جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 02:11 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الذكرى الـ ٥٤ لنهاية المهمة .. نقل ”معبد أبو سمبل”

اليوم 22 سبتمبر يوافق الذكرى الـ54 للانتهاء من نقل المعبد في عام 1968م، وهي العملية المذهلة التي تابعها العالم لمدة 3 سنوات في نهايةالستينات من القرن الماضي.

البداية كان دخول مشروع بناء السد العالي، وقد كانت المياه ستغمر النوبة بما فيها من آثار، وقتها خاض الدكتور ثروت عكاشة، وزير الثقافة ذلكالوقت، معركة وطنية عظيمة، عندما أطلق دعوة دولية لإنقاذ آثار النوبة، وهي الدعوة التي تبنتها منظمة اليونيسكو.

كان المكسب الذي تحقق لمصر، هو إنقاذ معبد رمسيس الثاني في "أبو سمبل"، بعد أن تم نقله إلى أعلى الجبل بعيداً عن فيضان المياه، وكانتقطيع المعبد الكبير إلى أجزاء ترفعها الرافعات العملاقة، وتحملها الجرارات الضخمة إلى الموقع الجديد، معجزة هندسية ومعمارية غير مسبوقة.

ونقلت للعالم كله أجواء زمن رمسيس الثاني، وكيف كانت الحياة هناك في ذلك الوقت، من خلال ما يقرب من 50 لوحة صغيرة، و30 لوحة أخرىيزيد طولها على 4 أمتار، نفذها بيكار بألوان الجواش.

ربما يظن الكثيرون، أن إنقاذ معبد أبو سمبل من الغرق قبل نصف قرن، كانت مهمة استفادت منها مصر وحضارتها فقط، ولكن الواقع يقول، إنالكثير من آثار العالم المهددة، ربما كانت لن يكتب لها البقاء، لولا إنقاذ معبد أبو سمبل، حيث إن تشكيل ما كان يُعرف ببعثة النوبة، تحت إشرافاليونيسكو، تزامنا مع قيام مصر ببناء السد العالي، قد لعب دورًا كبيرًا في تأسيس أحد أهم الأنشطة الحالية لمنظمة اليونسكو، حيث إن مهمةالمنظمة الأممية الكبيرة في جنوب مصر لإنقاذ ذلك الأثر العتيق، أثمرت لاحقا عن تأسيس قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، التي باتت تضم الآن مايزيد عن الألف موقع ثقافيا وطبيعي حول العالم، وتهدف تلك القائمة للحفاظ على تلك المواقع والتعريف بأهميتها.

"أبو سمبل" لم يكن معبدا عاديا من معابد مصر القديمة، بدأ بناء ذلك المجمع حوالي 1244 قبل الميلاد واستمر البناء لمدة 21 عاما تقريباً، حتى1223 قبل الميلاد، عرف المعبد قديما باسم "معبد رمسيس "المحبوب من قبل آمون"، وكان معبد أبوسمبل من المعابد المنحوتة من الجبال في عهدرمسيس الثانى كنصب دائم له وللملكة نفرتارى، للاحتفال بذكرى انتصاره في معركة قادش.

بلغت تكلفة إنقاذ معبدي أبوسمبل 36 مليون دولار أمريكى، واستمرت خلال الفترة من عام 1964 وحتى عام 1968، حيث تم تقطيع موقع المعبد كلهإلى كتل كبيرة تصل إلى 30 طناً وفى المتوسط 20 طناً، وتم تفكيكها وأعيد تركيبها فى موقع جديد على ارتفاع 65 متراً و200 متر أعلى من مستوىالنهر.