جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 03:58 صـ 11 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

«الاكتئاب والانتحار» وجهان لعملة واحدة.. دراسات تحذر من الضغوط الأسرية وتطالب بالاهتمام بالصحة النفسية للأبناء

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تزايدت مؤخرا معدلات الانتحار خاصة في فئة الشباب، وهو الأمر الذي دفع "الديار" لفتح ومناقشة أهم الأسباب التي تدفع الشباب للإقدام على إنهاء حياتهم، ولعل أبرز تلك الأسباب هي الاضطرابات النفسية، والتي أصبحت ظاهرة تؤرق المجتمع في ظل التطورات السريعة والمتلاحقة.

ويحاول التقرير التالي الإجابة على عدة تساؤلات أبرزها: ما الدوافع التي تؤدي للانتحار؟، وما الذي يدور في فكر المنتحر قبل اتخاذ القرار؟، وما الذي يجعل إنسانا يرى أن الموت هو الراحة والنجاة؟، حيث لا يرتبط الانتحار بفئة سنية معينة أو حتى طبقة اجتماعية محددة أو مستوى تعليمي معين، ولعل الشاهد على ذلك حادثة انتحار طالب جامعي بكلية الهندسة من أعلى برج القاهرة.

وبحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية بشأن ظاهرة الانتحار، فإن شخصا واحدا ينتحر كل 40 ثانية، ليصل العدد طبقا للتقرير إلى 800 ألف شخص سنويا، وجاءت مصر في مقدمة قائمة البلدان العربية من حيث أعداد المنتحرين لعام 2016، وذكر التقرير أنه تجاوز عدد الرجال المنتحرين أعداد النساء، وجاء السودان في المركز الثاني عربيا بـ 3205حالة انتحار، ثم اليمن في المرتبة الثالثة عربيا بـ 2335 منتحرا، وذكرت الدراسة أن حالات الانتحار أغلبها لشباب في الفئة العمرية ما بين 20و35 عاما.

أهمية الكشف النفسي

وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة أمل رضوان استشاري العلاقات الأسرية، إن الانتحار يندرج تحت فئة الأمراض النفسية، وهناك فرق كبير بين الأمراض العقلية والنفسية، مشيرة إلى أن الشخص الذي يرغب في الانتحار يظل مترددا وبداخله قلق وصراع لفتره كبيرة، مؤكدة أن ضعف الإيمان من أهم أسباب الانتحار.

وتحدثت عن الأفكار الانتحارية لفئه الأطفال والمراهقين، مشددة على أهمية المتابعة مع طبيب نفسي في حال ظهور أعراض اكتئاب أو انعزال خاصة الأطفال وفي مرحلة المراهقة والأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الصحة العقلية.

وأوضحت أن الخضوع للكشف الطبي النفسي ومناقشة المريض ومحاولة استنباط ما يدور في رأسه، ولماذا وصل لهذه الحالة؟، ومعرفة السبب، والحصول على صورة دقيقة عن حالة المريض والأجواء المحيطة به بسؤال ولي الأمر أو الأوصياء المقربين من الطفل أو المراهق، وتقارير المدرسة والتقييمات الطبية والنفسية السابقة، قادرة على تقليل نسب الانتحار بما لا يقل عن 60% من هذه الحالات.

دراسات نفسية

وفي سياق متصل، أوضحت دراسة طبية حديثة نقاط هامة عن الصحة النفسية والعقلية للأطفال والمراهقين، قائلة إن هذه الفئة العمرية تشكل أعلى نسبة انتحار، وحذرت من أن مشاكل الأسرة تدفع 21.7% من المراهقين للانتحار.

فيما أكدت دراسة أعدتها أمانه الصحة النفسية وعلاج الإدمان التابعة لوزارة الصحة والسكان أن 29.2% من طلاب الثانوية العامة يعانون مشكلات نفسيه و21% منهم يفكر بالانتحار.

نتائج الدراسة التي أعلنتها الدكتورة، منى عبد المقصود رئيس أمانه الصحة النفسية وعلاج الإدمان بوزارة الصحة، أشارت إلى أن نسبة الطلاب الذين يعانون من مشاكل نفسية تبلغ 17.24% يكون شكلها قلق وتوتر، و14.3% يعانون من تلعثم في الكلام، و14.14% يعانون من الاكتئاب، و9.5%من عدم الرضا عن شكلهم، و5.67% من خجل اجتماعي، و2.7% من وسواس قهري، و19.5% لديهم الرغبة على إيذاء الذات.

حيث أجريت الدراسة على 10آلاف و648 طالبا وطالبة من مدارس الثانوية العامة، والثانوية الأزهرية والفنية والعسكرية، وتتراوح أعمار هؤلاء الطلاب بين 14 و17 عاما، وشملت محافظات القاهرة، والمنوفية ممثلة في محافظات الدلتا، وأسيوط ممثلة عن محافظات الصعيد.

الضغوط الناتجة من الأهل تؤدي للانتحار

وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة هالة حماد استشاري الطب النفسي للأطفال: إن ضغوط الدراسة وضغوط الأهل تجعل الأبناء يشعرون أن حياتهم ستنتهي لو لم يحققوا درجات عالية وأنهم سيفشلون، وأن الدرجات السيئة ستكون نهاية العالم، ولهذا تكثر في أيام امتحانات الثانوية العامة ونتيجتها حالات الانتحار، ثم يليها العلاقات العاطفية وتأثيرها على الصحة النفسية خاصة في مراحل المراهقة.

واستعرضت الحادث الذي وقع مؤخرا في الإسكندرية حيث أقدمت فتاة عشرينية تدعى دعاء. م، على إلقاء نفسها من الطابق السادس بلا تردد بعد شجار مع والدتها، بحسب ما أكدته تحقيقات وتحريات النيابة والمباحث، متابعة أن الفتاة أنهت حياتها ظنا منها أو اعتقادا أنه بألقاء نفسها سترتاح وتريح من حولها، محذرة من الاكتئاب الذي يصيب الأبناء بسبب الضغوط الأسرية.