جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 06:24 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

وتستمر الحياة… ثورة الأخلاق ومعادلة التغير

علاء الدماصي
علاء الدماصي

وتستمر الحياة

ثورة الأخلاق ومعادلة التغير

علاء الدماصى

لاتصيح ياقلمي بل أصرخ وأنثر كلماتك نار يحترق الظلم بها ومعاني تتطهر بها النفس لقد ضاقت بقلوبنا الحناجر وكثرت فى دنيانا المهازل وتأزمت المشاعر وأصبحت القيم التي كانت فخرا لأجدادنا في خبر كان فقد تغيرت النفوس في دنيا الفلوس ويبعيت الضمائر في أسواق النخاسة وباتت المباديء والأخلاق في حالة إنتكاسة إن ماحدث من حراك سياسي منذ سنوات الربيع العربي وصولاً للتغير السياسي في الجزائر والسودان، شيئاً جديراً بالإهتمام ، لكن هل تكتفي الثورات الشعبية والإحتجاجات الجماهيرية لتحقيق معادلة التغير المنشودة؟ وهل ينجح الحراك السياسي والثورات دون متغيرات إجتماعية تشارك في صنع التغير الايجابي؟.

قبل أن أجيب فلينظر كلا منا الى ذاتة ويبحث فى أعماق نفسه هل تغير من داخله؟.

بالطبع أن معادلة التغير ينقصها شيء مهم جدا فقد ثرنا كشعوب إحترقت إرادتها أعوام بنيران الطغيان ونسينا أن نثور بداخلنا لنجرف ما تركه الزمن الماضي من رواسب كادت أن تطيح بكل المعانى الجميلة والأخلاق والقيم المورثة لنا من حضارة أنارت بضياءها العالم وبخاصة الغرب الذى نستورد منه أخلاقيات تقودنا بأسم التقدم الى ظلام الجاهلية، وبأسم الحضارة الى الرجعية، حينما نبتعد عن تعاريف الإسلام منهج وعقيدة الدين الذي يحثنا على الإرتقاء بالإخلاق وبالعلم فيما يحققا منفعة للبشرية فيقول الإمام المراغي رحمة الله عليه": كلا ما ينفعا الناس فهو فى القرآن والسنة".

إنما الأمم الأخلاق فبها تقم وبها تنهدم ، فقد سقطت الأندلس عام 1492 حينما إنغمس العرب فى اللهو المجون بعد أن أنشغل هشام بن الحكم بالبحث عن ملذاته وعن هذا الحدث يقول المؤرخ النصراني كوندي: "العرب هووا عندما نسوا فضائلهم التي جاؤوا بها، وأصبحوا على قلب متقلب يميل إلى الخفة والمرح والاسترسال بالشهوات".

نعود الى لب الموضوع ، لقد أستحدثت علينا مفاهيم عدة تؤثر فى أخلاقيات المجتمع الذى نتعايشه منها "أكذب حتى تنجح، نافق حتى توصل، فرق حتى تسيطر ..إلخ" ولأحد يستطيع أن ينكر وجود تلك المفاهيم تشكل النمط الغالب فى تصرفات البعض.

لذا فنحن في أمس الحاجة الى ثورة أخلاق في نظمنا الاجتماعية وعلى أفكارنا السلبية، حتى نتمكن من وضع معايير أخلاقية متزنة تكون سند ومرجعية نفرغ منها قوانين جديدة تنظم علاقات الشعوب ببعضها وعلاقاتها بالحكام وإيضا لتقييم السلوك الإنساني لابد من أخلاق فماهي الأخلاق؟.

هي عبارة عن مجموعة من القيم والمبادىء التي تتحكم في وجدان الفرد والجماعة في نسق إنساني سوي مثل الشجاعة والشهامة والإيثار والعطاء والصدق بحسب أراء جميع العلماء، وكما يقول أمير المؤمنين علي بن طالب رضي الله عنه عن الأخلاق : عبارة عن التوافق التام بين عقيدة المرء وقوله وفعله أن ثورة الأخلاق هى العصى السحرية التى ستحمي الثوارات وتدفع بالتغير الى الخط المنشود فلابد أن نثور بداخلنا ونزرع بأ نفسنا من جديد بذو الخير والعطاء والقيم التي تلفت جذورها وسقطت أوراقها فى العصور البائده من جديد حتى نبتدئ بحضارة جديدة توزاى التغير والطموحات التى ننشدها حتى لا ننجرف بعيدا عن تعاليم نبينا قيقول سيدنا محمد (صلى الله علية وسلم) : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " ، فلو تعمق الكثيرون قليلا خارج الصندوق سيجدون فرق كبير بين الشخص الراقي في تعاملة ، الذواق في حديثه ، الناضج في تفكيرة ، المهذب والمتريس في خلافه ، والشخص المندفع المتحدث دون تفكير ، وسريع التاؤيل ، والفاجر في خلافه ، هو ذاته الفرق بين القوي المتزن داخلياً ، و الضعيف المضطرب ذاتياً.

الرقي صفة من صفات الأقوياء الناضجيبن، وديننا يحثنا بوضوح على نبل الاخلاق والرقي في الحديث ، فقال تعالى في صورة المؤمنون : "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ"، والصدق من صفات المؤمن فقال سبحانه: "وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا".

ثمرات الفكر

خلاف، الأخلاق ليست القناع الذي ترتديه أمام الناس في العام وينزعه

هي الباطن والظاهر، هي إحترام الشخص لذاته في معاملته للآخرين، هي ترجمة حقيقية للتدين في المعاملات الإنسانية!

وللأفكار ثمرات مادام فى العقل كلمات وفى القلب نبضات ... مادام فى العمر لحظات.

[email protected]