جريدة الديار
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار

« المبخراتى » .. ” كان يا مكان.. حكايات من سالف الزمان”

صورة أرشيفية
اسامة خليل -

كلما نتقدم في شيء نفتقد شيء آخر من تراث آبائنا ، ومن المهن التي قل تواجدها وكثيرا ما كنا نراها قديما المبخراتي وهو رجل يتجول في الشوارع يحمل مبخرة فيها نار متقدة وبجانبه كيس معلق على كتفه فيه بخور ذو رائحة عطرية فيأخذ منه ويضع في المبخرة ويمر على المحلات التجارية ويبخرها فيمنحونه بعض المال ، ومنهم من يجعل له راتبا شهريا صغيرا وعند التبخير يكثر من الدعوات والصلاة على النبي وكثيرا ما يلبس المبخراتية عمامة حمراء.

ويُعتقد أن عادة التبخير موروثة منذ عهد قدماء المصريين فقد عُثر في المقابر القديمة على بعض المباخر وكذلك الحضارات القديمة خاصة الحضارة الهندية والصينية فكان يُستخدم في المعابد ودور العبادة اعتقادا بأن الشياطين تكره رائحة البخور وتبتعد عن المكان الموجود به فيتم تطهير المكان بالدخان المنبعث منه ومازال البخور يُستعمل في البيوت والمساجد والكنائس فعندما يجتمع البخور مع تلاوة الآيات في المساجد والكنائس يعمل ذلك على تهدئة الأعصاب. والبخور مادة صلبة أصلها من أشجار تنبت في المناطق المرتفعة عند احتراق هذه المادة ينتج عنها رائحة عطرية محببة مهدئة للأعصاب لذلك كثر استعماله قديما في الزار مع الطبل والغناء على نغمات خاصة فيعمل البخور إذ ذاك عمل السحر على تهدئة الشخص المريض.

وكان يقوم البعض بتلاوة العزائم مع البخور زعما أنها تقي العين ويضيفون إليه بعض الشب وبعض حبات حُمر يسمونها عين العفريت ومن عادة الشب أنها إذا احترقت تأخذ شكل خاص ويعتقدون أنها تتكيف بشكل الحاسد أي أنها تشبه فلانا أو فلانة مما كان قد حسد فيفقعون عينها لإنهاء الحسد .

واشتهر قديما سيدات يقصد إليهن النساء والرجال للتبخير وللعلاج من أمراض كثيرا ما تكون وهمية أو عصبية فكان البخور نافعا لهم.