جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 06:31 صـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
أسعار بيع وشراء الذهب اليوم الخميس أسعار العملات الأجنبية والعربية اليوم الخميس حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس المدير التنفيذي لجهاز حماية البحيرات والثروة السمكية يتقدم بالتهنئة للرئيس والقوات المسلحة بمناسبة ذكري تحرير سيناء حفل ختام الأنشطة بمدرسة الأيوبية الإعدادية بنات ومعرض اللغة العربية بمدرسة الهدى والنور بالدقهلية محافظ الدقهلية يهنئ فريق المنصورة الاول لكرة القدم ومجلس الادارة اعتبارا من مساء اليوم يبدأ العمل بالتوقيت الصيفى بهيئة السكة الحديدية النيابة العامة بشمال الجيزة تباشير تحقيقاتها في حادث اصابة عدد من الأطفال باختناق داخل حمام سباحة الترسانة رئيـس مجلـس إدارة جهـاز حمايـة وتنميـة البحيـرات والثـروة السمكيـة يهنئ الرئيس والقوات المسلحة ذكـرى تحريـر سينـاء شباب قادرون تستعد لتنظيم ملتقي توظيفى بالبحيرة وكيل أوقاف الإسكندرية يتابع فعاليات امتحانات طلاب المركز الثقافي افتتاح مؤتمر «صناعة السياحة في ظل التغييرات العالمية »بجامعة الإسكندرية

«الديار» تقتحم إحدى ورش صناعة النقش على الخشب بمنطقة كوم الدكة بالإسكندرية وأصحاب المهنة « الصنعة اندثرت والجاهز هو المسيطر على اليدوي»

ورشة النقش علي الخشب بمنطقة كوم الدكه بالاسكندرية
ورشة النقش علي الخشب بمنطقة كوم الدكه بالاسكندرية

تشتهر عدد من المحافظات الساحليه في مصر بحرفة أو مهنة أو فن النقش علي الخشب التي كانت من أهم الحرف خلال القرن الماضي التي تتميز برونقها و طبيعتها الخاصه و من أهم المحافظات التي اشتهرت بها محافظة الإسكندرية في القرون الماضية و يعتبر فن الحفر على الخشب من أقدم الفنون الجميلة في التاريخ بدأ به الإنسان منذ العصور القديمة، وقد زين العثمانيون الأبنية المختلفة بالأجزاء الخشبية سواء كانت حفرًا على الخشب أو نقشًا عليه أو تلوينه؛ وذلك مثل منابر المساجد والصناديق وحوامل المصاحف وصناديق الملابس، والخزائن، والكراسى، كما استخدم فن الحفر على الخشب لتشكيل رسومات هندسية جميلة في وقتنا هذا ترتبط "الأويمة" بالأثاث، لذلك فإن معظم ورش الأويمجية في أماكن تجمع صناع الاثاث مثل المدن الساحلية من يعمل بهذه المهنة يقال له "أويمجي"، وهذا الفن ليس بحديث فهو موجود منذ القدم، فالنقوش البارزة الموجودة على جدران المعابد أو في واجهتها منها ما هو مأخوذ من الطبيعة مثل أوراق الشجر، ومنها ما تعرض لحفر الأشخاص أو الحيوانات و هذا مادفع العديد من أصحاب هذه المهنه الاحتفاظ بها علي الرغم من اندثرها و عند مرورك في حواري منطقة كوم الدكه بوسط الإسكندرية في أحدي الازقه تجد امامك ورشة تعود من القرن الماضي يظهر عليها علامات زمن فات و بداخلها رجل في سن الستينات من عمره يقف علي ديسك و في يده أحدي ادوات النقش علي الخشب و حوله الاخشاب و التصميمات التي صنعها 

ودخال هذه الورشه التقي موقع الديار مع أحد أصحابها لمعرفة صناعة أو حرفة النقش علي الخشب و متي بداء في هذه المهنه و ماهي اسباب اندثرها 

يقول «جميل محمد اسماعيل» الذي يبلغ من العمر 67 عاما و احد صناعي حرفة النقش علي الخشب بالاسكندرية «للديار» أنه يعمل في هذه المهنه منذ كان صغيرا بعد أن خرج من السنة الأولي في المرحلة الإعدادية و اشتغل في المهنه قائلا : «اتعلمت الصنعه تحت ايد معلم كبير اخدت وقت في تعليم الصنعه بس اتعلمتها صح» لافتا أن المهنه اتعلمنها من الأجانب و الطالينا و اليونانيين لأنهم كانوا متواجدين بمنطقة محطة الرمل .

واضاف «اسماعيل» للديار أن صناعة النقش تمر بعدد من المراحل حتي وصلا الي الشكل النهائي في بداية الأمر يتم شراء الخشب من منطقة الفراهده خشب خام ثم ناجي بالفورم النقش الخاصه بالخشب ثم تأتي مرحلة التفصيل علي الفورم التي يتم تجهيزها و تفصيلها علي الماكنه المنشار ثم المجموعة و بعدها الحليه و بعدها ندخل الي مراحل التصنيع لافتا أنه يوجد صناعات الكبس مثل الدوالايب و الابلكارات و السفره ام الأرجل و الكعوب تكون علي هيئة نقوش و زخرفه علي الوجه الخارجي للادولايب و بعد التفصيل و التصنيع تأتي مرحلة الكبس و التفصيل علي النقش ثم مرحلة التشطيب و النظافة و الدهان مضيفا أننا نستخدم عدد من الماكينات الخاصة والتي لا يخلي منها أي ورشة لنقش علي الخشب اولا ماكينة المنشار وهو من أهم الماكينات الأساسية داخل الورشه وهو يستخدم في التقطيع ثم ماكينة الرابون و يستخدم لمسح الخشب و تخينه و ماكينة الحليه و تستخدم لحلي الخشب و بجانب لعدد من الأدوات التي تستخدم في النقوش «كالماشوله» وتعتبر هي المطرقة التي تطرق علي العده و «اللوك» و يوجد منه لوك كبير و لوك صغير و «مكاده» تكون عدله لستخدمها في النقوش العدله و دفره نمره 4 و 5 و «تجريحه» و يوجد منها تجريحه صغيرة و كبيرة لعمل بها النقوش الصغيرة جدا و الكبيرة يعمل بها النقوش الكبيرة و «السنتي» و يكون مقاسه سنتمتر و «الرنيه» و تستخدم في خروج شفار الخشب من الجوانب الخاصة بالنقش و «سنه» ومنها سنه صغيرة و سنه كبيرة و «فلتوه» و يكون رفيع و يستخدم في الرخرفه و تزويق النقوش .

وعن انواع الخشب المستخدم في المهنه قال «جميل» «للديار» : أن الاخشاب المستخدمة في الصنعه و بالاخص في النقش علي الخشب تتنوع كثيرا منها الخشب الزان و خشب السويدت وهو الحشو الدواليب و السفر أما الحروف و النقش من خشب المجنوه و خشب الارو لافتا أن الأسعار تتفاوت علي حسب نوع الخشب حيث يأتي خشب السويت سعره يتراوح ما بين 8 الي 9 الف بعد أن كان سعره لايزيد عن 1500 جنيه و الخشب الزان ينقسم الي زان شجر و يكون عمره قصير لانه لا يكون متبخر ولا نظيف و اما الزان اللزغلافي يأتي متسندق و متبخر جيدا و يترواح اسعاره ما بين 14000 الي 15000 الف لافتا أن العمل اليدوي افضل كثيرا من العمل علي ألماكينة وله رونقه و شامخه وحتي وقتنا أهذا يوجد بعد الزبائن يطلبون العمل اليدوي و زبائن أخري يفضلوا العمل الجاهز

وعند سؤله عن العامله قال «جميل» «للديار» : أن الصانعينه كانوا في بداية المهنه كانوا كثير جدا و كانت الورش بها مابين 7 الي 8 عمال و غير الصناعيه الذين كان عددهم أكثر من 5 أفراد أما الآن العاملة و الصناعيه لم يكونوا موجودين و سبب الماكينات الحديث الذي عمل تقليل العمال و الصناعيه لان العمل علي ألماكينة يأخذ ربع عمل باليد قائلا : «الشغل علي الماكينة تعجز اليد الصنعي دلوقتي ميقدرش يعمل اسطبه كاملة زي زمان لأن الماكينة خليتوا يستسهل»

وتابع «جميل» للديار أن منطقة كوم الدكة كان من اشهر المناطق التي تتميز بحرفة صناعة الخشب و بالاخص النقش علي الخشب قائلا : «الشارع اللي احنا فيه دلوقتي اللي اسمه حارة العروسي كان الشارع مليان ورش وشغل غير دلوقتي مفيش شغل خالص و الشغل الجاهز هو المسيطر علي الشغل اليدوي» و اختتم جميل حديثه بتوجه رساله الي الأهالي أن يوجهوا أولادهم الي الصنعه و الحرفه ليستفيدوا منها كما كان اهالينا الذين دفعوا لينا الي الصنعه و المهنه بدل من ضايعهم في الركوب التكاتك لأن المهنه دخلت في الاندثار.