جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 08:01 صـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

رحيل طنطاوي..وشهادة للتاريخ من السيسي

وزير الدفاع محمد حسين طنطاوي
وزير الدفاع محمد حسين طنطاوي

أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، حالة الحداد الوطني، على وفاة وزير الدفاع اﻷسبق، محمد حسين طنطاوي، 85 عامًا، صباح اليوم، والذي نعاه السيسي على صفحته الرسمية بفيسبوك قائلًا: «فقدتُ اليوم أبًا ومعلمًا وإنسانًا غيورًا على وطنه، كثيرًا ما تعلمت منه القدوة والتفاني في خدمة الوطن».

وخلال افتتاحه عدد من المشروعات في جنوب سيناء، أعلن السيسي إطلاق اسم طنطاوي على قاعدة الهايكستب العسكرية، تكريمًا له، وذلك ضمن كلمة تضمنت «شهادة للتاريخ» من الرئيس عن الوزير الراحل، وإدارته للبلاد خلال الفترة من 2011 وحتى 2012، حين كان على رأس المجلس اﻷعلى للقوات المسلحة الذي تولى الحكم بعدما أجبرت ثورة 25 يناير الرئيس اﻷسبق حسني مبارك على التنحي.

في شهادته قال السيسي إن طنطاوي قاد تلك المرحلة بإخلاص وتفانٍ وحكمة شديدة أدت لعبور الدولة تلك المرحلة بأقل قدر من اﻷضرار، رغم التهديد بالانهيار والحرب اﻷهلية، قبل أن يضيف: «والله، ومش عايز أجزم بشيء ما أعرفوش، لكن أنا كنت أحد المسؤولين في الوقت ده. هذا الرجل بريء من أي دم: أحداث محمد محمود، أحداث ماسبيرو، أحداث استاد بورسعيد، المجمع، أي حاجة من الحاجات اللي تمت في الفترة دي، والتآمر لإسقاط الدولة، هو بريء منها، وكل من كان موجود من المسؤولين برضه بريئين منها، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر».

طنطاوي، الذي شارك في حربي 1967، و1973، عينه مبارك وزيرًا للدفاع في 1991، ثم رقاه مشيرًا في 1993، قبل أن يتسلم السلطة من مبارك، هو والمجلس العسكري، في يناير 2011، وصولًا إلى تسليم رئاسة البلاد إلى محمد مرسي، في يوليو 2012، عقب انتخابات رئاسية، قبل أن يحيله اﻷخير للتقاعد في أغسطس من العام نفسه، ويعينه مستشارًا لرئيس الجمهورية.

تحت حكم المجلس العسكري، ومع استمرار الاحتجاجات ضمن الحالة الثورية في الشارع المصري، سقط الكثير من الضحايا في مواجهات متفرقة، بعضها كانت بين مدنيين وقوات رسمية، في أحداث كان أبرزها ما أشار له السيسي في «شهادته» اليوم.

«محمد محمود»: في 19 نوفمبر 2011، هاجمت قوات الشرطة اعتصامًا محدودًا لمصابي الثورة يطالب الدولة بتحقيق بعض وعودها، فهرعت المئات إلى نجدتهم، لتبدأ خمسة أيام من الاشتباكات العنيفة التي تمركزت في شارع محمد محمود، والتي راح ضحيتها نحو 50 متظاهرًا، بعدما استخدمت الأجهزة الأمنية الرصاص الحي والخرطوش والغاز المسيل للدموع لقمع المتظاهرين.
«ماسبيرو»: في 9 أكتوبر 2011، فضت قوات الجيش بعنف، مسيرة -مصرح بها- أمام مبنى ماسبيرو بوسط القاهرة. المسيرة التي ضمت مئات اﻷقباط كانت تحتج على هدم إحدى الكنائس بأسوان، وحدثت مناوشات خفيفة بينها وبين مواطنين آخرين قبل وصولها إلى كورنيش النيل، وبعد مناوشات أخرى مع قوات تأمين مبنى ماسبيرو، فضت قوات الشرطة العسكرية المسيرة بعنف، ليسقط 28 ضحية، على اﻷقل، نتيجة هذا الفض.

«استاد بورسعيد»: في 1 فبراير 2012، سقط 72 مشجعًا لفريق اﻷهلي ضحايا لهجوم تعرضوا له أثناء وجودهم في مدرجات استاد بورسعيد، خلال مباراة فريقهم مع فريق المصري البورسعيدي. الهجوم المنسوب لجماهير «المصري» استبعد كثيرون أنه يمكن أن يتم دون تخطيط أو مساعدة، أو على اﻷقل تقاعس عن حماية جماهير اﻷهلي، فضلًا عن غلق عدد من بوابات خروجهم، ما سهل مهمة مهاجميهم.

بخلاف تلك اﻷحداث، ومسؤوليته عنها من عدمها، وبحكم وجود المشير طنطاوي على رأس السلطتين التنفيذية والتشريعية، في أعقاب ثورة 25 يناير، أصدر الوزير الراحل عددًا من القرارات الجمهورية والمراسيم بقرارات، والتي وضعتها وحدة دراسات القانون والمجتمع في الجامعة اﻷمريكية في بوست مجمع نشر اليوم، تضمن مسارًا زمنيًا لأهم أحداث 2011-2012.