جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

” الوحدة العربية سلاح الأمة فى مواحهة العدوان الصهيونى وأستعادة الكرامة المسلوبة ”

أرشيف
الديار - ياسر إمام -

في ظل التصعيد المستمر والانتهاكات الصهيونية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني، تبرز قضية الوحدة العربية كحجر زاوية في مواجهة الاحتلال وتحقيق الأمن القومي العربي. فمنذ عقود، تعاني الأمة العربية من التدخلات الخارجية والتجزئة السياسية، مما جعلها ساحة لصراعات تهدد استقرارها وأمن شعوبها. ومع اشتداد الهجمة الصهيونية، تتجه الأنظار نحو أهمية التلاحم العربي كضرورة حتمية لمجابهة المخططات الاستعمارية والتوسع الإسرائيلي في المنطقة. التحديات أمام الوحدة العربية يرى الدكتور أحمد السعدي، الخبير في العلاقات الدولية، أن "المخطط الصهيوني يسعى منذ نشأته إلى تفتيت العالم العربي وإضعافه، وذلك عبر بث الفتن الطائفية، وتأجيج النزاعات الداخلية، وتحويل الدول العربية إلى كيانات متناحرة، مما يسهل السيطرة عليها". ويضيف أن "الوحدة العربية ليست مجرد حلم، بل هي مشروع واقعي يجب العمل على تحقيقه عبر تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري بين الدول العربية". ويؤكد الدكتور سمير العطار، الباحث في الشؤون السياسية، أن "أكبر التحديات التي تواجه الوحدة العربية هي التدخلات الأجنبية، التي تعمل على إضعاف القرار السياسي العربي، إضافة إلى النزاعات الداخلية التي تستهلك موارد الدول وتشتت جهودها". ويضيف أن "التاريخ يثبت أن الدول العربية متى توحدت، تمكنت من تحقيق انتصارات كبرى، كما حدث في حرب أكتوبر 1973، حينما شكل التضامن العربي سلاحًا فعالًا ضد الاحتلال الصهيوني". العدوان الصهيوني واستراتيجية المواجهة العربية إن الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية والتهديدات المستمرة لدول الجوار العربي تتطلب ردًا موحدًا يعكس الإرادة الشعبية والرسمية لمواجهة هذه الانتهاكات. ويرى المحلل السياسي الدكتور خالد زهران أن "إسرائيل تستغل الانقسامات العربية لتعزيز سيطرتها على الأراضي الفلسطينية، وتمضي في سياسات التهجير القسري والاستيطان غير الشرعي دون خوف من رد فعل عربي موحد". ويضيف أن "المطلوب اليوم ليس فقط الشجب والإدانة، بل اتخاذ خطوات عملية مثل قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، فرض عقوبات اقتصادية، ودعم المقاومة الفلسطينية بكافة السبل الممكنة". ويشدد على أن "الاقتصاد يعد من أهم أدوات المواجهة، حيث يجب أن تتحرك الدول العربية لاستغلال قوتها الاقتصادية لفرض واقع جديد يحد من النفوذ الإسرائيلي في المنطقة". نحو مشروع عربي مشترك لمواجهة الاحتلال لا يمكن مواجهة الاحتلال الصهيوني دون وجود مشروع عربي موحد يستند إلى استراتيجيات واضحة. ويقترح الدكتور ياسر محمود، المتخصص في الدراسات الاستراتيجية، "إنشاء تحالف دفاعي عربي مشترك، بحيث يكون هناك جيش عربي موحد يمكنه التصدي لأي عدوان إسرائيلي، إضافة إلى تعزيز التعاون الاستخباراتي بين الدول العربية لرصد التحركات الصهيونية والتصدي لها قبل أن تتفاقم". كما يرى أن "الإعلام العربي له دور كبير في توعية الشعوب بحقيقة الصراع، وفضح الممارسات الصهيونية أمام العالم، حيث أن الإعلام الغربي يعمل على تلميع صورة إسرائيل وتزييف الحقائق، مما يتطلب استراتيجية إعلامية عربية قوية". دور الشعوب في تحقيق الوحدة رغم العقبات السياسية، فإن الشعوب العربية ما زالت تؤمن بضرورة الوحدة، حيث خرجت الملايين في مظاهرات حاشدة لدعم فلسطين، مما يعكس أن القضية الفلسطينية لا تزال راسخة في وجدان الأمة العربية. ويقول الناشط الحقوقي محمد أمين: "يجب أن تتحول هذه المشاعر إلى تحركات عملية، من خلال دعم الاقتصاد الفلسطيني، مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، والضغط على الحكومات لاتخاذ مواقف أكثر صرامة ضد الاحتلال". إن الوحدة العربية ليست مجرد شعار، بل هي ضرورة استراتيجية لمواجهة العدوان الصهيوني وحماية الأمن القومي العربي. ومع استمرار الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، يصبح التلاحم العربي السبيل الوحيد لوقف التوسع الصهيوني، واستعادة الحقوق العربية المسلوبة. إن الشعوب العربية مطالبة اليوم قبل أي وقت مضى بالوقوف صفًا واحدًا ضد الاحتلال، والعمل على تحقيق التكامل السياسي والاقتصادي والعسكري الذي يمكن الأمة العربية من استعادة مجدها والدفاع عن مقدساتها.