جريدة الديار
الخميس 28 مارس 2024 04:26 مـ 18 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

رانيا فوزي تكشف لـ”الديار”مزاعم صفحات إسرائيل حول نصر أكتوبر

رانيا فوزى
رانيا فوزى

أكدت الدكتورة رانيا فوزي، الباحثة في الشئون الإسرائيلية والمتخصصة في تحليل الخطاب الإعلامي الإسرائيلي، في تصريح خاص لموقع جريدة الديار، أن هناك تساؤلات عديدة تدور في أذهان الأجيال الشابة التي لم تعاصر حرب أكتوبر بعد محاولات مستميتة من قبل الصفحات الرسمية الإسرائيلية على شبكات التواصل الاجتماعي وبالأخص صفحة افيخاي أدرعي للتشكيك في الانتصار العظيم  وترسيخ أكذوبة "الانتصار الإسرائيلي في حرب أكتوبر المجيدة"، وبشكل علمي رصين بعيدا عن الهوى وذلك لتوعية الأجيال الشابة بكيفية توظيف الدبلوماسية الرقمية للاستمالات العقلانية في الانتصار في معركة الوعي، علينا أن نوضح لأجيال الشباب أولاً كيف انتصر السادات في معركة الوعي؟.

ففي مقولة شهيرة لأحد أشهر حاخامات إسرائيل تطرفًا وهو يوئيل بن نون تفسر لنا لماذا تسعى الدبلوماسية العامة بكل ما أوتيت من قوة بإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد مساعدة القيادات الإسرائيلية في تحقيق انتصار جديد لمصر في معركة الوعي خلافًا للانتصار في المعركة الحربية أمام الزعيم الراحل أنور السادات.

وهنا نستشهد بتفسير الحاخام بن يانون أحد أشد الحاخامات تطرفًا في إسرائيل  بالقول "يعتمد ما لا يقل عن خمسين بالمئة من نتائج الحرب على معركة الوعي" هكذا نفند علميًا أسباب ما يروجه خطاب الدبلوماسية العامة الإسرائيلية.

وأضافت الدكتورة رانيا فوزي، أن الحاخام بن نون يقول "لقد أعلن أنور السادات في القاهرة انتصار مصر في حرب "أكتوبر"، وقد سأله صحفيون كيف يعلن النصر والجيش الإسرائيلي يجلس على طريق السويس-القاهرة عند الكيلومتر 101؟ كان رد الزعيم البطل صادمًا حتى يومنا بالنسبة للحاخام بن يانون حيث قال السادات "إذهبوا وأسألوا تل أبيب، حيث يقولون إن مصر انتصرت".

وهنا كان السادات محقا فأول من اعترف بالانتصار المصري والهزيمة الإسرائيلية كانت إسرائيل وقياداتها عن حق وليس تملقًا، أولا الفشل الاستخباراتي الذريع، نجاح الجيش المصري في عبور قناة السويس والاستحواذ على الضفة الشرقية وتدمير خط بارليف المنيع ووقتها شعرت إسرائيل أنها ستزول لتطلب النجدة من الولايات المتحدة وهنا تحولت المعركة الحربية بين قوة مصرية حطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر بأقل القليل من الإمكانيات مقابل جيش مسلح بأحدث المعدات والأسلحة وهو ما دفعه إلى معركة حربية بين مصر وأكبر قوى عظمى "الولايات المتحدة".

وأشارت د.رانيا فوزي، إن هذا هو ما يفسر أن افيخاي أدرعي دوما يركز على مقولة لقد انقلبت الأمور رأسًا على عقب ويدلل هنا بأن الجيش الإسرائيلي يجلس على طريق السويس-القاهرة عند الكيلومتر 101 وهنا نتدخل بالتفسير العلمي بالرجوع بأهداف مصر من القيام بالحرب أولا استرجاع العزة والكرامة وكسر الغطرسة الإسرائيلية لتفكر ألف مرة قبل الإقدام مرة ثانية على إعادة احتلال سيناء تحقيق السلام والمضي في مشروع التنمية وإعادة الاقتصاد المصري لرعونته لقناعة السادات قبل إتخاذ قرار الحرب بنظرة واقعية في تفكيره بأن إسرائيل واقع لا يمكن تغيره، لم تكن تهدف مصر من الحرب محو إسرائيل وهو ما يفسر ردود صفحات إسرائيل بالعربية على القراء وردودهم المتعلقة بأن المصريين لم ينجحوا في محو إسرائيل في الحرب.

وهنا تكمن فكر إسرائيل في التمسك بمسألة ترسيخ الانتصار في الحرب علاوة على توظيف احصائيات عدد الشهداء من جنود القوات المسلحة البواسل باعتبارها حجة إقناعيه للتدليل على الانتصار في حين أنه في المقابل عدد القتلى الإسرائيليين الذين سقطوا في حرب أكتوبر وحرب الاستنزاف لم يحدث منذ الحرب وحتى يومنا هذا رغم ما خاضته إسرائيل من حروب يبقى عدد القتلى الإسرائيليين في حرب أكتوبر هو الأكثر عددا حتى يومنا هذا.. وقد شهد شاهدا من أهلها.

وأكدت د.رانيا فوزي، إنه وبعد عقود من رد السادات على أكاذيب إسرائيل فقد شهد شاهد من أهلها وهو الأديب الراحل عاموس عوز، حيث أكد على ما قاله السادات أثناء مؤتمر "الجيش والمجتمع الإسرائيلي" منذ سنوات ليحسم الجدل ويرد على أكاذيب افيخاي وصفحات الدبلوماسية العامة الإسرائيلية بالقول نصًا "أريد أن أذكر أنه منذ حرب الأيام الستة لم ننتصر في حرب واحدة. في الحرب من يحقق أهدافه ينتصر. في حرب يوم الغفران حقق السادات هدفه، لم ننتصر ولم نتمكن من الانتصار، نحن لم يكن هناك هدف يمكن تحقيقه بالقوة. لهذا السبب لم ننتصر، ليس لأن القادة الكبار ليسوا جيدين، ولكن لأنه لا يمكن تحقيق أي من أهداف دولة إسرائيل والمشروع الصهيوني بالقوة".