جريدة الديار
الخميس 28 مارس 2024 05:49 مـ 18 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

نيفين عبيد تكتب : شلاطة لم تكن مجرد رواية

نيفين عبيد
نيفين عبيد
أول أمس عند تصفحي صفحتي الفيس بوك صادفتني حكاية قد تكون غريبة لدى الكثير منكم و قد يكون مر عليها بعضكم ، و لكنها لم تكن جديدة على مسمعي و لم تكن بالغريبة على عيناي ، فقد قراءتها في صغري و استمعت له و رأيتها في كبري ، عندما قرأت تلك الحكاية التي امتلأت بالدموع ، و التحفت بالحزن ، و غيم عليها الضباب ، و كأنها في ليلة قاسية للشتاء ، و كأن الأعاصير قد أحاطت المكان ، و غامرته مياه الأمطار ، و أغرقته السيول ، رأيت دموع الفتاة و هي تحكي تتساقط من حروف كلماتها ، و كأن الكلمات جلدت بسياط القهر و الذل حتى تخرج لنا ما قلبها ، بدأت بقولها ارشدوني فإن القيامة قد اقتربت ، انصحوني فإن لي أم اكتفت بالقدر ، بدأت تصرخ بكلمات فاض النهر منها إذ تقول عندي أختي استغلت طيبتي و استغلت حاجتي إليها فليس لنا غير بعض وأمنا ، أبانا توفاه الله ، و هي متزوجة منذ زمن و أنجبت من الأبناء اثنين ، لم تكتفي بما أنعم عليها الرحمن ، عند خطبتي طمعت في سعادتي ، و اغضبها فرحي ، فحقدت علي فيها ، فرغبت أن تقتنصها لنفسها ، فسرقت خطيبي مني رغم اني قربت على العقد الرابع و افتقر للجمال الذي تمتلكه ، كنت على أعتاب زفافي و أجهز فراش العرس و الحياة الجديدة ، عند ذهابي لبيتي الجديد ، لأجدها في أحضان زوج مستقبلي مستسلمة لملذات الحياة ، حاقدة لمستقبل أختها ، فقدت عقلي و صرخت فيهما ، و ألقيت ما بيدي ، و أسرعت للمنزل ، حاملة معي الخزي و العار ، لأجد امي تنصحني بالنسيان و غفران شهوة أختي و زوجي المستقبلي فإن العمر قد فات و أصبحت عانسا و فاتني القطار ارشدوني ماذا افعل ؟ قرأت تلك الكلمات التي فاضت بالحزن ، ذكرتني برواية قديمة قرأتها بعنوان شلاطة عن أخت تسرق لحظات السعادة من أختها ، أخت تحقد الحب و الحياة أختها ، اخت أنكرت عمل و كفاح أختها من أجلها لتسرق كل أحلامها ، كنت اظنها فيما مضى رواية من خيال كاتبها نسجها من مخيلته ، ليس للواقع علاقة بها ، ظننت أننا نعيش في مجتمع غسل بماء الكعبة ، توضأ بالإسلام ، و ركع على سجادة الأقصى ، حتى سمعت و رأيت تلك الرواية تتكرر من اخت تحاول ساعية جاهدة بكل ما بلغت من قوة ان تسرق كل لحظة جميلة من حياة أختها ، حاولت سرقة حبيبها ، حاولت سرقة أولادها ، و أموالها ، كل تلك القصص تعيش في مجتمعنا نعاصرها و نراها ، و نستمع له ثم ندعي أننا نعيش في مجتمع الفضيلة و الشرف ، لنفتح دفاتره و نحاول أن نغتسل من تلوثه قبل ان يفيض و يغرقنا جميعا معه ،،،، للحديث بقية لم تنتهي بعد