جريدة الديار
الثلاثاء 16 أبريل 2024 09:52 مـ 7 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

ضحايا بلا مأوى| «المشردون» مأساة منسية في الشوارع المصرية.. وتجربة محمد علي باشا الأمل في حل أزمتهم

تكاد الشوارع لا تخلو منهم، وجوه غابرة، ثياب رثة، إصابات وتقرحات في الإيدي والأقدام والوجه والرقبة وبكافة أنحاء الجسد، في أغلب الأحيان لا يقتربون من الأخرين إلا عندما يشعرون بالجوع فيطلبون من المارة بعض النقود التي توفر لهم ما يسد رمق جوعهم، هؤلاء هم المشردون، أشخاص بلا مأوى، بلا معيل، بلا حياة آمنة، يفترشون الأرض، ويلتحفون بالسماء، ويزاحمون الكلاب والقطط في مقالب القمامة وعلى أرصفة الطرقات.

للإنصاف والواقعية، هذه أقصى وأبشع صور المشردين في الشوارع والتي تعتبر وفق التعريفات الدولية "حالة التشرد الرئيسة"، بينما هناك مفاهيم وصور أخرى تندرج تحت مسمى "المشردون"، حيث يعرف التشرد على أنه العيش في مسكن دون المستوى الأدنى أو من دون ملكية آمنة، ويمكن تصنيف الناس على أنهم مشردين حال كانوا يتنقلون بين ملاجئ مؤقتة تتضمن منازل الأصدقاء والعائلة وأماكن الإقامة الطارئة "حالة التشرد الثانية"، أو يعيشون في منازل داخلية خاصة من دون حمام خاص أو مكان آمن "المرحلة الثالثة من التشرد".

"المشردون" أزمة قديمة جديدة في الشوارع المصرية، فهم ضحايا لظروف قهرية في أغلب الأحوال، أو مرضى نفسيين ضلوا طريقهم، ووجدوا أنفسهم بين براثن الحياة الصعبة في الشوارع واستغلال البعض لهم، تمضي أوقاتهم بين الاعتداءات الجنسية والجسدية، يستغلهم البعض في الأعمال المهينة ويدفعهم أخرين للتسول، ويتم استغلالهم بطرق مهينة وغير أدمية.

قنابل موقوتة في المجتمع

رصدت كاميرا الديار معاناة إنسانية في الإسكندرية، الطفل "عبدالرحمن م. س. م"، القادم من كفر الدوار، توفى والداه، ولا يعرف مكان بيته ولا أي طريق أحد من أقاربه، الحديث الذي أدارته محررة "الديار" كشفت أن الطفل ليس طبيعيا وفي الأغلب يعاني من مشكلة نفسية أو عقلية، كانت هي السبب في مغادرته بيت أهله والتشرد في شوارع منطقة البيطاش.

بلا مأوى ولا دخل ولا أحد يحميه من الأشخاص غير الأسوياء ينام الطفل عبد الرحمن في الشارع، ليس لديه ذكريات يتحدث عنها أو غد ينتظره أو مستقبل يحلم به أو شيئا ما يتطلع إليه، هو يبحث فقط كيف يحيى هذه اللحظات بعيدا عن يدي الباطشين ومطاردات المجرمين، ينتظر من يعطيه طعاما يأكله، ينظر يمينه ويساره خوفا من المجهول القادم إليه.

عندما بدأنا في الاقتراب منه انتابته حالة من الخوف والفزع والقلق، كأنه ينتظر من سيقوم بالاعتداء عليه بالضرب أو الطرد وإبعاده عن المكان الذي كان يجلس فيه، نظرات غير مستقرة كلماته مذبذبة إدراكه العقلي والذهني ليس حاضرا، تلك الحالة المزرية التي يبدو عليها الطفل، تعكس مدى الجرم الذي يرتكبه المجتمع في حق المشردين الذين أجبرتهم الظروف على ترك المساكن المهيئة للعيش في الطرقات والشوارع، معرضين لجميع أنواع الإيذاء والتعذيب والاستغلال من بعض معدومي الضمائر.

جرائم مفزعة وأرقام صادمة

تُلقي "الديار" الضوء على جرائم كان أبطالها أناسا معدومي الضمير، وضحاياها أطفالا مشردين، حيث كشفت بقايا عظام بشرية لأطفال عن واحدة من أفزع جرائم العصر الحديث في مصر، "التوربيني" ذلك الاسم الذي كان بمثابة الرعب المتجسد في بشر بالنسبة للأطفال المشردين بمحيط محطات السكك الحديد من القاهرة وحتى الإسكندرية، قتل ما يزيد على 32 طفلا خلال الفترة من مايو 2004 وحتى نوفمبر 2007.

كانت الشرارة الأولى للكشف عن هذه العصابة ظهر بعثور عدد من العاملين بمحطة مترو أنفاق شبرا الخيمة على هيكل عظمي لطفل داخل سرداب أسفل المحطة، كانت الصدفة وراء الكشف عن أعضاء هذه العصابة عندما تم العثور على جثة الطفل محمد إبراهيم سالم 14 سنة على شريط السكة الحديد بالإسكندرية.

وكشفت التحريات أن الجثة ألقيت من فوق أحد القطارات، وتزامن ذلك مع العثور على جثة لطفل ثالث ألقى من فوق صهاريج السولار بمحطة السكة الحديد في طنطا، وتبين أنه "أحمد ناجي"، وتوصلت تحريات المباحث إلى أن وراء قتل هؤلاء الأطفال عصابة تتكون من عدد من الأطفال.

وواصلت أجهزة البحث حتى تم القبض على أول متهم بهذه العصابة "بقو" في منطقة شبرا الخيمة بالقليوبية، واعترف بأنهم يستدرجون الأطفال من الشوارع بزعم التسول، ثم يعتدون عليهم جنسيا ويقومون بقتلهم بإلقائهم من فوق القطارات حتى تتوه معالمهم، حيث تدهسهم القطارات القادمة من الاتجاه المعاكس، وأن "التوربيني" هو زعيم العصابة.

وبحسب اعتراف "بقو" كان التوربيني يقيد هؤلاء الضحايا بملابسهم الداخلية فوق القطار "التوربيني" الذي يستقله مع الضحية من القاهرة ومعه باقي أفراد العصابة، حيث كان التوربيني يستغل المكان المنخفض بالقطار للاعتداء الجنسي على الضحية، ثم يلقيه على شريط السكة الحديد ليتخلص منه.

وأثناء التحقيق مع "بقو" في شبرا الخيمة، سقط "السويسي" المتهم الثاني في القائمة بطنطا، واعترف أنه قتل 8 أطفال في طنطا ودمنهور والقاهرة والقليوبية والإسكندرية وباقي المحافظات، مؤكدا أن زعيمهم رمضان التوربينى مصاب "بعقدة نفسية جنسية"، بسبب سابقة الاعتداء عليه.

وبعد يومين فقط من سقوط "السويسي" نجحت مباحث الإسكندرية في القبض على زعيم العصابة رمضان عبد الرحيم منصور الشهير بـ "التوربيني"، حيث اعترف بارتكاب العديد من جرائم الاغتصاب وقتل الأطفال، وأصدر النائب العام أمرا بقيد القضية برمتها في طنطا تحت رقم 33304 جنايات طنطا لسنة 2006، واعترف المتهمون بأن عدد الجرائم التي ارتكبوها لا يقل عن 32 جريمة، ومن الصعب التوصل إلى أماكنها جميعا، وأكد "التوربيني" أنه كان يغتصب الأطفال ويقتلهم بدافع المتعة.

الاستغلال الجنسي

مفاجأة أخرى كشفت عنها التحريات والتحقيقات حيث تبين أن التوربيني تزوج من فتاة تدعى "عزة بربش" عرفيا، وكانت تستقطب الفتيات لاستغلالهن في الدعارة، وقتل منهن 3 فتيات.

وأصدرت محكمة جنايات طنطا حكما بإعدام التوربيني، ومساعده فرج محمد السيد الشهير بـ"حباطة" واثنين من المتهمين بعد إدانتهما بالقتل وهتك العرض، وحبس آخرين، وأيدت محكمة النقض الحكم، وتم تنفيذ حكم الإعدام فيهم يوم 16 ديسمبر 2010.

عصابة شحات وأعوانه

عصابة أخرى كانت ترتكب جرائمها في الأطفال المشردين، كشفت عنها تحقيقات نيابة شمال الجيزة الكلية بعدما تم القبض في 6 أغسطس 2021 على عصابة لاغتصاب وهتك عرض الأطفال وإجبارهم على التسول للاستيلاء على أموالهم وتنظيف السيارات بالشوارع والميادين، بمنطقة المهندسين في الجيزة والتي عرفت إعلاميا باسم عصابة "توربيني" جديد.

وتضمن أمر إحالة المتهمين الصادر بموافقة المستشار أحمد شورب المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة الكلية إلى محكمة الجنايات قيام كل من "أحمد. ع. ص" ۲۳ عاما -فران و"شحات. ح. ا" ۲۸ عاما -نجار مسلح، و"أمين. ح. ا" ۲۹ عاما -عامل، بالاتجار بالبشر من خلال استغلال طفلين في أغراض جنسية وإجبارهما على التسول وجمع القمامة بهدف تحقق أرباح مادية.

وشملت مذكرة الإحالة في القضية رقم 10894 لسنة 2018 جنايات العجوزة والمقيدة برقم 5352 لسنة 2018 کلي شمال الجيزة أن المتهمين في غضون أبريل لعام ۲۰۱۸ بدائرة قسم الشرطة العجوزة قام المتهمان الأول والثاني: اتجرا بالبشر بأن تعاملا في أشخاص طبيعيين هما المجني عليهما الطفلين "خالد. ط. م"، و"اسلام. م. ج" وكان ذلك عن طريق الاستخدام والإيواء واستغلال حالة الضعف، وكان ذلك التعامل بقصد استغلالهما في التسول والخدمة قسرا، بأن استقبلا المجني عليهما وأواهما بمكان خاضع لسيطرتهما وتشغيلهم في أعمال التسول وجمع القمامة بالطرق العامة لتحقيق منفعة مادية.

كما تضمن أمر الإحالة أن المتهمين هتكا عرض المجني عليه الأول الذي لم يبلغ من العمر 18 عاما كاملة بالقوة والتهديد حيث تعديا عليه جنسيا عقب إشهار سلاحا أبيضا في وجهه، وسرقا الأموال المملوكة للمجني عليه الثاني بالإكراه بعد تهديده بالسلاح.

وشرع المتهم الثاني في هتك عرض المجني عليه الطفل "إسلام. م. ج" الذي لم يبلغ من العمر 18 عاما كاملة بالقوة والتهديد بعدما أشهر سلاحا أبيضا وما أن جرده من ملابسه وبدأ المجني عليه في الصراخ والاستغاثة تركه المتهم بعد انتباه عدد من المارة لصراخ الطفل.

 وأسفرت التحريات عن اتخاذهما من محيط شارع جامعة الدول العربية بالمهندسين مقرا لمباشرة أعمالهما المؤثمة وتمكنهما من السيطرة على عدد من الأطفال من بينهم الطفلين "خالد. ط"، و"إسلام. م" واضطلاعهما باستغلالهما في أعمال نظافة السيارات المارة بالطريق العام وجمع القمامة لقاء أموال تحصل عليها الطفلان جراء عملهما وتمكن المتهمين من الاستيلاء على تلك الأموال كرها عنهما باستخدام الأسلحة البيضاء علاوة على قيامهما لعدة مرات بهتك عرض الطفلين بالحدائق المحيطة بتلك المنطقة وإحداث ما بهما من إصابات.

كما جاء بأقوال مفتش بإدارة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، بأن تحرياته السرية أسفرت عن صحة الواقعة باضطلاع المتهمين بإيواء الأطفال بمواقف السيارات العامة باستخدام القوة والعنف والتهديد بهما، واستغلال حالة الضعف لديهم، وذلك بقصد استغلالهم جنسيا والخدمة قسرا للمواطنين المارين بسياراتهم بالطرق العامة واستغلالهم في أعمال التسول نظير أموال يتحصلا عليها من الأطفال الناتجة عن أعمالهم عبر سرقتها منهم.

أسباب أزمة انتشار المشردين

في هذا الصدد، قالت سمية الألفي مديرة وحدة أطفال الشوارع بالمجلس القومي للطفولة والأمومة وعضو اللجنة الاستشارية للطفولة بجامعه الدول العربية: إن ظاهرة المشردين في الشوارع لها أربع أسباب رئيسية، وهي:

- الفقر والوضع الاقتصادي السيئ لمعظم أهالي الأطفال وأن أغلبهم ينتمون لأسر فقيرة.

- النظام التعليمي الطارد للأطفال الذين يعانون صعوبات في التعلم أو لديهم مشكلات نفسية واجتماعية.

- الإهمال وغياب القدوة في المنزل والقسوة الشديدة والعنف الأسري.

- التفكك الأسري والانفصال.

وتابعت الألفي: إن المجلس القومي للأمومة والطفولة أصدر "الاستراتيجية القومية لحماية وتأهيل وإدماج أطفال الشوارع"، وذلك بهدف رصد هذه الظاهرة ومعرفة أسبابها، كما أنه قام ببناء مراكز لإقامة أطفال وفتيات الشوارع، وأنشأ خطا ساخنا لنجدة الطفل.

تعداد المشردين في مصر

تشير الإحصائيات وفقا لليونيسيف أن هناك مليون طفل يعيشون في الشوارع بمصر، فيما يقدر باحثون آخرون العدد في مصر بحوالي 3 ملايين، ذلك بحسب المنظمات غير الحكومية المهتمة بالمتشردين والتي تساعد أطفال الشوارع وتشمل: منظمة قرية الأمل الاجتماعية، وجمعية نفس، وتعمل منظمات غير حكومية أخرى مثل بلان إنترناشونال مصر على إعادة إدماج أطفال الشوارع في أسرهم.

مقترح برلماني ينعش تجربة عمرها 200 عام

قدمت النائبة آيات الحداد عضو مجلس النواب، مقترحا يهدف إلى القضاء على ظاهرة أطفال الشوارع، مستلهمة تجربة تعود لأكثر من قرنين إنشاء معسكرات تدريب وتأهيل لأطفال الشوارع، أسوة بما فعله محمد علي باشا الذي حكم مصر بين عامي 1805 و1848.

وتعتمد فكرة النائبة على جمع الأطفال في معسكرات إيواء، على أن يتولى تدريبهم، على سبيل المثال: ضباط متقاعدون من القوات المسلحة المصرية بما يكسبهم مهارة ويعزز انتماءهم الوطني في آن واحد.

وقالت الحداد: إن محمد علي باشا جمع نحو 300 ألف مشرد خلال فترة حكمه، ووضعهم في معسكر جنوبي مصر، وجلب لهم مدربين فرنسيين في شتى المهن، مما كان عونا لهم في أن يجيدوا حرفا مختلفة، فضلا عن تعلم اللغة الفرنسية.

وأشارت إلى أن الفترة المقبلة سوف تشهد اهتماما خاصا بذلك الملف في مصر، مثل ملف ذوي الاحتياجات الخاصة الذي توليه الحكومة اهتماما خاصا، مؤكدة أن إعادة دمج أطفال الشوارع في المجتمع يسهم في الاستفادة من قدراتهم بشكل إيجابي للمساعدة في تنمية المجتمع.

وطبقا للإحصاءات التي أعلنت عنها الوزيرة نيفين القباج أمام البرلمان، فإن "برنامج حماية الأطفال والكبار بلا مأوى" التابع للوزارة تمكن من التعامل مع ما يقترب من 6 آلاف طفل بلا مأوى، حيث تم دمج 68 بالمئة منهم إما مع أسرهم أو بمؤسسات رعاية، إضافة إلى التعامل مع حوالي 12 ألف طفل عامل بالشارع قُدمت لهم خدمات مختلفة، بين صحية ونفسية واجتماعية.

وتشير إحصاءات رسمية في مصر إلى أن إجمالي عدد أطفال الشوارع المسجلين يصل إلى 16 ألفا في 10 محافظات، اعتبرتهم وزارة التضامن الاجتماعي "قنبلة موقوتة".

مصر بلا مشردين

تقترب مصر من تحقيق حلم القضاء على ظاهرة المشردين وأبناء الشوارع، بعد سنوات قليلة من إطلاق البرنامج القومي «أطفال بلا مأوى» الذي تنفذه وزارة التضامن الاجتماعي على مستوى الجمهورية، بهدف القضاء على هذه الظاهرة، خلال الفترة القليلة المقبلة.

وذلك من خلال تقديم خدمات الرعاية والتأهيل للأطفال بلا مأوى لدمجهم داخل المجتمع، يعمل البرنامج في ١٣ محافظة، لمواجهة ظاهرة تشرد الأطفال، مع العمل على تطوير المؤسسات الاجتماعية وإعداد قواعد بيانات شاملة لدور الرعاية، وفق خطة عمل واضحة.

وعن التعامل مع تلك الظاهرة، قالت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي: إن برنامج «أطفال بلا مأوى» يعمل على إعادة تأهيل هؤلاء المشردين صحيا وثقافيا واجتماعيا لدمجهم بالمجتمع مرة أخرى.

وأضافت أن التضامن، تعمل على تطوير دور الرعاية وفقا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي وعد بالمساهمة في تطوير ٤٠ مؤسسة رعاية كبرى لتوفير كل احتياجات الأطفال، إلى جانب تفعيل خط ساخن بالمؤسسات يعمل عليه أبناء دار الرعاية أنفسهم، من أجل استقبال شكاوى نظرائهم.

وعن خطة عمل البرنامج، أوضح حسني يوسف مدير برنامج «أطفال بلا مأوى»، أن العمل يجرى بالتنسيق مع صندوق «تحيا مصر» للحد من ظاهرة تشرد الأطفال من خلال ١٧ وحدة متنقلة في ١٣ محافظة، هي الأعلى في نسب وجود الظاهرة وتصديرا لها.

وقال يوسف: إنه يوجد ٢١ مؤسسة في ١٣ محافظة تعمل على تأهيل الأطفال وإعادة دمجهم ما بين دور الرعاية وأسرهم، إضافة إلى ١٠ مؤسسات أخرى تتولى رعاية الأطفال حتى عمر ١٨ عاما في عدد من المحافظات التي تضم عددا كبيرا من «كبار بلا مأوى».

وأضاف أن البرنامج يعمل منذ بدايته مع الأطفال المشردين سواء فأقدى المأوى أو من يعملون في الشوارع بمفردهم أو مع أسرهم، بهدف إعادة تأهيلهم صحيا وثقافيا واجتماعيا لدمجهم بالمجتمع مرة أخرى، وإيوائهم إما في مؤسسات رعاية اجتماعية كفترة انتقالية، أو إعادة دمجهم مع أسرهم.

وكشف المتحدث باسم برنامج «أطفال بلا مأوى»، عن أن البرنامج نجح في التعامل مع ١٦ ألفا و٦١٧ طفلا منذ انطلاقه في ٢٠١٧ وحتى الآن، مشيرا إلى أن نسبة الإشغال في مؤسسات الرعاية تتراوح بين ٥٠٪ و٦٠٪، متابعا أن يجرى توفير جميع الإمكانات اللازمة لاستكمال تعليم الأبناء بمؤسسات الرعاية الاجتماعية، ويبلغ عدد الطلاب بدور الرعاية تعليم نظامي ومحو أمية٧٦٠ طالبًا وطالبة».

وأضاف: فيما يخص الدمج الأسرى والدمج المؤسسي، جرى التعامل مع ٥ آلاف و٧٠٥ أطفال، منهم ١٨٦٠ طفلا (دمج مؤسسي) و٢١٣٤ طفلًا (دمج أسرى)، إضافة إلى استفادة ٥٢٦ طفلا آخرين من الدمج الأسرى من خلال فرق الشارع مباشرة، وبلغ عدد الأطفال العاملين في الشارع نحو ٨٧٧٨ طفلا.