جريدة الديار
الخميس 28 مارس 2024 02:13 مـ 18 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
الأرصاد تزف بشرى للمواطنين: تراجع الحرارة وأمطار متوسطة ليلًا سرايا القدس تقصف جنود الاحتلال في محيط مجمع الشفاء متاحة قبل السفر بـ24 ساعة.. موعد حجز قطارات عيد الفطر الخارجية الفلسطينية تحذر من عدم تنفيذ إسرائيل لقرار مجلس الأمن بشأن غزة شوبير يكشف مفاجأة مدوية عن إمام عاشور ومباراة نهائي كأس عاصمة مصر هل صلاة التراويح تغنى عن التهجد في العشر الأواخر؟ تحذيرات عاجلة لطلاب الصفين الأول والثاني الثانوي بشأن امتحانات الترم الثاني 2024 مجاعة وشيكة في غزة ومنع قوافل الأونروا من دخول شمال القطاع التنمية المحلية تتابع تحسين مستوي الخدمات وتنفيذ مشروعات خدمية وتنموية بالمحافظات .. ”الدقهلية” ضبط ٨٨٦ كجم لحوم وكبده ودواجن مخالفة وغير صالحة بحملات تفتيشية بمراكز محافظة الشرقية رئيس جامعة القاهرة يصدر قرارًا بترقية 75 عضو هيئة تدريس في 18 كلية التنمية المحلية تتابع تنفيذ ”مشروعك” وتوفير رؤوس الأموال وفرص عمل للشباب بالمحافظات .. ”اسيوط”

حسن الخلق مع الزوجة

أيُّها الزوج ..

لا تُقصِّر في حق زوجتك من مشاعر واهتمام ورعاية وعناية ونفقة وتوجيه ونصح ، فتضطرها إلي طلب ذلك عند غيرك - للأسف - فتكون الطامّة الكبري ..

احرص علي أن تراك زوجتك أجمل وأرق وأحن رجل في الدنيا ...

إن الشريعة أوجبت على الزوج أن يوفر لامرأته المطالب المادية من النفقة والكسوة والمسكن والعلاج ونحوها، بحسب حاله وحالها، أو كما قال القرآن ” بالمعروف “.

ولكنها لم تغفل أبدًا الحاجات النفسية التي لا يكون الإنسان إنسانًا إلا بها .

 كما قال الشاعر قديمًا:

فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان 

بل إن القرآن الكريم يذكر الزواج باعتباره آية من آيات الله في الكون ونعمة من نعمه تعالى على عباده . فيقول: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) . 

فتجد الآية الكريمة تجعل أهداف الحياة الزوجية أو مقوماتها هي السكون النفسي والمودة والرحمة بين الزوجين، فهي كلها مقومات نفسية، لا مادية ولا معنى للحياة الزوجية إذا تجردت من هذه المعاني وأصبحت مجرد أجسام متقاربة، وأرواح متباعدة.

ومن هنا يخطئ كثير من الأزواج – الطيبين في أنفسهم – حين يظنون أن كل ما عليهم لأزواجهم نفقة وكسوة ومبيت، ولا شيء وراء ذلك .

 ناسين أن المرأة كما تحتاج إلى الطعام والشراب واللباس وغيرها من مطالب الحياة المادية، تحتاج مثلها – بل أكثر منها – إلى الكلمة الطيبة، والبسمة المشرقة، واللمسة الحانية، والقبلة المؤنسة، والمعاملة الودودة، والمداعبة اللطيفة، التي تطيب بها النفس، ويذهب بها الهم، وتسعد بها الحياة.

وقد ذكر الإمام الغزالي في حقوق الزوجية وآداب المعاشرة جملة منها لا تستقيم حياة الأسرة بدونها ، ومن هذه الآداب التي جاء بها القرآن والسنة : 

حسن الخلق مع الزوجة، واحتمال الأذى منها . قال الله تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) 

البقرة : 19 

وقال في تعظيم حقهن: 

(وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا) 

النساء : 21 

وقال: (وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ ) 

النساء :36 

قيل: هي المرأة.

قال الغزالي : 

واعلم أنه ليس حسن الخلق معها كف الأذى عنها، بل احتمال الأذى منها، والحلم عند طيشها وغضبها اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كانت أزواجه يراجعنه الكلام، وتهجره الواحدة منهن يومًا إلى الليل.

وكان يقول لعائشة : 

” إني لأعرف غضبك من رضاك ! قالت: وكيف تعرفه ؟

 قال: إذا رضيت قلت: لا، وإله محمد، وإذا غضبت قلت: لا وإله إبراهيم. قالت: صدقت، إنما أهجر اسمك ! “.

ومن هذه الآداب التي ذكرها الغزالي :

 أن يزيد على احتمال الأذى منها، بالمداعبة والمزح والملاعبة، فهي التي تطيب قلوب النساء .

 وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمزح معهن، وينزل إلى درجات عقولهن في الأعمال والأخلاق ، حتى روى أنه كان يسابق عائشة في العدو.

وكان عمر رضي الله عنه – مع خشونته يقول: 

ينبغي أن يكون الرجل في أهله مثل الصبي، فإذا التمسوا ما عنده وجدوا رجلاً.