جريدة الديار
الأربعاء 24 أبريل 2024 04:25 صـ 15 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

هدى حجاجي تكتب .. ” ليلي ” ليس زمن الحب

هدى حجاجي أحمد
هدى حجاجي أحمد

كان يكفيها الفراق والوحدة لتموت حلما وحزنا .. الأيام دائما أقوى من الإنسان ... من الحلم ... من الحزن ذاته في لحظة ما قررت الرحيل قررت الانسحاب ... قررت أن اترك حلمي البسيط وحبا ملأ حياتي بهجة ونور... قررت ان ابتعد وأضل ذكرى. والفراق ما أصعبه على النفس وما أقساه فرضت عزلة على نفسي لا يمكنك رؤيتها ..وبالرغم من قدرتي الكبيرة على تخطي الصعاب لكننا أحيانا نعجز عن فهم أشياء كثيرة كنت مثلك تائهة تماما .. لا أرى الا عالم أو بالأحري العالم الذي تريد أن تراه، تنسج أحلامه وتحققها .

هذا العالم لا يضايقه الصليل الذي يقطع عالمي الهادئ تعطيني فيه دور البطولة وتأخذ هي دورا ثانويا تفرضه على نفسها في الخيال كما فرض عليها في دنيا الواقع لم أشعر أنني ذاك البطل ولم أنتظر نوط الواجب , تلك الوحدة التى كانت بمثابة القدر الذى لم اختاره يوما ولم يختارني ..كنت كعصفورة فقدت جناحيها حين يحط فوق شجرة تهزها الرياح يتوهم الطيران والمسافات بيننا بعيدة بعيدة ..فى هذا العالم الضيق لا مكان للحلم ..ولا مجال للحلم للشعور بالفقد والحرمان , الألم وحده هو كفيل ان يرسم لوحات تعلق علي جدران وهمية في نفوس حزينة ..الخوف من لحظات الفراق كان بداخلي بمثابة عجلات الحلم الذى لا يتوفق عن التفكير فيك وكم شعرت بتلك البرودة التي تسري في جسدي بمجرد التفكير في السفر والرحيل وكلمات تذكرت كلماتك وتوسلاتك لي يجن جنوني لكنه لا مفر ولا مهرب من قدر كتب علينا .. الحلم بالعودة أصبح حلما مستحيلا تحقيقه وان كانت العودة لا تعني الا أملا جديدا ..العودة يا صديقي تبثني ماردا لا تثنيه الآلام تمسح عني الصدأ المتراكم بيد الإرادة المرنة ونحن اتفقنا منذ البداية أننا لا نملك تلك الإرادة ..لم تكن تعي معني اللعبة يا سيدي .. فقط كنت سعيدة بهذا الدوران في فلك انت وتلك الكلمات .. وتلك الهمسات والآمنيات .. كنت سعيدة لدرجة التحليق والطيران .. ذلك الدوران الذى يجعل من كل الألوان لونا واحدا هو الأبيض حلم كل فتاة وكل امرأة .. لم يكن زارني اللون الأسود ولا الرمادي بعد !!!! لا أستغرب التشابه بين تلك الألوان الا حينما عرفتك وعزفت معك لحنا واحدا، التشابه بينهما والبطء في سباق الحزن الذي ينتظرني بعد فراقك وأكاد أراك بعين الحب تبحث عني هنا وهناك ... اني أحترق ...قلبي ينزف وأنت كلمات وكلمات صباح الخير أفقت هذا الصباح مذعورا حلمت كنت معك وضعت بالطريق أنا اخترت عامان وانا أركض خلفك وأنت تصدينني أعلم أنني لا أعنيك ولا أمثل لك شيء أحبك أنت عمري ..حبي .. قلق أنا عليك لكن خمني بي انا أحبك أنت . يقلقني جدا أن تكون على يأس وقلق هو : كم وكم وكم كم احبك وانا اتصرف كالصبي بحضرتك هي : واحاول مرارا وتكرارا نسيانك وربما افتعل الشجار معك كي ترحل أو نغضب ولكن ..... افشل فى كل مرة هو : جميل منك الاشتباك انا احبك مهما كنت تتشابكي.. تعاركي.... فرحانة حزينة .. غاضبة متسامحة.. فقيرة غنية .. متزوجة مطلقة.. عذراء .. الحب شيء آخر لا يعترف بهذه الموازين .. قلبك معي حجر .. واعترف لم ار امراة مثلك ولذلك انا متشبث بك ملتصق بك كمثل البعير المعبد كما القراد بجسمه .. دون جدوي ولماذا يحضرني الآن كلمات غادة السمان لغسان كنفاني . أعلم أنك تفتقدني لكنك لا تبحث عني . وأنك تحبني ولا تخبرني... وستظل كما أنت... صمتك يقتلني" يرد غسان . ولكنني متأكد من شيء واحد على الأقل هو قيمتك عندي . كل ما بداخلي يندفع لك بشراهة .

لكن مظهري ثابت" وكم قلت لك اني راحلة وعندما كنت تغيب عني لحظات اعاتبك وأقول لك اين انت ؟ ترد بهدوء شديد كنت اقرا القصيدة التي بعثت يا ملاكي اشتقت لك .. وانا اكثر مدين لحنانك وحبك لي.. لا اقول احبك فقط انا مغرم بك القليل يعني منك الكثير سيدي ..ها أنا ذا أعيد قراءة كلماتك ورسالاتك التي لم يتبق لي غيرها يؤنسني في وحدتي وفي عزلتي التي فرضتها علي نفسي ربما كي أعيد ترتيب ذاتي من جديد سباق الحزن لا يكاد ينتهي حتى يبدأ من جديد وأيضا العزف لا يكاد ينتهي حتي يعزف من جديد وحلم مشترك لا يلبث أن يضمهما حتى يرحل من جديد أحاول جاهدة أن أتحرك من أركان حجرتي التي أصبحت أنزوي وأتكور في أحد أركانها ولكن دون جدوي، وأري عينيك تعاتبني إلى متي ليلى ؟ من أي شيء ؟ من يستحق كل هذا العناء والعزلة والوحدة الموحشة التي فرضتها على نفسك وبكامل إرادتك ؟!!!!

أحاول جاهدة أن أتحرك أن أوقف عقارب الزمن لكنني أفشل ومن منا يستطع ذلك. أن يوقف الزمن بداخله أن يشل عقارب الساعة ويجعلها تثبت عند ساعة معينة ...أحيانا عزيزي آدم يكون الوهم مريحا جدا لدرجة أنك تفقد الاحساس بمن حولك وتعيش في عالم آخر صنعته لنفسك ..أصبحت سيدي كل الدوائر ساعات لزمن لم يصادقني .

تجرها سواقي الحزن بلا رحمة ,, تخلع عني تلك العصابة لتنصهر وحدها في بوتقة العجز والفشل عن النسيان تاركة خلفها عدة أسئلة محيرة . لماذا أنت ؟ ولماذا أنا ؟ ولماذا نحن بالذات ؟ إلى متي تظل عقارب الساعة مصابة بالخرس والشلل المتعمد ؟