جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 04:07 مـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

حسناء الحسن تكتب .. أم علي وأبوه أولاد الأصول

حسناء الحسن
حسناء الحسن

كان القاسم المشترك بين أم علي وأبي علي هو تشابه أصولهما، الأمر الذي أورثهما رؤية متطابقة على طول الخط في كل الأمور تقريبا حتى بدون اتفاق أو مناقشة وأحيانا بمجرد النظر أو التخاطر، ففي الوقت الذي ترجع فيه أصول أبي علي للأمير جمال الدين الأستادار الذي أورث عائلته النشأة في حي الجمالية العريق بمنطقة الأزهر، ترجع أصول أم علي لعائلتين أزهريتين عريقتين أورثاها التعليم والنشأة في أقصى صعيد مصر.

وعرفت عنه أم علي الالتزام بالأصول ليس فقط من خلال لزمته الدائمة "ميصحش كدة" لكن أيضا من بعض المحادثات مثل سؤالها عن الأميرة الراحلة ديانا أميرة القلوب قائلا: تعرفي إن الأميرة ديانا ذبحت نفسها؟

فقالت أم علي مستفهمة: ذبحت نفسها؟ فقال أبو علي موضحا: شخصية ثائرة، وعلى الرغم من أن قوة الشخصية مطلوبة إلا أن تحدي ولي عهد انجلترا كان ضربا من الجنون،

قالت أم علي: فعلا لم تحسبها بشكل عقلاني حين أصرت ليس فقط على الطلاق الذي غالبا سيحرم ولي العهد من التتويج كملك خلفا لوالدته الملكة إليزابيث، لكنها أيضا اشترطت احتفاظها بألقابها ومجوهراتها الملكية والأعقد احتفاظها بحضانة أبنائها الأمراء وليام وهاري، وهي بذلك فعلا ذبحت نفسها لأن تحدي الزوجة للحماة قطعا سيخسرها المعركة فما بالك إذا كانت الحماة هي ملكة بريطانيا، ففي صراعات القصور كان عليها إدراك أن عدم الذكاء في الغالب سيكلفها حياتها.

فقال أبو علي: وبالفعل دفعت الثمن. فأردفت أم علي: على العكس من الأميرة سارة زوجة أخيه التي انفصلت بهدوء ربما بسبب توازنها الانفعالي لكونها من بنات برج الميزان على العكس من الأميرة ديانا التي تحمل عناد وتهور برج العذراء.

فأضاف أبو علي: بل ربما تعلمت الدرس. أناقش معكم اليوم في هذا المقال جانب أخر من أحجية علاقة الرجل والمرأة صعبة الفهم، وهذا الجانب هو الأهل. ففي كل المشكلات بين المنفصلين مؤخرا يطل علينا وجه الخلاف بين الزوجة وأهل الزوج، وعلى الرغم من أن هذا أمر معتاد وواجب الحدوث على مر العصور إلا أن غير المعتاد هو إما تهور الزوجة وعدم حكمتها في التعامل مع المواقف الأسرية اليومية التي تصبح مشاكل غير قابلة للحل، أو عناد الزوج وعدم قدرته على تطويع الأمور بما يرضي الزوجة والأهل ويحافظ على التفاهم بينهما، أو كليهما.

دائما ما يكون الحل من البداية وليس في النهاية، كيف ذلك؟ الحل من البداية هو الاتفاق بين الزوج والزوجة على المرجعية التي سيرجعون إليها في الخلافات مع الأهل، فبعض الأزواج يحتكمون للشرع، وغيرهم يحتكم للغرب، وهناك من يحتكم لذكورية المجتمع التي تفرض على الزوجة الانصياع الكامل لأي من قرارات الزوج دون مناقشة، وهكذا.

أما في حالة أم علي فنظرا لتشابه الأصول والنشأة بينها وبين أبي علي نتجت مرجعية الزوجين وهي الأصول. فكانت أم علي كلما أرادت موافقة أبي علي على أمر لا يقبله أو يوجد خلاف في نقاش ما بينهما ترجعه للأصول، الأمر الذي يحسم الجدل فورا لمعرفتها أن بوصلته الداخلية مضبوطة تجاه الأصول.

وعليه مثلا تقبل أم علي ما يحدده أبو علي من وقته لها دون مطالبة بالتساوي مع زوجته الأولى لأن هذه هي الأصول، وبالمقابل يقبل أبو علي دائما أي طلب لأم علي ويدللها حتى لو على حساب الأخرين على طريقة من يقول لزوجته يا هانم يقابلها الناس على السلالم ومن يقول لزوجته يا عورة يلعب بها الناس الكرة، وذلك لأنهما أولاد أصول.