جريدة الديار
الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 04:17 صـ 7 جمادى أول 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
محافظ الدقهلية يشهد الاحتفال باليوبيل الماسي للهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية توقيع إتفاقية مصرية إيطالية مع ”إيني” لدراسة جدوى إنتاج الغاز الحيوي ودعم التنمية المستدامة النيابة تصرح بدفن جثامين ربة منزل وأبنائها الثلاثة ضحايا اللبيني وكيل الوزارة يترأس اجتماع لفحص ملفات المتقدمين لشغل الوظائف الإشرافية والقيادية بمديرية الصحة بالبحيرة رئيس جامعة المنصورة يستقبل فريق مركز الحفريات الفقارية عقب اكتشاف ”تمساح الوادي” المشرف العام على ”القومي لذوي الإعاقة” تستقبل وفد من الإتحاد الأوروبي لمتابعة تنفيذ أنشطة و برامج منحة الإتحاد الأوروبي محافظ الدقهلية يعلن اعتماد الأحوزة العمرانية لـ 15 قرية قرار من النيابة بشأن المتهمين بالاعـتداء على عم غريب مسن السويس قيام مستوطنون يهود بطرد مزارعين فلسطينيين من أراضيهم شرق قلقيلية تحت حماية جيش الاحتلال محافظ الدقهلية: علي المواطن أن يكون إيجابي ويقوم بالإبلاغ بالصور ورقم السيارة التاكسي المخالفة محافظ الدقهلية يتابع تنفيذ مبادرة دعم الشباب لإقامة المشروعات وتشجيع العمل الحر للحد من البطالة والهجرة بعد مبادرة البنك المركزي.. خطوات فتح حساب بنكي للمصريين بالخارج

حسناء الحسن تكتب… واثق في أم علي يمشي ملكا

حسناء الحسن
حسناء الحسن

كانت علاقة أم علي بأبي علاقة فريدة من نوعها للدرجة التي كانت تجعله يثق فيها ويعتبرها نفسه قائلا: أنتي أنا وذلك نتاج عدد كبير من المحطات الفارقة في حياتهما التي خاضاها معا، فكان كثيرا ما يطلب رأيها في الشخصيات النسائية في محيط عمله لقناعته أنهن لن يتصرفن بشكل تلقائي إلا في وجود سيدة مثلهن، فكان يرسل أم علي لإنجاز عمل ما في وجود هؤلاء السيدات ودائما ما تكون النتيجة أن يجن جنونهن وتشع كل واحدة منهن نفسنة وتشتعل بها نار الغيرة وتفقد ثقتها بنفسها، أو ترتكب أخطاء جسيمة في العمل المطلوب، أو يتضح ضآلتها شكلا وموضوعا بجوار أم علي.

من هؤلاء، تلك المستشارة القانونية التي تشع نفوذا اكتسبته من والدها الراحل والذي استشهد ضمن عدد كبير من قيادات الجيش والشرطة والقضاء والأقباط والمدنيين مؤخرا لتداعيات الأحوال السياسية في مصر. وعلى الرغم من محاكمة قاتلي والدها وإعدامهم، وتعويض أسرته تكريما لتضحيته بحياته فداء الوطن شأنه شأن كل شهداء مصر الأبرار، إلا أنها بسلامتها على عكس كل أسر الشهداء الصابرين المحتسبين المتواضعين، كانت وقحة متعجرفة دون أي مؤهلات شخصية عندها تستدعي ذلك، بل وتتاجر بدم والدها الشهيد طوال الوقت للحصول على مكاسب شخصية، وكلما تم تنفيذ حكم الإعدام في عدد من المدانين في قضية مقتل والدها بحثت عن غيرهم ليتم محاكمتهم وإعدامهم لتظل تحت الأضواء لسنوات وسنوات.

فور رؤيتها لأم علي دخلت في نوبة حادة من التوتر وقلة الذوق ورفضت إنجاز العمل المطلوب بعكس كل زميلاتها وزملائها، تعجب أبو علي من سلوكها قائلا: تلك ابنة المستشار الشهيد!! قالت أم علي: طلبت أوراقي الثبوتية فسلمتها إياها فرمتهم في وجهي رد أبو علي: قلة ذوق، بالتأكيد غارت منك قالت أم علي: هب أني أقف أمامها كمتهمة في قضية، أتحكم ضدي دون ذنب لغيرتها مني؟!؟! قال أبو علي: وارد جدا طبعا، لا يوجد أصعب من الغيرة.

كانت ثقة أبي علي في أم علي ليست فقط لكونها سيدة وأقدر على التعامل مع السيدات في محيط العمل ولكن لذكائها وحكمتها حال اتخذ الموقف منحى غير متوقع، مثلا أرسلت تلك المستشارة من يلمح بالتهديد لأم علي لنفوذها، فضحكت أم علي كما لم تضحك من قبل حيث تذكرت رباعية صلاح جاهين الخالدة: ولدي نصحتك لما صوتي اتنبح متخافش من جني ولا من شبح وإن هب فيك عفريت قتيل اسأله مدافعش ليه عن نفسه لما اندبح عجبي أي أن أم علي أوضحت للمرسال أن صاحبة النفوذ قُتل أبوها ولم تستطع الدفاع عنه، بل هي نفسها ربما تُقتل ولا تستطيع نفوذها حمايتها شخصيا، فلا رهبة لعائلاتها أو قداسة لشخصها في نفوس مستهدفيها، ومن قبل لوالدها الشهيد.

ومن هؤلاء أيضا هذه الناشطة النسوية التي لا تكف عن الإدعاء أو الكذب في الكثير من الأحيان للتفاخر مثل شخصية علي بك مظهر التي جسدها الفنان محمد صبحي، فتارة تدعي معرفتها الوثيقة بإحدى المسؤولات في الوقت الذي لم ترها في حياتها قط بل وكانت تسأل أم علي مرارا وتكرارا كيف تقابلها، وتارة تدعي انها الوحيدة التي تم اختيارها في سلسلة مسابقات دولية لتمثيل مصر على مدار سنوات، والحقيقة أن تلك المسابقات وهمية انسحبت منها جميع المتسابقات لإدراكهن لسوء نوايا المنظمين ولطول مدة السباق، بل ولطلب نقود من المتسابقات.

وما عزز ثقة أبو علي في أم علي أنه لم يصدق أن المسابقات وهمية ظنا منه أن أم علي تغار من تلك السيدة، إلى أن أعلنت تلك الناشطة بنفسها وهمية المسابقة بعد ثلاث سنوات من التسابق في الفراغ السرمدي والخيال الوردي.

أناقش في هذا المقال فصل جديد من علاقة الرجل بالمرأة وهو الثقة.

من الطبيعي والمنطقي أن حرم الله الإنسان من الكمال، وهو دائما ما يبحث في الأخر عمن يضيف إليه ويكمله، ويثق في حكمه ويعتمد عليه. وأحد أهم المشكلات في العلاقات حاليا بين الرجل والمرأة هو فقدان الثقة بينهما، إما لعدم كفاءة وأهلية أحد الأطراف مما يدفع الطرف الأخر للبحث عن مصدر اخر للثقة والاعتماد عليه، أو لخوف أحد الأطراف من خيانته أو استغلاله ماديا أو معنويا أو تخلي الشريك عنه وقت الحاجة. أزمة نقصان الثقة بين الزوجين عادة ما تسبب فجوة تتسع مع الوقت، مما يؤدي إلي حياة تشبه الجزر المنعزلة، وفي الوقت الذي من المفترض أن يكون الزوج أو الزوجة هو الملاذ للفضفضة والاطمئنان يصبح وجوده مثل عدمه وأحيانا عدمه أفضل.

الحل لمن يواجهون تلك المشكلة كالعادة يكون من البداية، بتنمية مساحة الثقة والاعتماد على الطرف الأخر وبشكل متبادل، فلا يلقي أحد الأطراف بالمسؤولية على الطرف الأخر كليا كأنه يعيش في الدنيا وحده، ولا يقحم نفسه في حياة الطرف الأخر عنوة طالما في غير حاجة للمساعدة. ومن أروع ما قيل في الثقة أنها أفضل من الحب فليس بإمكانك دائماً أن تثق بمن تحب ولكنك دائماً ستحب من تثق به.