جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

في ذكرى ميلادها.. مي زيادة المرأة التي عشقها عمالقة الأدب

 الأديبة مي زيادة
الديار- سهيلة شباب -

كانت الأديبة "مي زيادة" الفلسطينية المنشأ من أبرز من أقام صالوناً ثقافيا يجمع عدد كبير من الشعراء والأدباء والمفكرين آنذاك، مثل طه حسين وأحمد شوقي وخليل مطران والأديب عباس محمود العقاد والرافعي وغيرهم من الأدباء والصحفيين.

والجدير بالذكر أن هذا الصالون الذي كان ينعقد يوم ثلاثاء من كل أسبوع وذلك منذ عام 1913 واستمر قرابة 25 عاماً متواصلا، ويعتبر هذا الصالون الأول والوحيد من نوعه في تلك الحقبة الزمنية حيث كانت تديره امرأة وهو غير معهود في وقتها.

عشاق مي زيادة

تعلق الكثير من الأدباء بمي زيادة ربما لذكائها أو حبها للفنون والموسيقى وشغفها بتعلم اللغات وعشقها للشعر، أو لأنها فتاة مثقفة وجميلة ومرهفة الإحساس، ولعل لكل واحد منهم له أسبابه المختلفة عن الآخر عشقها من أجلها، لكن الشيء المتفق عليه أن جميعهم أحبوها دون سواها.

عباس العقاد وعلاقته بمي زيادة

أحب عباس العقاد مي زيادة وكان شديد الغيرة عليها، ولكنها كانت مترددة في علاقتها به لأنها كانت تخاف من جرأته.

وكتب العقاد رواية وحيدة تحت عنوان "سارة"، ولم يفصح حينها من تكون بطلة الرواية، واكتفى بتصريحه أن تفاصيل الرواية حقيقية، وترك الاجتهاد يلصق بطولة الرواية بمي زيادة، وكان سعيدًا بذلك.

وأشهر رسائله لها حينما كتب إليها ولم ترد عليه فبعث‏ إِليها برسالة أخرى يقول فيها " أرجو أن يكون ذلك عن عمد، فالعقاب عندي أهون من الإِهمال ".

مصطفى الرافعي ورسائل الأحزان

عاش الكاتب الكبير مصطفى صادق الرافعي قصة حب كبيرة مع مي زيادة .. لكنها كانت قصة حب من طرف واحد، وكان أيضا يراسلها وفي إحدى المرات كتب لها " لو رأيتني يا مي وأنا أقرأُ رسائلِكِ لرأيتِ أنكِ لا تكتبين لي كلاماً بل تزرعين في الورق زهر أنفاسِكِ فيأتيني فأقرأه ".

وكتب الرافعي ثلاثة كتب عن مي من أروع ما كتب هي: "رسائل الأحزان" واشتملت على 15 رسالة لم يكتبها بصيغة مباشرة إليها ولكن ترك علامات تدل على أنها المقصودة من رسائله، وكتاب "أوراق الورد" والذي يعد أول رحلة للرافعي في الكتابة عن الحب، وفي صياغة المشاعر التي تختلج نفسه بها و"السحاب الأحمر" والذي يتحدث فيه عن فلسفة البعد وطيش الحب.

إمام العاشقين الشيخ مصطفى عبد الرازق

لم يسلم شيخ الأزهر "مصطفى عبد الرازق" من الوقوع في حبها وظل يحبها بصمت وحياء فكان يكتب دون أن يفصح عن حبه.

وتعد الرسالة التي أرسلها عبد الرازق من باريس حجة قوية للاستدلال على ما في قلبه من حب، إذ بلغ فيها ذروة الرقة، وجنح فيها إلى حرارة التعبير حين قال: "وإني أحب باريس، إن فيها شبابي وأملي، ومع ذلك فإني أتعجل العودة إلى القاهرة، يظهر أن في القاهرة ما هو أحب إليَّ من الشباب والأمل".

عاشقة جبران خليل جبران

فاز الأديب "جبران خليل جبران " بحب مي على الرغم من أنها كانت شديدة الحذر في الحديث معه وأخفت مشاعرها12 عامًا، لدرجة جعلت جبران يشعر بحيرة هل هي خجولة أم أن كبرياءها يمنعها من حبه.

وعندما تجاوزت مي زيادة الثلاثين من عمرها تشجعت وأرسلت إلى جبران خليل جبران رسالة حب تعبر خلالها عن رغبتها بالزواج منه، ولم يجلب اعترافها بحبه لها إلا القلق والحيرة.

وظل جبران يراسلها لسنوات و من إحدى رسائله لها: "في هذه الدقيقة، مرت بخاطري فكرة جليلة، فأسمعي يا صغيرتي الحلوة .. اذا تخاصمنا في المستقبل، هذا اذا كان لابد من الخصام، يجب ألا نفترق مثلما كنا نفعل في الماضي بعد كل معركة، يجب أن نبقى برغم الخصام، تحت سقف بيت واحد حتى نمل الخصام، فنضحك، أو يملنا الخصام فيذهب هازاً رأسه، ما قولك في هذا الرأي؟".

وكتب لها أيضا معبرا عن غيرته عليها: " أشعر يا مي إنني بركان سُدت فوهته".

واستمر هذا الحب قرابة 20 عاما دون لقاء منهم وقد أطلقوا على هذا الحب بأنه الحب الروحي.

ولم يكن هؤلاء فقط من عشقوها وإنما هناك الكثير منهم مثل "الشاعر ولي الدين يكن، والشاعر إسماعيل صبري وغيرهم، فقد أحبوها جميعا ولكن هناك سؤال يتردد في الأذهان دائما/ كيف كانت شخصية مي زيادة حتى يعشقها عمالقة الأدب؟