بعلمهِ فى تفسير القرآن الكريم وعلم الحديث، وقد عمل قاضياً فعُرف بالعدل والذكاء.

وكان الشافعي فصيحاً فى اللغة العربية وشاعراً مفوَّهاً، ورامياً ماهراً، ورحّالاً مسافراً.

أكثرَ العلماءُ من الثناء عليه، حتى قال فيه الإمام أحمد": كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس"، وقيل أنَّه هو إمامُ قريش الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: عالم قريش يملأ الأرض علماً..

ولد الشافعي بغزة عام 150 هـ على أكثر الأقوال، وانتقلت به أمُّه إلى مكة وعمره سنتان، فحفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، وحفظ" الموطأ" وهو ابن عشر سنين.

وهاجر الشافعي إلى المدينة المنورة طلباً للعلم عند الإمام مالك بن أنس، وأخذ عنهٌ، ثم رحل إلى اليمن وعمل فيها، ثم سافر إلى بغداد سنة 184 هـجرية، فطلب العلم فيها على يدِ القاضي محمد بن الحسن الشيباني، وأخذ يدرس المذهب الحنفي، وبذلك اجتمع له فقه الحجاز" المذهب المالكي" وفقه العراق " المذهب الحنفي".

ومن بلد إلى آخر، عاد الشافعي إلى مكة وأقام فيها تسع سنوات، وأخذ يُلقي دروسه في الحرم المكي، ثم سافر إلى بغداد للمرة الثانية، سنة 195 هـجرية، وقام بتأليف كتاب الرسالة الذى وضع به الأساسَ لعلم أصول الفقه، ثم سافر إلى مصر سنة 199 هـجرية.

وفي مصر، أعاد الشافعي تصنيف كتاب الرسالة الذي كتبه للمرة الأولى في بغداد، كما أخذ ينشر مذهبه الجديد، ويجادل مخالفيه، ويعلِّم طلابَ العلم، حتى توفي في مصر سنة 204 هـجرية

يجتمع مع الرسولِ صلبى الله عليه وسلم في عبد مناف بن قصي، وقيل: «وهو ابن عم النبي محمد، وهو ممن تحرم عليه الصدقةُ من ذوي القربى الذين لهم سهم مفروض في الخُمس، وهم بنو هاشم وبنو المطلب. أما نسبه من جهة أمه ففيه قولان:

الأول: أنها أزدية يمنية، واسمها فاطمة بنت عبد الله الأزدية، وهو القول الصحيح المشهور الذي عليه الإجماع، وكل الروايات التي رُويت عن الشافعي في نسبه تذكر على لسانه أن أمَّه من الأزد.

الثاني: أنها قرشية علوية، أي من نسل علي بن أبي طالب، وهذه الرواية تخالف الإجماع، وقد قال فخر الدين الرازي في هذه المسألة: وأما نسب الشافعي من جهة أمه ففيه قولان: الأول وهو شاذ رواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وهو أن أم الشافعي رضيَ الله تعالى عنه هي فاطمة بنت عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، والثاني المشهور أنها من الأزد...

نشأ الشافعي من أسرة فقيرة كانت تعيش في فلسطين، وكانت مقيمة بالأحياء اليمنية منها، وقد مات أبوه وهو صغير، فانتقلت أمُّه به إلى مكة خشية أن يضيع نسبه الشريف، وقد كان عمرُه سنتين عندما انتقلت به أمه إلى مكة، وذلك ليقيمَ بين ذويه، ويتثقفَ بثقافتهم، ويعيشَ بينهم، ويكونَ منهم.

عاش الشافعي في مكة عيشة الأيتام الفقراء، مع أن نسبه كان رفيعاً شريفاً، بل هو أشرف الأنساب عند المسلمين، ولكنه عاش عيشة الفقراء، وقد كان لذلك أثرٌ عظيمٌ في حياته وأخلاقه.

لقد حفظ الشافعي القرآن الكريم وهو في السابعة من عمره، مما يدل على ذكائه وقوة حفظه، ثم اتجه إلى حفظ الحديث النبوي، فحفظ" موطأ الإمام مالك"، قال الشافعي: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين.

وكان الشافعي يستمع إلى المحدِّثين، فيحفظ الحديث بالسمع، ثم يكتبه على الخزف أو الجلود، وكان يذهب إلى الديوان يستوعب الظهور ليكتب عليها، والظهور هي الأوراق التي كُتب في باطنها وتُرك ظهرها أبيض، وذلك يدل على أنه أحب العلم منذ نعومة أظفاره.

والى لقاء فى الحلقة القادمة لنستكمل رحلة الإمام الشافعى ففيها الأعاجيب والمواعظ والدروس.

[email protected]