جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

فاروق الانسان وسيدة من ريف مصر .. وحكايات ملكية

دينا السعيد -

ذات يوم كان الملك فاروق فى طريقه إلى تفتيش انشاص بسيارته الخاصة والغير معلومة للعامة وقد ركب سائقه الى جواره ، وأثناء سيره بالطريق استوقفته سيدة ريفية حملت طفلها على كتفها وحملت قفة على رأسها ، ظنا منها بأنها سيارة أجرة لنقل الركاب بين القرى والأرياف .

وقف الملك سائلا السيدة عما تريد ، فأجابت : "إنت رايح إنشاص يا ابنى ؟" فأجابها بالايجاب . فقالت السيدة: "توصلنى لغاية تفتيش الملك بكام؟" فقال : "عاوزة تدفعى كام ؟" أجابت السيدة : "و النبى ما معايا غير تلاتة تعريفة يا ابني .. خدهم ووصلني" . فأشار الملك للسائق أن يجلس فى المقعد الخلفي وقال لها : "ادخلى يا ست" . فقالت السيدة : "طيب خد العيل منى لما أحط القفة" . فأخذ الملك الطفل منها وحمله بين يديه ثم جلست السيدة إلى جواره وانطلقت السيارة فى طريقها لإنشاص .

و فى الطريق فهم الملك من السيدة الريفية أنها تقصد تفتيش إنشاص ، لترجو ناظر التفتيش أن يؤجل لها بيع جاموسة محجوز عليها من التفتيش ، لتأخرها فى دفع إيجار فدان تؤجره وتعطيه جنيها على الحساب لحين سداد الباقي ، فأخذت الشفقة الملك و قال لها : "اسمعي .. خدى الورقة دى وإديها للناظر وهو يسيب لك الفلوس المتأخرة كلها" .

وكتب أمرا على ورقة بيضاء تحمل توقيعه وأعطاها للسيدة التي لم تكن تعرف شخصيته ، فلم يكن في ذلك الوقت قنوات تلفزيونية و لا اعلام مرئي ، ترددت السيدة فى أخذ الورقة وقالت :" يا ما يا سيدى جبت له وسايط، هو ده بيقبل رجا حد؟ وفر يا ابنى على نفسك الورقة وبلاش كسوف" . فأصر على إعطائها الورقة وأخرج ورقة من فئة العشرة جنيهات وأعطاها لها و هو يقول :" اتفضلي العشرة جنيه دول ادفعي منها الايجار و إدي الناظر الورقة" ، فاندهشت السيدة وقالت : "ولما انت يا ابنى غني كده ليه بتشتغل سواق أومال؟!! " فأجابها الملك :" القسمة كده" .

أنزل الملك المرأة قبل التفتيش دون أن تدري شيئا عن شخصيته ، الى ان أعطت الورقة لناظر التفتيش وقصت عليه حكايتها ، فعرفها بجميل الملك فاروق وموقفه النبيل والانساني وعندها انطلق قلب السيدة قبل لسانها يدعو للملك الانسان