جريدة الديار
الأربعاء 24 أبريل 2024 04:05 صـ 15 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أكتوبر شهر العزة والكرامة

عرفت من خصوصيات شهر أكتوبر، أنه شهر الانتصارات المجيدة العظيمة بفعلها وآثارها.. شهر استعادة الهيبة وفخر وكرامة المصري.. فيه تتجلى قيمة التفوق والعبقرية المصرية التي أرادت الحياة، فكسرت القيود، وانجلى ليل الهزيمة الأسود، بانتصارات انحنى لها العالم وقدرها.. شهر الإيمان بالقضية ، والإرادة الوطنية، والحق ، كل ذلك كان دافعًا لعبور الانكسار، وقفزاً للانتصار.

عبقرية مصر أن شعبها وجيشها كيان واحد غير قابل للانفصال، فلم يحدث في أي عصر أن كان الجيش في واد، والشعب في واد آخر.. أو بعبارة أدق لم تكن هناك مصالح وطنية متعارضة، فالجيش والشعب في رباط مستمر فأبناء الجيش من الشعب، والشعب داعما لأبنائه.. ارتباطهما ببعضهم البعض ارتباط بإيمان الحفاظ على حدود الوطن وهويته، وأمنه واستقراره. فبقت مصر متفردة في هذه العلاقة دون الدول الأخرى فالتاريخ ينصفها دائما، بأنها أول دولة شكلت وأوجدت الجيوش النظامية على وجه الأرض، ومن هذه الثوابت يأتي التحرك للمستقبل باستمرار لتبقى مصرة خالدة بين الامم بسواعد أبنائها.

الحديث عن ذكر انتصار السادس من أكتوبر، حديث ذو شجون، وقصصه وحكاياته تبقى ممتعة وطازجة، على الرغم من مرور 48 عاما على النصر المبين، ولهذا يبقى سماع الأجيال لانتصارات أجدادها واباءها فخرا لهم مع كل عام وكل حديث يذكر فيه نصر أكتوبر المجيد. 

ذكر حرب أكتوبر لابد معها أن يذكر اسم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الزعيم الذي لملم شتات وانكسارات الهزيمة خلال 6 سنوات وحولها لنصر ارتفعت معه هامة كل مصري وعربي.. الزعيم الذي خلده التاريخ وسيبقى، بأنه ألحق أول هزيمة بالعدو وأنزله من عليائه، وكسر غروره وعنجهيته، ولولا تدخل أمريكا ودخولها الحرب بشكل مباشر لكان لهذه الحرب شأن آخر، فالسادات دخل الحرب واثقا من النصر لإيمانه بقضيته وقضية أمة.

السادات لم يكن رجلا عاديا ومعه أبناء القوات المسلحة والمخابرات المصرية، فخطة الخداع الاستراتيجي التي سبقت الحرب كانت هي مفتاح النصر، والتي أدارها السادات بحكمة واقتدار واستخدم فيها طرقا واساليب عدة، منها ما تم الكشف عنه، والكثير منها لم يتم الكشف عنه.. خطة أفقدت العدو توازنه واتجاه بوصلته وأبكت جولدا مائير ودفعت موشى ديان للإعتراف بالهزيمة وأنهم كانوا يعيشون وهم القوة الزائفة، ليفاجأ هذا العدو بزلزال مدمر لخط بارليف وعبور قواتنا المسلحة الباسلة قناة السويس، في دقائق معدودة، ليمسي العالم كله في ذهول، من هول المفاجآة وعظمة وقدرة مصر على استرداد حقوقها بسواعد أبنائها، وجدارة وفكر قادتها لتبقى المفاجأة في عنصر مفاجأة الحرب وسرعة القرار.

رحم الله الزعيم السادات وكل شهدائنا الذين ارتوت أرض مصر بدمائهم الذكية.