جريدة الديار
الثلاثاء 16 أبريل 2024 11:41 مـ 7 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

توارث المهنة وعشق صناعة المجسمات الخشبية .. حكاية «عم ربيع» النجار الموهوب بالاسكندرية

المصري أثبت على مدار عصور طويلة أن الفن متأصل بداخله وان الأعمال اليدوية والمشغولات والمجسمات الخشبية وغيرها من الفنون صناعتها مرتبطة ارتباطاً وثيقا بجيناته منذ عهد الفراعنة و"عم ربيع " هو مثال حي لذلك.

فهذا الفن الذي ورثه عن اجداده أصبح مصدر رزقه وعمله ، ففي أحد الشوارع العتيقة بغرب الإسكندرية وبالتحديد منطقة الدخيلة ورشة صغيرة يمارس بها "ربيع " الرجل الخمسيني عمله الفني منذ ثلاثين عاما ،وحين تدخل إلي ورشته تظن نفسك داخل متحف صغير ملئ بالقطع الفنية .

ويقول الفنان «محمد عبد لله حسن ربيع» صاحب أشهر ورش صناعة المجسمات الخشبية بالاسكندرية لقد بدأت العمل في هذه المهنة منذ كان عمري ١٠ سنوات منذ كان عمري 10 سنوات حيث كان والدي يعمل فنان تشكيلي يصنع المجسمات الخشبية وقد اشتهر بمجسم حداثة دنشواي وكنت اقف بجانبه واتعلم منه إلي جانب البيئة التي نشأت بها ووكنت أراه وهو يعمل هذه المجسمات غير أن البيئة و ساعدتني علي تنمية موهبتي .

وفي أول احترافي للعمل الفني اتخذت العمل بمهنة النجارة هواية ثم تطور بي الحال إلى فن النحت على الخشب لأصنع مجسمات لأشكال يخوت وسفن، حيث انني كنت اهوى مشاهدتها في البحر وعلى أرصفة الميناء .

وتدربت على صنع نماذج مصغرة منها، وأصبحت الهواية عملًا احترافيًا ومهنة بجانب وظيفتي وبعدها بدأت في عمل المجسمات الخشبية منذ كان سني 20 عاما ، وبدء الأمر بصناعة مجسمات للمراكب الشراعية، ثم انتشرت بالاسواق مجسم خشبي لسفينة داخل زجاجة ، ووقتها حلمت أن اصنع مثلها وبالفعل استطعت ذلك وقمت بالتغيير فيها وصنعت مجسمات لسفينة تايتانيك وغيرها من المراكب والسفن المشهورة تاريخيا أو فنيا ، كذلك صناعة مجسمات خشبية للمركبات والمعدات الثقيلة والطائرات بأنواعها المختلفة.

واضاف «ربيع» أنني اقوم باستخدام انواع عديدة من الأخشاب وذلك على حسب شكل المجسم الذي انوي صناعته ، حيث حين اردت صناعة مجسم لسيارة ماركة BMW و تعمدت أن اشتري الخشب السويد الخاص بها لاظهار الاتقان في المجسم كما أن صناعة مجسم للسفينة يختلف اختلافا كبيرا من حيث الوقت والصناعة لمجسم آخر مثل ستاد الإسكندرية مثلا والذي لقى استحسان كل من شاهده.

وتابع «ربيع» حين بدأت صناعة المجسمات و المعالم الأثرية والتاريخية كان الموضوع بالنسبه لي صعب ولكن الذي شجعني في أن أصنع المجسمات الصغيرة انني كنت أستطيع صناعة المركبات ذات الحجم الكبير فقلت في قراره نفسي « إن كنت استطعت صناعة مركب بحجم كبير ،فاستطيع بالطبع صناعة مجسم صغير من نفس الشكل وبالفعل تم ذلك ونجحت به».

واضاف أن بعض المجسمات استغرق في صناعتها يومين من العمل المستمر، لانها تمر بعدة مراحل وهي التقطيع، والنحت، والتركيب والصنفرة، والورنيش أو اللاكيه لليخوت، بجانب تركيب الشراع والذي يوجد منه أنواع عديدة مثل القماش، والبلاستيك وغيرها.

ويقول «ربيع» أني أرى أن العمل اليدوي أفضل بكثير من استخدام الماكينات الكهربائية ومن خلال خبرتي رأيت أن أغلب الناس يفضلون العمل اليدوي ويعتبر "ربيع " مثالا حي للإنسان الموهوب الذي عرف كيف يكون موهبته ويبتكر ويبدع .