جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 07:22 مـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أحمد سلام يكتب: مابعد «أيلول الأسود !»

أحمد سلام
أحمد سلام

بعد واحد وخمسين عاما مماجري في عمان بالأردن الشقيق يظل تعبير أيلول الأسود ترجمة لواقع مرير حالك وهنا الرمز يمرر زفرات ألم عن حال الوطن العربي من المحيط إلي الخليج وقد لخص العبقري نزار قباني الأمر في قصيدة معبرة قبل وفاته هي قصيدة متي يعلنون وفاة العرب؟!.

أكتب مقالي عما جري بعد أحداث أيلول الأسود في سبتمبر1970 وقد إنتهي الأمر إلي غضبة عربية أسفرت عن قمة طارئة في القاهرة من تداعياتها  خروج ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية المحاصر في عمان متنكرا رفقة الأمير سعد العبدالله الصباح وجعفر نميري ليحضر القمة العربية المنعقدة في القاهرة التي إنتهت إلي إحتواء الأزمة في مشهد هو الأخير تقريبا لتجمع عربي مشرف!.

 
انتهت الأزمة وانتهت القمة ورحل الرئيس جمال عبد الناصر28 سبتمبر1970 بعدما ودع امير الكويت في مطار القاهرة في مشهد حزين من مشاهد أيلول الأسود!.

عرفات الثائر كلاما نجا من مذابح عمان وانتهي به المطاف بعد سنوات محاصرا في مبني المقاطعة في رام الله ليموت مسموما بيد إسرائيل بعدما قدم لها ما أرادت في إتفاقيات أوسلو وقد تخلي عن الكفاح المسلح وقد أضحي رئيسا للسلطة الفلسطينية دون أن يكون له حتي حق التنقل فقد كان يتنقل بتصريح من إسرائيل في ظل يقين مفاده أن فلسطين محتلة !.

رحل  الزعيم الخالد جمال عبد الناصر وتفرقت بالعرب السبل ولاتسل اليوم عن عرب !.

فلسطين علي باب الرجاء .سلطة ورقية وكيانات ممزقة التناحر فيما بينها وكل ذلك يصب في مصلحة إسرائيل التي تزداد قوة يوما بعد يوم .

في ذكري أحداث أيلول الأسود سبتمبر 1970يوم أن لجأ الملك حسين الي القوة مع الفلسطينيين في الأردن وقتها كان ياسر عرفات وقواته في عمان والقتال بين عرب رغم أن المفترض أن تصوب القذائف صوب إسرائيل !.

مابعد أيلول الأسود أيام حالكة السواد وقد إنتهي أمر العرب ليحل الوهن ولاتسل عن وطن كان يؤمل أن يكون الوطن العربي الكبير في عالم بلا ضمير لاصوت يعلو فيه علي صوت الاعلي صوتا من منطلق أن الاقوي دوما يفرض سطوته علي الضعفاء.

أيلول أسود لم يزل .. الوطن العربي علي باب الرجاء.!

أمجاد ياعرب أمجاد .