جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 04:05 صـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

نرصد إمكانية إندلاع قتال شيعي: شيعي مسلح في العراق بعد الاعتراضات على نتائج الإنتخابات البرلمانية الأخيرة

الإنتخابات البرلمانية العراقية
الإنتخابات البرلمانية العراقية

ما إن انتهت الانتخابات العراقية حتى دخلت البلاد في مرحلة جديدة من الصراع السياسي والرفض الشعبي لما أفرزته تلك العملية من نتائج.

ويشهد المشهد،المحتدم في البلاد تغيرات كبيرة علاوة على مشاكل كثيرة قد تواجهها الكتلة الصدرية في تشكيل الحكومة القادمة الأمر الذي قد يدخل البلاد في فراغ سياسي وصراعات حزبية جديدة.

وجاء تحذير رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، الثلاثاء الماضي، من مغبة الخروج عن القانون للاعتراض على النتائج الأولية للانتخابات النيابية المبكرة التي جرت، الأحد، الماضي قد يفسر حجم المخاوف الشعبية والسياسية في البلاد من اندلاع اقتتال شيعي- شيعي مسلح.

تلك المخاوف ربما عززها فوز التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بالمركز الأول فيالانتخابات بأكثر من 70 مقعدا. ورفض تحالف الفتح  النتائج المعلنة من مفوضية الانتخابات العراقية والتي أظهرت خسارته بحصوله على 19 مقعدا فقط  بعد أن تحصل على 47 مقعدا في الانتخابات السابقة عام 2018.

وستحدث العديد من الأزمات والاختلافات السياسية بين الأحزاب التي شاركت في الانتخابات، ونرى الآن الأصوات التي تتعالى. في رفض نتائج الانتخابات والتهديد باستخدام جميع الوسائل ومنها المواجهة المسلحة مما يعرض البلاد إلى حالة من التأزم والانفلات الأمني.

ويستبعد مراقبون إمكانية اندلاع صراع شيعي- شيعي مسلح في العراق على خلفية نتائج الانتخابات، مؤكدا وجود موانع داخلية وخارجية تمنع اندلاعه.

و لكن لا أتصور أنها ستتحول إلى حقيقة خصوصا في ظل وجود ثلاثة موانع.

الأول ويتمثل في الأطراف ذاتها فهي تلوح بسياسة حافة الهاوية فيما تدرك جيدا أنها إذا ما ذهبت إلى خيار السلاح فبالتالي سيكون نهاية لوجودها في العراق.

والمانع الثاني يتمثل في أن إيران لن تسمح لحلفائها من الفصائل المسلحة أن تخوض حربا شيعية  شيعية لأن في ذلك نهاية لنفوذها. وبالتالي ستخسر بشكل نهائي الداخل العراقي والشيعة بشكل عام كمكون الثالث هو وجود المرجع الديني الشيعي.المانع الثالث  علي السيستاني و أن ما يجري هو جزء من سياسية حافة الهاوية بأن تذهب الأطراف إلى التصعيد ولكن في النهاية ستلجأ إلى التهدئة.

و أن ما يحصل هو نوع من الضغط المدروس في داخل العراق وخارجه للتقليل من مكاسب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر انتخابيا. ومحاولة إيرانية لإعادته إلى البيت الشيعي الذي يضم القوى الشيعية السياسية في البلاد.

 سياسة ضغوط قصوى تسمى في العلوم السياسية سياسة حافة الهاوية، وهي أيضا محاولة لحصول هذه الأطراف على مساحة في السلطة التنفيذية. حتى رغم خسارتها في الانتخابات ما يعني أن تستمر حالة التوافق ولذلك هذه الضغوط تسير في هذا الاتجاه.

الجميع يبحث عن الحصانة، حصانة البرلمان أولا، والحصانة السياسية ثانيا خصوصا وأن تآكل تواجدهم الرسمي على مستوى الانتخابات بما لا يقبل الشك سيقلل من الحصانة السياسية، وبالتالي إمكانية أن يكونوا الحلقة الأضعف أمر وارد وعملية المساءلة والمطالبة بإخضاعهم لقانون إذا ما كانت هناك تجاوزات أو اتهامات ستكون حاضرة ولذلك هم يتشبثون بقضية الاستمرار في المشهد السياسي والحصول على الحصانة السياسية والبرلمانية

كل هذه الأمور الآن على طاولة الصدر، حيث أنه وعد بعملية الإصلاح وعليه تنفيذها لأنه الآن لديه أغلبية في البرلمان تتيح له هذا التحرك والكرة الآن في ملعبه لترجمة تلك الشعارات إلى أفعال،أو الرضوخ للتحالفات الأخرى على غرار الطريقة السابقة، هذا ما ستحكم عليه الأيام القادمة. 

هناك قوى في الداخل أو الخارج العراقي، تدفع باتجاه المواجهة الشيعية- الشيعية في العراق، ولكن بالتأكيد ليست إيران. فإيران في هذا التوقيت تعتبر العراق السلة الغذائية لها وأكثر مستوى تبادل تجاري هو بين العراق وإيران. إيران لديها مشكلة اقتصادية ويهمها أن لا تفتح جبهة العراق وأن يحصل استقرار في العراق، ولكن بعد مرور شهر قد تتغير الاستراتيجية الإيرانية.