جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 02:21 صـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أحمد سلام يكتب: مرارة الهزيمة.. وترقب محو العار

احمد سلام
احمد سلام

توقفت عند صورة يرجع توقيتها إلي عام 1969 إبان حرب الإستئزاف للرئيس الراحل جمال عبدالناصر يقف في موقع للجيش علي الضفة الغربية لشاطئ قناة السويس بالإسماعيلية ومن خلفه الفريق محمد فوزي وزير الحربية.

الرئيس جمال عبدالناصر يستخدم نظارة معظمة لرؤية الضفة الشرقية لقناة السويس حيث قوات الإحتلال الإسرائيلي لسيناء .

جال في خاطري أن أكتب إنطباعي عن الصورة وهنا يقينا أن العنوان هو" مرارة الهزيمة وترقب محو العار ".

الهزيمة إذا تعني العار والإنكسار وقد تولي الجيش المصري تصحيح الصورة القاتمة لتوابع ماجري في 5 يونيو 1967.

قراءة فصول قصة الأمس إنما للتأسي والإعتبار وهنا يختلف الأمر عند الحديث عن عبور الهزيمة وفرحة الإنتصار.

مصر التي تألمت من مرارة الهزيمة عاشت ست سنوات تظل مريرة وهنا جلد الذات وتأنيب الضمير  لأجدوي.

أخطاء نظام الحكم بمثل ماجري في يونيو 1967 لا تسامح ولاغفران لأن المحصلة هزيمة إقترنت بإحتلال سيناء وإنسحاب مهين لجيش لم يحارب.

مات الرئيس جمال عبدالناصر في 5 يونيو1967 وشيعته جنازته عقب ٱعلان نبأ صعود روحه إلي بارئها في28 سبتمبر 1970 وهنا إن كان الشعب قد سامح فالأمر نسبي لأن مصر لم تتفق عليه شأنه شأن أي حاكم سابق أو لاحق .

مصر التاريخ والحضارة قصة الأمس توهج رائع في زمن الفراعنة ووهن وضعف تارة وإنتصار إقترن بالفراعنة علي نحو جعل نصر أكتوبر المجيد هو أول فرحة المصريين منذ آلاف السنين.

تقديس الحاكم نهج آثم لأن الأشخاص إلي ممات مهما طال الأمد في الحكم أخذا في الإعتبار أن مفارقة السلطة تعني الموت بمثل ماجري مع الرئيس مبارك الذي فارق في 2011 وعاش ماتبقي من العمر في كمد حتي الممات وقد نال التكريم كقائد عسكري مع ضبابية الأمر فيما يتعلق برئيس سابق فارق في مشهد عنوانه لمن الملك اليوم.

مصر إذا هي الباقية والحاكم مرحلة تنتهي إلي مرحلة وهنا مات الملك عاش الملك عند تناول كل عهد .

السلطة المطلقة مفسدة مطلقة ذاك هو الشر المستطير وهنا لابد من الديمقراطية وتفعيل الدستور لوضع إطار يمرر تداول السلطة بعد أمد.

مات الرئيس عبد الناصر فجأة .

مات الرئيس السادات جراء إغتياله.

فارق الرئيس مبارك جراء ثورة.
الرئيس السابق والأسبق والأسبق مشهد رائع في الولايات المتحدة الأمريكية حيث سقف ال8 سنوات .

لو حوكم الرئيس جمال عبدالناصر بعد هزيمة 5 يونيو 1967 وتم عزله من منصبه لإستتب الأمر في مصر التي تجرع مرارة بقاء الحاكم في السلطة مادام القلب ينبض.

تلك شجون علي هامش صورة للرئيس الراحل جمال عبدالناصر علي الضفة الغربية لقناة السويس عام 1967 خلال سنوات الإنكسار ينظر إلى سيناء المحتلة بمنظار في توقيت تنتظر مصر فيه محو العار وهو ما إستلزم ست سنوات من الإنتظار.