جريدة الديار
السبت 27 أبريل 2024 08:11 صـ 18 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

بالصور .. مكتبة الإسكندرية تحتفل بذكرى نقل معبد أبو سمبل

تحتفل مكتبة الإسكندرية و" اليونيسكو " بالذكري ال 53 على نقل معبد أبو سمبل والذي شيده قدماء المصريين قبل أكثر من 3000 عام ، علي جبلفي أبو سمبل وأقام المصريون بسواعدهم معبدين كرسا للملك المصري رمسيس الثاني، والذي يعد من أعظم ملوك مصر في التاريخ المصري القديم،وزوجته الملكة نفرتاري وذلك بعد انتصاره في معركة قادش.

و بعد عدة سنوات قصيرة من ثورة يوليو 1952، بدأت مصر في الاستعداد لبناء السد العالي بالقرب من أسوان، وذلك للحد من أخطار الفيضاناتالسنوية المفاجئة و لتزويد الكهرباء وتبين حينها أن معبد أبو سبل وفق مشروع السد سيكون عرضة لأن تغمره المياه مما تطلب نقله من مكانهولذلك أخدت مصر في ذلك الوقت علي عاتقها مهمة نقل معبد أبو سمبل بالتعاون مع اليونيسكو وأكثر من 50 دولة في عام 1959، وبدأت أكبرعملية هندسية وأثرية متعددة الجنسيات لانقاد معبد أبو سمبل وتطلبت الخطة أن ينقل المعبد الضخم بتماثيله هائلة الحجم إلى مسافة 65 مترابعيدا عن النهر، وإلى أكثر من 120 مترا إلى الجانب، وأن يعاد تركيبه على تلة صناعية.

وبدأ العمل في هذا المشروع الخيالي في عام 1964، واستخدمت في هذه العملية الفنية والهندسية مجموعة متنوعة من الأدوات تراوحت بينالمناشير اليدوية تحديدا للحفاظ على شكل وعملية نقل الكتل الحجرية الضخمة التي وصل عددها إلي 807 قطعة للمعبد الكبير 235 قطعة لمعبدنفرتاري إلى الرافعات العملاقة والجرافات ،وقام الخبراء بتقطيع تماثيل المعبد الضخمة إلى كتل تراوح وزنها ما بين 20 إلى 30 طنا، ونقلت إلىالموقع الجديد بعد ترقيمها وجرت عملية إعادة تجميعها وتركيبها، بدقة متناهية، بتفاوض ضئيل قدره +- 5 مم.

وتوجت عملية نقل معبد أبو سمبل الفريدة بالمحافظة على الاتجاه الأصلي وفق ما كان عليه المعبد في الموقع الأصلي والذي أبقي علي عمليةتعامد أشعة الشمس في "قدس الأقداس" بمعبد أبو سمبل على وجه رمسيس الثاني حيث تتسلل أشعة الشمس داخل المعبد، وصولا لقدسالأقداس والذى يبعد عن المدخل بنحو ستين مترًا، ويتكون من منصة تضم تمثال الملك رمسيس الثاني جالسا وبجواره تمثال الإله رع حور أخته،والإله آمون، وتمثال رابع للإله بتاح، والجدير بالذكر أن الشمس لا تتعامد على وجه تمثال "بتاح"، الذى كان يعتبره القدماء إله الظلام فيما أنجزتعملية النقل في عام 1968 وكلفت 40 مليون دولار ،وإستمرالعمل بهذا الشأن حتى عام 1980، حيث جرى نقل 22 نصبا ومجمعا بمساعدة 40 بعثةفنية من مختلف قارات العالم ومنذ ذلك التاريخ، تسير مياه النيل، واهبة الحياة لمصر، وادعة تنشر الخضرة والنماء على الضفاف، ويطل إبن مصرالبار وزوجته نفرتاري في مظهر مهيب، يشهد من ضفة النهر الخالد على عظمة الحضارة المصرية، وقدرة المصري على صنع المعجزات.